كتبت – هبة البيه:
أكد عددٌ من التربويين والمتخصصين أن هناك 6 أسباب وراء ارتفاع نسبة رسوب طلبة الثانوية العامة في مادة اللغة الإنجليزية، أولها عدم اهتمام المدرسين بالمادة واستخدام أساليب التعليم التقليدية، بالإضافة إلى اختلاف أسلوب تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس عن التعليم في الجامعة، واعتماد الطلبة على الملخصات ،كذلك ضعف الدافعية لدى الطلبة وعدم التأسيس الجيد للطلبة.

وقال هؤلاء في تصريحات لـ الراية إن الضعف التراكمي في التأسيس من الصغر في المراحل الأولى من الدراسة، يراكم المشكلة بمرور الوقت ويشكل صعوبة في استيعاب المنهج المقرر عليهم في الثانوية العامة مما يرفع نسبة الرسوب، لافتين إلى أن الارتقاء بمستويات الطلاب التحصيلية في اللغة الإنجليزية مسؤولية مشتركة بين الطالب والمعلم وبالبيئة المحيطة والمنهج الدراسي والوسائل التعليمية، ومن هنا يأتي الدور الأكبر الذي يقع على كاهل المعلم في إيجاد بدائل وحلول مناسبة لحل المشكلة وكذلك يأتي دور الطالب باعتباره محور العملية التعليمية الذي يعاني العجز والقصور في الإنجليزية.
  

سلمان السليطي: ضعف تراكمي للطلاب في الإنجليزية

أرجع سلمان السليطي – الخبير التربوي سبب ارتفاع نسبة الرسوب في مادة اللغة الإنجليزية لدى طلبة الثانوية العامة إلى وجود ضعف تراكمي للطالب في مادة اللغة الإنجليزية ينتقل معه من الصف الذي يليه وهو يعاني من الضعف سواء في القراءة أو الكتابة مما يشكل صعوبة في معالجته في المراحل المتقدمة بالطرق التقليدية وبالتالي ينتقل الطالب إلى المرحلة الإعدادية ومن ثم إلى المرحلة الثانوية نقلة كبيرة في الكم والكيف في نوعية الكتب والمواد المقررة.

وأكد على ضرورة أن يتم وضع الخطط العلاجية التي تتناسب مع مستوى ضعف الطلاب ودراسة تدني المستوى التحصيلي للطلاب في هذه المادة حيث لا يمكن غض الطرف عنه أو إغفاله نظراً لما ترتب عليه من صعوبات تواجه الطالب بعد تخرجه من الثانوية العامة وانتقاله إلى الدراسة الجامعية أو خروجه إلى معترك الحياة العملية، مع العلم أن إجادة اللغة الإنجليزية أصبحت أمراً ضرورياً في الكثير من الوظائف وكذلك للتقديم للجامعات.

وتابع: أن أسباب تدني مستويات الطلاب التحصيلية في المادة ترجع كذلك إلى العديد من الأسباب المتعلقة بالطالب أو المعلم أو بالبيئة المحيطة أو بالمنهج الدراسي وكذلك بالوسائل التعليمية ، ومن هنا يأتي الدور الأكبر الذي يقع على كاهل المعلم في إيجاد بدائل وحلول تتناسب لحل المشكلة وكذلك يأتي دور الطالب باعتباره محور العملية التعليمية الذي يعاني العجز والقصور في الإنجليزية.

وأضاف: فضلاً عن دور الأسرة التي تعد من العناصر الهامة التي تساهم بفاعلية في العملية التعليمية والارتقاء بمستوى الطالب ، وللأسف هناك البعض من الأسر تعاني في التعامل مع أبنائهم وتهيئة الجو الملائم للاستذكار، وعدم مراقبة أبنائهم ومعرفة نتائجهم الفصلية أو عدم متابعة حل الواجبات أو نسيان الكتاب المدرسي أو من خلال توفير الوسائل المساعدة في تنمية اللغة داخل البيت عن طريق توفير الكتب والجرائد والمجلات المصورة والبرامج المساعدة في تعلم اللغة الإنجليزية.

