فشــل ذريع للحـملة العسـكرية الإمــاراتية على الحــديدة
الحديدة – وكالات: قالت وكالة رويترز في تقرير لها، إن حملة التحالف بقيادة السعودية والإمارات في الهجوم والسيطرة على ميناء ومدينة الحديدة غربي اليمن، لم تحقق مكاسب كبرى رغم مرور أربعة أسابيع على بدء العلميات. وحسب الوكالة فإن ذلك يحرم التحالف العربي من التفوق الحاسم الذي كان يسعى له في مواجهة جماعة الحوثي في مساعي السلام التي ترعاها الأمم المتحدة. فقد شن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات الهجوم على المدينة المحصنة المطلة على البحر الأحمر في 12 يونيو في أكبر معركة في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات، وتخشى الأمم المتحدة في أن تتسبب في مجاعة.
وتعهدت الدول العربية في التحالف بتنفيذ عملية سريعة للسيطرة على الميناءين الجوي والبحري في الحديدة دون دخول مركز المدينة سعياً لتقليص الخسائر في صفوف المدنيين وتجنب عرقلة العمل في الميناء الذي يعد شرياناً لملايين في البلاد التي يعتقد أن 8.4 مليون نسمة فيها على شفا المجاعة. لكن التحالف لم يحقق تقدماً يذكر في الحملة التي تقول الرياض وأبوظبي إنها تهدف إلى قطع خط إمداد الحوثيين الرئيسي وإجبار الجماعة على الجلوس إلى مائدة التفاوض. وأعلن التحالف في 20 يونيو أنه سيطر على مطار الحديدة لكن مصادر في الجيش المحلي وجماعات الإغاثة قالت لرويترز إنه ليست هناك سيطرة كاملة على المطار والمنطقة المحيطة به والتي تمتد لمسافة 20 كيلومتراً لأي من الجانبين. وقال مصدر في الجيش اليمني المؤيد للتحالف إن الحوثيين يسيطرون على الضواحي الشمالية للمنطقة فيما تحاول القوات التي يدعمها التحالف الحفاظ على مواقعها على المشارف الجنوبية. وقال مسؤول إغاثة كبير طلب عدم ذكر اسمه لرويترز إن قوات التحالف اخترقت في البداية محيط المطار ”لكن الأمر لم يدم إلا لأقل من 24 ساعة وتم إخراجهم من هناك“. وأكد العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف إن المطار حالياً تحت سيطرة التحالف على الرغم من أن مسلحي الحوثيين يواصلون ”إطلاق النار بشكل غير مباشر“ من المناطق المحيطة صوب المطار. وقال لرويترز إن التحالف يسيطر بالكامل على المطار وليس هناك وجود لمسلحين حوثيين في محيطه. ويسلط الموقف الضوء على التحديات الهائلة التي تواجه التحالف في مسعاه للسيطرة على ميناء الحديدة في غياب حل سياسي. ويتفوق الحوثيون الذين يسيطرون على المناطق الأكثر كثافة سكانية باليمن بما يشمل العاصمة صنعاء في استخدام طرق حرب العصابات.
وتعرضت القوات التي تقودها الإمارات قرب المطار وعلى طريق ساحلي يستخدمه التحالف لإعادة إمداد قواته من قواعد عسكرية على الساحل الغربي لمناوشات من المسلحين الحوثيين. وبعد أن أعلنت الإمارات وقفاً مؤقتاً للعمليات العسكرية لإعطاء جهود الوساطة من الأمم المتحدة فرصة للنجاح اندلع القتال مجدداً يومي الجمعة والسبت في الوقت الذي حاولت فيه القوات المدعومة من التحالف دفع مسلحي الحوثيين للتقهقر بعيداً عن الساحل لتأمين الشريط الساحلي جنوبي الحديدة. وقال جوست هلترمان مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية ”من الصعب توقع هزيمة سريعة للحوثيين في الحديدة حتى إن قام التحالف بتفعيل دور ما يشير إليها بالمقاومة المحلية“.