لقطات لأزياء من تصميم تهاني عيد

حوار- ميادة الصحاف:

أكدت مصممة الأزياء القطرية تهاني عيد أن الأسعار التنافسية التي قدمها تجار الأقمشة القطريون والخصومات الإضافية للأسر المنتجة كسرت الحصار وشجعت الصناعات المحلية. وقالت في حوار مع الراية  إن اهتمام الدولة لإبراز إبداعات النساء القطريات بعد الحصار وتقديم الدعم المعنوي لهن كان له الدور الإيجابي لتشجيع القطريات على دخول مجال العمل وافتتاح المشاريع.

وأضافت أنها كانت محظوظة لتلقيها دعماً مادياً من صديقة لها وهو ما ساعدها على المضي قدماً والاحتراف في تصميم الأزياء، لافتة إلى أن أسعارها التنافسية وجودة أقمشتها وتصاميمها التي تلبي الذوق القطري، جعلتها مميزة في هذا المجال. وأثنت تهاني عيد على المشاريع الشبابية واعتبرتها تحقيقاً للذات وخدمة لمصلحة البلد، وأشادت بالمساعدة التي تقدمها التاجرات القطريات للفتيات المبتدئات في مشاريعهن، وبالتكاتف والتلاحم الكبير للشعب القطري، والذي ازداد عقب الحصار.

وإلى تفاصيل الحوار:

هواية بالفطرة

• متى دخلت مجال تصميم الأزياء؟

– حبي لتصميم الأزياء هواية منذ الصغر، وقد كنت متميزة ومن الأوائل دوماً في مادة التدبير المنزلي في المدرسة، كما كنت أخيط الملابس للعرائس ولنفسي والأهل والأقارب كهاوية. وبعد زواجي، كنت أخيط معظم ملابس أطفالي، وكانت تنال استحساناً كبيراً من الجميع، بل يعتقد البعض بأنها قطع جاهزة. في عام 2015، قررت الاحتراف، وكنت من المحظوظات جداً، حيث تلقيت دعماً مادياً كبيراً من صديقتي، التي أعتبرها بمثابة أختي الروحية، لأنها ساعدتني على السفر واكتشاف أسواق الدول المجاورة واختيار الأقمشة الجيدة والتعرف على الموديلات بنفسي، ثم بدأت أعرض تصاميمي على موقع الانستجرام.

الإصرار والعزيمة

• هل واجهت صعوبات في بداية مشوارك؟

– سابقاً، كان الوضع يختلف، حيث كان من الصعب دخول المرأة القطرية مجال البزنس وافتتاح مشروع خاص بها وبيع بضائعها، كما كان من الصعب تقبل المجتمع اقتناء أي منتج من المرأة القطرية العاملة. لكن إصراري وشغفي بتصميم الأزياء، ساعداني على كسر القيود والمضي قدماً في مشواري المهني.

دعم الأهل

• وما هو موقف عائلتك؟

زوجي ساندني ودعمني معنوياً منذ البداية، كان يوفر لي الوقت للتفرغ لمشروعي، ولا يعترض على سفري لجلب المواد الأولية، ويبقى مع الأطفال حتى لا يشعروا بغيابي عنهم. وكذلك الحال بالنسبة لأهلي حيث تلقيت منهم التشجيع والمساندة.

• برأيك.. هل ما زالت المرأة القطرية تواجه انتقادات المجتمع بسبب عملها خارج بيتها؟

– قبل سنة واحدة، وتحديداً قبل الحصار، كانت الانتقادات توجه للمرأة القطرية عند افتتاحها أي مشروع خاص بها، وكانت غالبية المشاركات في المعارض المحلية من الخليجيات. لكن بعد فرض الحصار على قطر، تغير الحال تماماً وبصورة جذرية، وأدرك المجتمع القطري أهمية الاعتماد على المنتجات المحلية، لأنها أفضل وأرخص من التي كانت تستورد من دول الجوار سابقاً، فضلاً عن وجود إبداعات وكفاءات قطرية كانت مدفونة بسبب الحرج والقيود المجتمعية.

دعم كبير

• هل تتلقى المرأة القطرية دعماً من الدولة؟

– كما ذكرت سابقاً، الحصار قلب الموازين، وأصبح هناك تشجيع كبير لاقتناء بضائع القطريات. شاركت في «صنع في منازلنا»، وهو أول معرض أقيم بعد الحصار مباشرة، وقد وفرت الدولة تغطية إعلامية كبيرة، وكان هناك توجه نحو إبداعات المرأة القطرية، سواء في الصحف أو المجلات أو القنوات الفضائية، بالإضافة إلى المدونات اللاتي نشرن الحدث على المواقع الإلكترونية، وكان لذلك أثر إيجابي في نفوس جميع المشاركات.

