هل شعرت بأنك تسقط في عمق صمت ؟
حيث لا يمكنك البكاء ولا الكتابة ولا التحدث ؟
كل ما تريده هو البقاء وحدك !!!
ما الذي هوى بك في ذلك العمق الصامت الذي خيّم على جوارحك فأقفلها إلا عن الذهول
ما هو اللون الذي أبى إلا أن يمزج لوحتك الجميلة فيمحي ملامحها الواضحة
ما الذي لوّن ابتسامتك بلون بقايا الرماد المتناثرة
ما الذي أسقط وريقاتك وملأ جسدك إعياءً لم يشخصه طبيب
نعم إنها هي (خَردة) المشاعر
مازلت أقولها لا تستحق ما زلت أكررها (من تكون أنت)
كيف كنت عمياء لهذه الدرجة
أم كيف أنني اخترت أن أكون عمياء عن كل ما أراه وألمسه
مواقف كثيرة كانت تنشر أشعتها على بؤبؤ عيني الذي أبى إلا أن يتجاهلها
وارتديت دونها نظارات سوداء تبقيك معي تحت ظلها
كلمات وجمل ومجموعة حوار كلها منبهات واضحة
لكني آثرت أن أكون نائمة في ما اعتقدته «ملكوت»
آثرت أن أكون حالمة فيما اعتقدته نواة عالمي المرهف
يا لهذا الحب الأعمى، ويا لحمق تلك المشاعر
حين كتبت رسالة طويلة أعبّر بها عن حبي وشوقي بتفصيل ممل وتظل تلك الرسالة مغلقة لساعات طوال !! تقتلني دقائق الانتظار مجتمعة، انتظار لحظة قراءتك لها، ثم انتظار ردك عليها، ويا ليتني لم أنتظر – واعلم أنني سأكرر الانتظار – دوماً كما عودتني تكافئني بـــــــــــــ( خَردة مشاعر)!!
في أحد المواقف هل تذكره؟!
نعم آلمتني تلك الكلمة التي استدعت دمعاتي
ماذا يفعل المجروح التي أثقلت ملامحه الدموع
في تلك اللحظة التي امتلأت فيها سمائي سحباً سوداء، وأنا أمسح دمعاتي بكفي وأقود سيارتي بكفي الآخر في طريقي لأشتري لك عطراً أهديك إياه
أختار بين العطور ووجهك ماثل أمامي..
عيني دامعة لكن شفتاي تبتسم!
فخيالي كان يعيشك ويرسم اللحظة التي سترش فيها العطر على ثوبك.
أعجبتني ثلاثة عطور رأيتك فيها ورأيت كيف زاد العطر وسامتك جاذبية
وأنا أعلم يقيناً أن عطري الذي سأهديك إياه
لن أشمه فيك أبداً !!
عدت للمنزل بمشاعر مختلطة لأصدم بخبر سفرك
حتى (خَردة المشاعر) حرمتنيها !!
في تلك اللحظة … سمعت صوته
عقلي: يا قلبي إلى متى؟!!!!
قلبي: أوووووف هل اختلفنا مرة أخرى
عقلي: وكيف لنا أن لا نختلف وأنت في كل مرة تقحمني في عالم حالك السواد،
كيف لا نختلف وأنت تكرر اندفاعك نحو المجهول رغم العقبات الشائكة،
كيف لا أختلف معك وأن تجدد لي العهد بالألم
كيف لا أختلف معك وأنت توقع معاهدة مع القدر وتجعلني شاهد عيان على جرمكما..
آه أيها القلب
أما كفاك تيهاً وتخبطاً
أما اكتفيت من ملاحقة تلك الظلال الخائنة
التي في كل مرة تتركك في منتصف الطريق غير آبهة بك
تتركك ودموعك وتمضي لتستكمل حياتها من دونك
أما آن أن تفتح عينيك وترى تلك الظلال الآفلة دوماً
تلك الأجساد التي بعد إلحاح مؤلم منك تعود لك بلا روح
تعود لترمي عليك (خَردة مشاعر)
قلبي: يكفي يكفي لا أريد أن أسمع أكثر
عقلي: لاااا بل لابد أن تسمع وتستمع
لأنني الآن وبكل عنفوان سأقيدك
ولن أسمح لك بالبحث عن وهم بات خلف القضبان
يتبع……
Alwardyaa