- استحداث مسارات تطبيقية تمزج بين العربية والعلوم الصحية
كتبت – هناء صالح الترك:
كشف الدكتور أحمد جاسم صفر منسق قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر،أن القسم يعمل على افتتاح تخصصات فرعية للغتين العربية والتركية في كليات القانون والشريعة والاقتصاد والإعلام واستحداث مسارات تطبيقية تمزج بين العربية والعلوم الصحية وإعداد تخصصات بينية تجمع بين الآداب والعلوم وتؤهل الخريجين لعدة وظائف وتحويل برنامج البكالوريوس الواحد إلى ستة برامج أكاديمية متداخلة، منوهاً بالدور الرقابي للقسم على صحة الاستعمال ونشر اللغة العربية الفصحى، حيث تم عمل مشاريع تخرج حول استعمال العربية الفصحى في عناوين المحلات التجارية، وتأهيل الخريجين لشغل مناصب داخل المؤسسات القطرية.
وقال في حوار خاص مع الراية إن الجامعة كانت من أوائل المؤسسات التعليمية التي التزمت بهذا القرار، حيث يسعى قسم اللغة العربية إلى تبني رؤية تطويرية لمحتواه، تقوم على تحويل البرنامج الواحد في مستوى البكالوريوس إلى ستة برامج أكاديمية تتداخل مع بعض البرامج الأخرى، وذات طابع مهني وبيني، (أدب الطفل، والفنون الدرامية، والتراث والهوية، التواصل وعلوم الخطاب، وفنون الكتابة، والتخاطب ومعالجة الكلام)، منوها أن القسم شرع فعليا في دراسة مقترحات هذه البرامج على مستوى البكالوريوس.
• ماهي الأعباء المنوطة حاليا بقسم اللغة العربية تجاه المجتمع؟
– قسم اللغة العربية هو القسم الوحيد في جامعة قطر الذي يحمل عبئا ثقيلا في المجتمع القطري، لجهة مراقبة المستوى اللغوي في مؤسسات الدولة لأن اللغة العربية الفصحى وفقا لقرار رئاسة مجلس الوزراء جاء لتمكينها في الأوساط الرسمية والإدارية والتعليمية في الدولة، وبالتالي هي اللغة الرسمية، وجامعة قطر كانت من أوائل المؤسسات التعليمية التي التزمت بهذا القرار حيث عمم رئيس الجامعة بريدا إلكترونيا يقضي باستعمال اللغة العربية في جميع المراسلات والمكاتبات، ومن هناء يأتي دور القسم الرقابي على صحة الاستعمال اللغوي، ونشر اللغة العربية الفصحى وتوسيع دائرة استخدامها في المجتمع المحلي، ومن الأعمال التي قام بها القسم أيضا تخصيص بعض رسائل مشروع التخرج في مقرر الخبرات باستعمال اللغة العربية الفصحى في عناوين المحلات التجارية، وفي الدعايات والإعلانات الموجودة في الصحف القطرية، بالإضافة إلى عقد شراكات علمية وعملية مع مؤسسات الدولة الأخرى مثل الحي الثقافي «كتارا» والمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، ووزارة الثقافة والرياضة ومع بعض مؤسسات المجتمع المدني مثل قطر الخيرية من خلال مشروع كتّاب المستقبل وهو مشروع دوري ومستمر حتى الآن.
• كيف توصف لنا الوضع الحالي للبرامج الأكاديمية ؟
– يضم القسم برنامجين هما برنامج البكالوريوس ويمنح درجة البكالوريوس بعد اجتياز خطته المحددة بـ 120 ساعة منها 57 ساعة للتخصص تتوزع على مقررات إجبارية عامة تمثل الجذع المشترك 33 ساعة، ثم يختار الطالب مسارا له أما مسار اللغة 24 ساعة وأما مسار الآداب أيضا 24 ساعة بالإضافة إلى تخصص فرعي 24 ساعة والمتطلبات العامة 33 ساعة واختياري حر 6 ساعات.
مسارات جديدة
• ماهي المسارات الجديدة التي يطرحها القسم؟
– قسم اللغة العربية بصدد طرح مسارات جديدة تتناسب مع التطورات في المجتمع كما ونوعا، ومنها فتح التخصص الفرعي اللغة العربية للبنين، وذلك استجابة لطلبات كليات أخرى تدخل مهارات اللغة العربية في صميم عملها مثل طلاب كلية القانون، وطلاب كلية الشريعة والدراسات الإسلامية وكلية الإدارة والاقتصاد وقسم الإعلام إذ لابد لخريج الكلية من امتلاك مهارات اللغة العربية الكتابية والشفوية، بالإضافة إلى افتتاح تخصص فرعي للغة التركية حيث أصبحت ضرورة لازدياد العلاقات القطرية التركية على كافة الصعد وتجاوبا مع طلبات الطلبة في هذا الاتجاه.
