فرنسا تتضامن مع قطر ضد الحصار
باريس رفضت الانسياق وراء الاتهامات الهشة وحملات شيطنة قطر
ألمانيا الشجاعة أعلنت رفض الحصار دون الخوف من مقاطعة السعودية
واشنطن تراجعت عن دعمها لمخطط الرياض وأبو ظبي ضد قطر
القانون الدولي ينصف قطر في دعوتها ضد الإمارات أمام العدل الدولية
لم يعد بإمكان قادة السعودية والإمارات التراجع دون خسائر
باريس – وكالات : أكد الباحث السياسي فانسيس بورجت عضو معهد البحوث والدراسات حول العالم العربي والإسلامي أن القانون الدولي يقف مع قطر في الدعوى التي أقامتها ضد الإمارات أمام محكمة العدلية لوقف الانتهاكات الجسيمة والممنهجة التي تتعرض منذ بداية الحصار، فضلاً عن تعويض ضحايا الحصار واتخاذ تدابير تمنع تكرار تلك الانتهاكات التي تتنافى مع القوانين والأعراف الدولية.
وشدد على أن قطر تنتهج مساراً قانونياً وشرعياً في التصدي لانتهاكات دول الحصار والسعي للحصول على التضامن الدولي لوقف تلك الانتهاكات.
وأكد في حوار أجرته صحيفة Monde Arabe الفرنسية أن الزيارات المتبادلة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعكس أهمية العلاقات التجارية والاستراتيجية بين البلدين.
وأشار إلى أن فرنسا رفضت الانسياق وراء حملة محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ضد قطر، ولم تدعم مند البداية الاتهامات الهشة لشيطنة قطر والقائلة بدعم قطر للإرهاب لافتاً إلى أن باريس ترفض الاستجابة للمؤسسات الداعمة لمهاجمي قطر لكنها ترفض في الوقت ذاته إدانة تلك الهجمات بشكل صريح وألمانيا هي الوحيدة التي امتلكت الشجاعة لفعل ذلك دون أن تخاف من ردة فعل السعودية بمقاطعة بعض منتجاتها.
وأشار إلى أن واشنطن لم تعد منخرطة بشكل كامل في الرؤية السعودية والإماراتية لافتاً إلى أن الرئيس ترامب اقتنع بأن عزل قطر كانت له تداعيات على الجبهة السنية التي تريد الرياض استغلالها ضد إيران.
وأكد أن واشنطن تراجعت عن دعمها لمبادرة السعودية والإمارات منذ تولي مايك بومبيو وزيراً للخارجية لافتاً إلى أن ترامب يطالب الرياض وأبوظبي بشكل أكثر وضوحاً بإنهاء الحصار لكن دون نتائج مادية.
وقال : أمام تعنت محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ،اللذين قطعا أشواطاً طويلة في محاولات عزل قطر لم يعد بإمكانهما التراجع دون خسائر،لتبقى الولايات المتحدة في حالة ترقب مثلها مثل أغلب الدول الغربية.. وفيما يلي تفاصيل الحوار :
العلاقات الاستراتيجية
• ماذا تمثل اللقاءات المتتالية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ؟
– هذه اللقاءات رفيعة المستوى تعكس أهمية العلاقات التجارية والاستراتيجية بين البلدين والتي وصلت إلى 2.7 مليار يورو سنة 2017 أي بزيادة 390? خلال عام فقط ، فقطر هي الشريك الثالث لفرنسا في منطقة الخليج بعد السعودية والإمارات.
الاتهامات الهشة
• الرئيس ماكرون طالب قبل أشهر بضرورة رفع الحصار عن قطر، وهذه المرة تعد استثنائية لأن الدبلوماسية الفرنسية تتجنب اختيار معسكر محدد في الأزمة التي تقودها السعودية وحلفاؤها ضد قطر ، لماذا؟
– باريس تجنبت الانسياق وراء حملة محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ضد قطر، وفرنسا لم تدعم منذ بداية الأزمة الخليجية الاتهامات الهشة لشيطنة قطر والقائلة بدعم قطر للإرهاب.
هذه استراتيجية جيدة جداً رغم أن أساسها لم يكن فقط بدافع أخلاقي فباريس رغم احترامها للعلاقات التي تربطها بالرياض وأبوظبي لم ترد التضحية بالشريك الثالث في المنطقة ، وبالتالي فالموقف الفرنسي الحالي يفتقد للوضوح لأن باريس ترفض الاستجابة للمؤسسات الداعمة لمهاجمي قطر لكنها ترفض في الوقت ذاته إدانتها بشكل صريح .. أما ألمانيا فهي الوحيدة التي امتلكت الشجاعة لفعل ذلك دون أن تخاف من ردة فعل السعودية بمقاطعة بعض منتجاتها.
دعم ضمني
• هل يمكن تفسير تلك اللقاءات بأنها دعم ضمني من طرف باريس للدوحة في هذه الأزمة؟
– نعم بالتأكيد فمن غير المنطقي ألا تناقش الدوحة مع باريس هذه المسألة المركزية خلال تلك اللقاءات بل هي مسألة وجودية.
إنصاف قطر
• قررت قطر رفع ملف الحصار إلى محكمة العدل الدولية حيث تتهم الإمارات بالتحرك عكس بنود مواد القانون الدولي وتطالب بالتعويض المادي نظراً للخسائر التي تعرضت لها .. هل تعتقد أن هذه المبادرة قد تؤدي إلى حل الأزمة؟
– من المؤكد أن القانون الدولي يقف إلى جانب قطر وبالتالي فالطريقة التي تنتهجها الدوحة قانونية وشرعية لحماية حقوق مواطنيها .. لكن عندما ننظر للأسف إلى القضية الفلسطينية نلمس بشكل مادي مدى محدودية فعالية القانون الدولي الذي يصطدم بموازين القوى المبنية على مصالح أولئك الذين يرغبون أو لا يرغبون في احترامه.
الموقف الأمريكي
• ماذا عن الموقف الأمريكي ؟
– إدارة ترامب الفاعل الأهم في الإقليم وعلى الساحة الدولية كانت مهووسة بكل ما يعادي إيران وتريد فقط ومصلحة حليفها الإسرائيلي وهي تتقاسم هذا الموقف مع الشريك السعودي، لكن واشنطن لم تعد منخرطة بشكل كامل في الرؤية السعودية والإماراتية فالرئيس ترامب اقتنع على مضض بأن عزل قطر كانت له تداعيات على الجبهة السنية التي تريد الرياض استغلالها ضد إيران.
واشنطن تتراجع
• كيف تغير موقف واشنطن من الأزمة الخليجية؟
– مع تعيين مايك بومبيو وزيراً للخارجية في 2018 تراجعت واشنطن عن دعمها الأولى لمبادرة السعودية والإمارات ويبدو أن ترامب يطالبهما بشكل أكثر وضوحاً لكن دون نتائج مادية بإنهاء هذا الحصار وعودة الوحدة إلى داخل مجلس التعاون الخليجي لكن أمام تعنت محمد بن سلمان ومحمد بن زايد،اللذين قطعا أشواطاً طويلة في هذا الاتجاه ولم يعد بإمكانهما التراجع دون خسائر، تبقى الولايات المتحدة في حالة ترقب مثلها مثل أغلب الدول الغربية.