وأكد على ضرورة العمل على دراسة المؤشرات ووضع خطط وطرق علاجية لحل هذه المشكلات التي من شأنها التأثير على تحصيل الطالب .
  

  
إبراهيم الدربستي: فجوة بين المناهج والتقييم

أكد إبراهيم الدربستي- الخبير التربوي ومدير إدارة التوجيه التربوي الأسبق على أن مشكلة اللغة الإنجليزية لدى الطلاب مشكلة أزلية وتعود لوجود فجوة بين التعليم والتقييم ، خاصة أن اختبارات الثانوية العامة تكون محصلة 12 عاماً دراسية ولا تقتصر على المنهج فقط ولذلك تتطلب أن يكون الطالب على دراية وقدر من المهارات والإتقان والإجادة في اللغة.

وأوضح: أن هناك عدة عوامل تتسبب في تراجع مستوى الطلاب تتعلق بأمور تراكمية أو بالطالب نفسه أو تتعلق بطرق التدريس والمناهج والاختبارات أو التقييم لافتاً إلى ضرورة إعداد دراسة مفصلة للوقوف على الأسباب الرئيسية وراء تراجع مستوى الطلاب، ودراسة نظام التقييم وعلاقته بالمناهج، ومعرفة هل هناك فجوة بين ما يتم تدرسيه وبين ما يتم اختباره ، خاصة أنه حالياً توجد معايير لا يمكن التنازل عنها.

وأضاف: إن غياب التأسيس الجيد في المراحل السابقة للثانوية العامة خاصة أنها تعتمد على التراكمات يعد أهم الأسباب لتراجع مستوى اللغة لديهم ، خاصة أن اجتياز الاختبار النهائي ليس هو الهدف الرئيسي لتعلمها فلابد من العمل على تدريب الطلاب على تقوية اللغة نفسها ووضع طرق علاجية للمشاكل المتراكمة.

ولفت: إلى أهمية جمع المعلومات عن طريق التغذية الراجعة من الميدان ومن المدارس ، والتعرف على كافة الأسباب ، ومعرفة مدى تطابق المنهج والمعايير مع الأسئلة وهل نوعية الاختبارات تركز على الجانب التحريري وأعمال السنة، مشدداً على ضرورة العمل كذلك من جانب إدارات المدارس على دراسة المؤشرات ووضع خطط وطرق علاجية لحل هذه المشكلات التي من شأنها التأثير على تحصيل الطالب.
  
 
د. محمد المناصرة: وسائل التعليم التقليدية أبرز الأسباب

أوضح د. محمد المناصرة – رئيس قسم اللغة الإنجليزية في البرنامج التأسيسي بجامعة قطر قائلاً: باعتبارنا أول نقطة التقاء لطلاب الثانوية قبل دخولهم الجامعة ومن خلال تجربتنا مع الطلاب نلاحظ أسباب هذه المشكلة والتي تعود إلى اختلاف أسلوب التعليم في المدارس عن التعليم في الجامعات، حيث يعتمد الطالب في المدارس على الآخرين سواء المعلم أو الملخصات أو الدروس فلا يشعر بالاستقلالية والاعتماد على النفس.
وتابع: لذلك لا يستطيع الطالب حل المشكلات بنفسه، ويصاب بصدمة المسؤولية واختلاف طرق التعلم، هذا بالإضافة للأمور المتعلقة بالدافعية لديهم ، فقليل منهم من يدرك أن التعليم مفتاح النجاح والتفوق في الحياه فالكثير منهم ليس لديهم وعي بأهداف التعليم وغير واضحة بالنسبة لهم.