التصاميم الهندية

• ما هي أحدث صيحة للأزياء لهذا الموسم؟

تعتبر التصاميم الهندية هي الدارجة في السوق القطري حالياً، لاسيما وأن الهنود يتميزون في تركيب قماش الترتر واللؤلؤ بطريقة جميلة وراقية. ونظراً للتبادل التجاري الكبير الذي كان موجوداً بين قطر والهند في بدايات القرن العشرين، حيث كانت معظم الأزياء القطرية تأتي من الهند، فقد استوحيت أفكاري من التصاميم القديمة مع إضافة لمساتي الخاصة، والتي تناسب الذوق القطري وبأسلوب عصري.

أما بالنسبة للألوان، فتعد المطفية والتي تتماشى مع حرارة فصل الصيف، مثل الأزرق الفاتح والألوان الباهتة هي المرغوبة حالياً. وفيما يتعلق بالأقمشة، فتفضل القطنية على اختلاف أنواعها لأنها باردة، والدانتيل، والخيش الناعم، والحرير الهندي، بالإضافة إلى قماش الشانتو الخفيف والمنقوش ذاتياً، أو السميك والمطرز، حيث يمنحان الموديل بهرجة وفخامة.

بسيطة وأنيقة

• وما هي أبرز الأزياء التي تميل إليها المرأة القطرية؟

– المرأة القطرية لا تستغني عن القطع اليومية التي تجمع بين البساطة والأناقة في آن واحد، مثل الجلابيات، والدراعات بنوعيها الميني والطويلة، والمصنوعة من القطن الكويتي البارد أو من الستان للمناسبات والحفلات. بينما تفضل معظم الفتيات الميني دراعة بقصاتها المتنوعة.

الطبيعة

• من أين تستلهمين أفكارك؟

– من الطبيعة ومن كل شيء حولي، وكل شخص لديه موهبة في أي مجال يأتيه الإلهام فجأة، فربما أكون جالسة في حديقة، أو عندما أسافر، أو ربما من رسمة أو أي شيء يستهويني. ومعظم تصاميمي قريبة من شخصيتي ومما أرتديه، بالإضافة إلى أن تصاميمي تتماشى مع الذوق القطري.

أسعار مخفضة

• ما الذي يميزك عن باقي المصممات؟

بالرغم من التنافس الكبير بين المصممات القطريات، لكن أسعاري المنخفضة، وأقمشتي القطنية الباردة المتناسقة مع جو الخليج، فضلاً عن مخيلتي الغزيرة وتصاميمي المتوافقة مع الذوق القطري، جميعها عوامل تبرز اسمي وتجعلني مميزة في هذا المجال.

الجيد والرديء

•هل أنت راضية عن الأزياء المطروحة حالياً؟

– هناك مصممات مبدعات، وربما أقتبس منهن بعض الأفكار المميزة، لكن للأسف، أرى أن بعض التصاميم بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا العربية، وغير مناسبة لمجتمعنا على الإطلاق.

أسعار تنافسية

• وماذا بشأن الأسعار؟

– هناك مبالغة كبيرة في الأسعار لدى البعض، لكني أعتقد أن الربح لا يتحقق بهذه الطريقة، فقد يكون رزقاً بسيطاً لكنه دائم ومبارك.

وكما أشرت آنفا، لدي عميلات كثيرات ودائمات لأن أسعاري في متناول اليد، حيث تبدأ القطع للكبار من 250 -1000 ريال. وللصغار من 150-500 ريال للأولاد والبنات.

• مَن مِن المصممين مثلك الأعلى؟

المصمم اللبناني زهير مراد، لأن تصاميمه قريبة مني، وأفكاره سهلة وليست معقدة ولكنها أنيقة وراقية في الوقت نفسه، بالإضافة إلى اختياره للألوان المميزة، والتي تمنح التصميم الفخامة.

السوق المحلي

• من أين تستوردين الأقمشة؟

– سابقاً، كنت أستورد الأقمشة من الدول الخليجية المجاورة، بينما أعتمد الآن على السوق المحلي، أو أستورد من الكويت.

وقد تعاون معنا تجار الأقمشة القطريون كثيراً في معرض «صنع في منازلنا» الذي أقيم عقب الحصار مباشرة، حيث حضروا بأنفسهم، وعرضوا علينا أجود الخامات وبأسعار مخفضة، بهدف كسر الحصار، كما قدموا تسهيلات وخصومات إضافية، للأجنحة الخاصة بالأسر المنتجة.