مقترحات التطوير
• ما هي أبرز مقترحات تطوير البرامج الأكاديمية في قسم اللغة العربية؟
– يسعى القسم إلى تبني رؤية تطويرية لمحتواه، تقوم على تحويل البرنامج الواحد في مستوى البكالوريوس إلى ستة برامج أكاديمية تتداخل مع بعض البرامج الأخرى وذات طابع مهني وبيني، (أدب الطفل، والفنون الدرامية، والتراث والهوية، التواصل وعلوم الخطاب، وفنون الكتابة، والتخاطب ومعالجة الكلام)، وقد شرع القسم فعليا في دراسة هذه البرامج على مستوى البكالوريوس.
• ما هي مبررات التطوير واستحداث البرامج الجديدة؟
– إن المبررات الأساسية والرئيسة لعملية التطوير، تتمثل نظرة القسم إلى جملة من المتغيرات المهمة على مستوى الجامعة والمجتمع، تطور المجتمع وتغير الأهداف العامة للتعليم، تطور متطلبات سوق العمل وظهور أهمية المهارات على حساب التكوين النظري، تطور نظم التعليم وتنوع التخصصات والمقررات البينية، حاجة القسم إلى التطور والتوسع لتحقيق أهدافه، وتناغمها مع رؤية الجامعة، والارتقاء بأداء القسم على المستويات المعرفية والمهارية والبحثية، وتعد اللغة العربية ركيزة لا غنى عنها من ركائز الهوية التي عبرت عنها رسالة الجامعة، وترجمتها خطتها نحو المستقبل، وبناء على ذلك قدم القسم مقترحات تطوير البرامج الأكاديمية باستحداث برامج جديدة قائمة على استطلاع مجتمعي دقيق.
البرامج البينية
• حدثنا عن البرامج الجديدة، ومتى سترى النور؟
– القسم يعمل حاليا على البرامج البينية، ومن المتوقع إنجاز بعضها في خريف 2019، فمثلا تتمثل رسالة برنامج التواصل وعلوم الخطابة في إمداد الطلاب بمعارف ومهارات راهنة تلائم احتياجات المجتمع المعاصر بما يمكن الطلاب من التعاطي بفعالية مع تحديات العمل، وشروط التميز في حياة ما بعد التخرج، كما يعمل التخصص على توسيع آفاق المعرفة لدى الدارسين وتعزيز انفتاحهم على التطورات المعرفية المهمة، وسوف ينجز من خلال ذلك تطوير جذري في الأنشطة المعرفية للقسم تجعله أكثر كفاءة في تلبية احتياجات المجتمع الوظيفية والبحثية.
أما بالنسبة لبرنامج التراث والهوية يتطلع البرنامج أن يتبوأ منزلة مرموقة بين أقسام اللغة العربية وكلية الآداب بجامعة قطر، وفي مختلف الجامعات العربية والعالمية، بما يحققه من مستوى عال من الجودة في التدريس والبحث وخدمة الجامعة والمجتمع، مواكبا التطورات الحاصلة في المجالات التعليمية والتربوية التي تقوده إلى الاعتماد الأكاديمي في مجالات التكوين المعرفي والبحث العلمي واكتساب مهارات تعليمية متخصصة، من أجل تخريج جيل من المتعلمين ونخب من الرواد والقادة والمفكرين المؤهلين للمحافظة على تراثهم وهويتهم وتطويرهما ضمن المنظومة الثقافية العامة للجامعة والدولة وتوجهات رؤية قطر 2030، منفتحتين على ثقافة الآخر وحضارته مسلحين بأدوات الحوار والتواصل.
أدب الطفل
• ماذا بالنسبة لبرنامج أدب الطفل؟
– يعد برنامج أدب الطفل من بين البرامج المطروحة التي يعول عليها قسم اللغة العربية إذ يتطلع البرنامج إلى تبوؤ المكانة المرموقة بين البرامج المماثلة إقليميا وعربيا وعالميا، وهذا وفق ما يحققه من ضمان الجودة والتميز في التدريس والبحث وخدمة المجتمع، كما يرمي البرنامج إلى تخريج جيل من الطلبة والرواد المؤهلين لشغل مناصب داخل المؤسسات القطرية العلمية والاجتماعية والثقافية التي تولي اهتماما بالغا لفئة الأطفال المنصوص عليها في رؤية قطر 2030 بما يعزز اللحمة الوطنية وينهض بالشعور الوطني ويرسي ثقافة الانفتاح على الآخر.
وجاري العمل أيضا،على إعداد وتصميم تخصصات بينية، تجمع بين أكثر من تخصص في كلية الآداب والعلوم، ليكون الخريج مؤهلا لأكثر من وظيفة في بيئة العمل، ومن هنا يسعى القسم إلى تعزيز المجالات التطبيقية في الخطط الدراسية للمزج بين اللغة العربية والتقنية والتكنولوجيا. والربط بين التقنيات البرمجية والحاسوبية واللسانيات، ويتطلع القسم إلى استحداث بعض المسارات التطبيقية التي تمزج بين اللغة العربية وبعض العلوم الصحية والتي تتعلق بكيفية التعامل مع مشاكل النطق، وقسم اللغة العربية يدرس جميع هذه التخصصات للوصول إلى برامج بينية جديدة.