وأكد أن البرنامج التأسيسي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا وبعض الأدوات التي يتم استخدامها في التعليم المطلوب، ونلاحظ مدى تقدمه ونتابع التغذية الراجعة وتنمية الشعور بالمسؤولية، إضافة إلى إدخاله في مشروعات مختلفة أثناء البرنامج فأحياناً يقوم بجمع القصص التراثية من الأهل أو جمع معلومات عن مهن مختلفة على أن يأخذ زمام المبادرة في التعلم وتنمية مهاراته وربط اللغة بواقعه.

وتابع: وكذلك يتم ربط المصطلحات اللغوية بالتخصص الذي سيلتحقون به، بما يساعدهم في المستقبل، بالإضافة لمعامل اللغات والأدوات المختلفة على أن يتم التواصل مع الجامعة ووزارة التعليم ونقوم بشكل دائم بمراجعة المناهج والتقييم ونحصل منهم على المعلومات والنصائح التي تساهم في التقدم.
  

 
د. صالح الإبراهيم:مطلوب تكاتف جهود الأسرة والمدرسة والوزارة

قال د. صالح الإبراهيم – مدير مدرسة الدوحة الثانوية للبنين: إن عدم الاهتمام بمادة اللغة الإنجليزية وكذلك العلوم الشرعية منذ بداية العام سبب النتائج المتواضعة في هذه المواد، في الوقت الذي نجد اهتماماً كبيراً بالمواد العلمية منذ بداية العام، الأمر الذي ينعكس على النتائج النهائية حيث تكون نسبة النجاح فيها أعلى من المواد الأخرى.

وتابع: إهمال المعلمين لهذه المواد يتبعه إهمال الطالب لها، معتمداً على أن هذه المادة سهلة ويعتقد أن الاختبار عبارة عن قطعة ويستخرج منها الإجابات ،وهو الخطأ الذي يقع فيه غالبية المعلمين فهم يقومون بتدريب الطلاب على ورقة الاختبار ولا يسعون لتحفيز الطلاب لدراسة المادة نفسها.

وأضاف: إن المشكلة الأخرى التي يعاني منها طلبة المرحلة الثانوية هي أن المعلومات تراكمية، ولابد من مروره بمراحل مختلفة ليجتاز الاختبار، ومن الصعب أن ننقل الطلاب الضعاف من مرحلة لأخرى بدون تقويتهم، خاصة أنه تم إهمالهم من البداية ولذلك لا يمكن إنقاذهم فهي عملية تراكمية.

ولفت إلى أنه عندما يعتاد الطالب على التعلم على نمط اختبار فقط دون إتقان مهارات اللغة يفاجأ في الثانوية العامة أنه لم يستطع التحدث باللغة الإنجليزية ولا يوجد لديه مفردات خاصة باللغة، وبالتالي نجد ارتفاع نسبة الرسوب.

ولفت إلى ضرورة التعاون بين أولياء الأمور وبين المعلمين في المدرسة بحيث يسعون جميعاً لتحفيز الطالب لحفظ الكلمات وتجهيز نفسه منذ إجازة الصيف مع زيادة عدد حصص تقوية اللغة لدى الطلاب الضعاف على أن يقدم المعلمون حصصاً أسبوعية للتقوية مدفوعة بهدف تأسيس الطلاب وتطويرهم في اللغة.

وأكد على ضرورة توفير كذلك اعتمادات مالية إضافية من جانب الوزارة لحل هذه الإشكالية على أن يتم وضع خطة لمدة خمس سنوات لتحسين المخرجات،لافتاً إلى أهمية حل هذه المشكلة خاصة أن الدولة في تطور دائم وتعتمد بشكل كبير في مختلف المجالات على اللغة الإنجليزية كما أن قطر تضم عدداً كبيراً من الجامعات العالمية ولابد من تغذية هذه الجامعات بالطلاب المؤهلين تأهيلاً جيداً في اللغة الإنجليزية.