مواهب قطرية

• برأيك، هل تأثر السوق القطري بالحصار؟

– كلا، لم يتأثر بالحصار مطلقاً، بل على العكس تماماً، فقد أبرز كفاءة القطريين في جميع المجالات، وأتاح المجال للمواهب القطرية ، كما أصبح الطلب على المنتج القطري بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى أنه زاد من تلاحم الشعب القطري.

الجلسات النسائية

• كيف تروجين لتصاميمك؟

– عبر المواقع الإلكترونية، وعن طريق المعارف، بالإضافة إلى أننا في الآونة الأخيرة، أصبحنا نعرض بضائعنا في الجلسات النسائية، وكأنها معارض مصغرة، نبيع ونشتري من بعضنا البعض، ونتبادل الأفكار والنقاشات البناءة حول مشاريعنا.

مشاركات عديدة

•هل تشاركين في معارض محلية؟

نعم، شاركت في معارض محلية عديدة، منها في كلية المجتمع، و«صنع في قطر»، وقد شرفنا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بحضوره ودعمه، كما شاركت في معرض «صنع في منازلنا» والعديد غيره. وأتمنى التوسع للعالمية، لاسيما باريس كونها عاصمة الأزياء والموضة.

جنسيات مختلفة

• هل يقتصر زبائنك على القطريين فقط؟

– كلا، بل من جميع الجنسيات، وفي الفترة الأخيرة هناك توجه كبير من الجالية التركية على التصاميم القطرية. نحن نطمح إلى وصول البضائع القطرية إلى العالمية، ونطرح أسعاراً مناسبة أمام السياح الأجانب القادمين إلى قطر.

رمضان والمناسبات

• ما هي أكثر المواسم التي ينتعش فيها البيع؟

– شهر رمضان، خاصة وأنني متخصصة في تصميم الدراعات والجلابيات اليومية، وأيضاً في اليوم الوطني، والأعياد. كما أصمم أزياء القرنقعوه كطلبيات للمدارس، حيث كانت أكاديمية قطر آخرها. أما في الإجازة، فتفضل ملابس السفر الواسعة والمريحة.

•هل يعتمد القطريون على البضائع المحلية أم يفضلون المستورد؟

– بالنسبة للبدلات الكاجوال والتيشرتات، فغالبيتها من الخارج. أما بقية الأزياء فمعظمها صناعة قطرية بحتة، بما فيها فساتين السهرة والأعراس.

تحقيق الذات

• هل تشجعين دخول بناتك في مجال البزنس؟

– بالتأكيد، ولكل واحدة ميولها الخاصة، وأنا أشجعهن على صقل مواهبهن في المجال الذي يرغبن به، وأعتبر عمل الجيل الجديد بمثابة تحقيق للذات وخدمة لمصلحة البلد.

•هل تعرضت لانتقادات في البداية؟

– نعم، في البداية فقط، بحكم العادات والتقاليد القطرية، لكن بعد أن أثبتّ نجاحي، تغيّر الحال وأصبح كل من حولي يشجعونني، ويقتنون تصاميمي.

عدم المبالغة في الأسعار

• ماهي نصيحتك للفتيات الموهوبات؟

– أشجع الفتيات الموهوبات على الدخول في أي مجال يرغبن به، وهناك تاجرات قطريات يقدمن النصح مجاناً للمبتدئات في كيفية افتتاح المشروع وعمل دراسة مسبقة لتحقيق الأرباح.

وعلينا أن نعلم أن الطريق الى النجاح ليس مفروشاً بالورد، وكل مشروع يحتاج إلى جهد وصبر في البداية، والأهم مراعاة الله وعدم المبالغة في الأسعار.

• إلى من تهدين نجاحك اليوم؟

إلى والدتي بالدرجة الأولى، فبدعائها حققت هذا النجاح، ثم إلى صديقتي وأختي الروحية التي قدمت لي دعماً مادياً ومعنوياً كبيرين، وإلى زوجي وجميع أفراد عائلتي، بدونهم لما حققت هدفي. قبل فترة فكرت في إيقاف المشروع، لكن عائلتي وكل من حولي رفض، فواصلت المشوار.

كما أشكر المسؤولين في بلدي قطر، ولن أنسى فضلهم ودعمهم للمواهب القطرية والمشاريع الفتية، وتوفيرهم التغطيات الإعلامية لتشجيع المنتجات المحلية.