قصف روسي سوري مكثف على درعا بعد فشل المفاوضات

سوريا – وكالات: كثف الطيران الحربي الروسي قصفه على مدن وبلدات الجنوب السوري القريبة من الأردن بعد فشل جولة أخرى من المفاوضات بين روسيا والمعارضة السورية أمس ما أثار القلق الدولي على سلامة المدنيين بالمنطقة التي ينزح الآلاف منها فرارًا من المعارك. وقالت أنباء إن القصف الجوي الروسي على مناطق الجنوب السوري رافقه قصف مدفعي وصاروخي وإلقاء براميل متفجرة. وفور الإعلان عن فشل الجولة الرابعة من المفاوضات، شنت مقاتلات حربية غارات على مدينة طفس بريف درعا الغربي، إضافة لقصف صاروخي مكثف على بلدة صيدا بريف درعا الشرقي. وأفاد مراسل الجزيرة بأن أفراد عائلتين قتلوا نتيجة استهداف قوات النظام السوري سيارة كانت تقل نازحين في ريف درعا الشرقي
وحول ملابسات فشل المفاوضات بين موسكو والمعارضة السورية، قالت مصادر المعارضة للجزيرة إن الجانب الروسي طلب تسليم السلاح الثقيل دفعة واحدة، لكن الجيش السوري الحر أصر على أن يكون التسليم تدريجيًا بالتزامن مع انسحاب قوات النظام. ونقلت وكالة رويترز عن أبو الشيماء (المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية بالجنوب) الممثلة لفصائل الجيش الحر الرئيسية التي تتفاوض مع الروس إن «المفاوضات مع الروس في بصرى الشام فشلت بسبب إصرارهم على تسليم السلاح الثقيل». وقال إبراهيم الجباوي -وهو متحدث آخر باسم المعارضة- إن المفاوضات فشلت في التوصل لأي اتفاق مع الجانب الروسي الذي يصر على تسليم الأسلحة الثقيلة دفعة واحدة وليس تدريجيا كما تطالب المعارضة بعد عودة عشرات الآلاف من النازحين السوريين.
ومع استمرار المعارك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق حيال سلامة المدنيين الموجودين بالمناطق التي سيطرت عليها قوات النظام وداعميه في درعا. وقالت الناطقة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان الأممية ليز ثروسيل أمس إنهم يتابعون الوضع بدرعا التي يواصل النظام وداعموه هجومهم عليها. وأضافت ثروسيل «ينتابنا القلق حيال سلامة المدنيين بالمناطق التي سيطرت عليها قوات النظام وحلفاؤه، والهجوم أدى لنزوح عدد كبير من المدنيين جراء العنف المتواصل في درعا». وقالت الأمم المتحدة الاثنين الماضي إن القتال في جنوب غرب سوريا تسبب في فرار 270 ألف شخص من منازلهم.
والحرب الدائرة في جنوب غرب سوريا حساسة بالنسبة للأردن وهي أيضا من مناطق «خفض التصعيد» وفقاً لاتفاق بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا العام الماضي. وقد أجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي محادثات في موسكو مع نظيره سيرجي لافروف أمس، وقال إن الوضع في جنوب سوريا قد يفضي إلى كارثة إنسانية إذا لم يتوقف القتال. وقال الوزير الروسي إن كل القضايا التي تخص سوريا ستبحث على الأرجح بالقمة المقبلة بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.