في حياتنا اليومية هناك العديد من العادات غير الصحيحة أو غير الصحية وبمعنى أشمل غير المرغوب بها، تعج بها حياتنا حتى إن بعضها نرفضها في داخلنا ولكن يجبرنا نمط التعود على التقيد بها، في محاضرة عرضت في أحد المواقع العلمية على الإنترنت تكلم أحد الباحثين الجامعيين عن طريقة التخلص من مثل هذه العادات التي لا نرغب بها وخاصة اليومية منها، وكان مما ذكره أننا علينا بالصبر على العادة الصحيحة -أو التي نرغب فيها- مدة 21 يومًا لنرى بعدها أن العادة الأولى رويدًا رويدًا يقل تعلقنا بها وفي النهاية ستكون قد اختفت من حياتنا وحلت مكانها العادة الحسنة، فأثارت عندي هذه المحاضرة فضول التجربة وكان عندي مجال لتجربتها والتعرف على النتيجة قبل نقلها للآخرين، فلدي نقطة ضعف معينة وهي في مصباح في المنزل يبقى مضاء بشكل مستمر فيما أحاول التقيد بأسلوب الترشيد في الاستهلاك كنمط متحضر وأجعله التزامًا شخصيًا بهذا الموضوع، ففي المنزل هذا المصباح تعود أفراد الأسرة وأنا معهم على بقائه منيرًا حتى لو كانت أشعة الشمس نهارًا تفي بالغرض المطلوب من الإضاءة أو حتى لو كان البيت خاليًا مساء عند خروج العائلة للنزهة أو التسوق، تمامًا وعلى سبيل المثال، ما يحدث لدى الكثير من الرجال عند حلاقة الذقن صباحًا فيترك الحنفية تهدر الماء بدون الحاجة لكل تلك الكمية من الماء، وهذا المصباح جعل في النفس لدي شعور بالتناقض في عملية النصح لأفراد الأسرة، فمن جانب أنصح الأبناء والأحفاد بوجوب الترشيد في الاستهلاك من إطفاء ما لانحتاجه من الأجهزة الكهربائية ومن جانب آخر أترك بعض الأجهزة تعمل بدون الحاجة إليها، الشاهد أني توكلت على الله وبدأت وصفة الأيام الـ 21 – كما يقول الباحث – وذلك بإطفاء المصباح عند الخروج من المنزل أو حين عدم الحاجة له والعجيب أنه بعد هذه المدة صارت العادة الجديدة – وهي إطفاء ذلك المصباح- هي المسيطرة على التصرفات، وفي الحقيقة،لا أعلم لماذا العدد 21 يومًا فقد تكون المدة المطلوبة حددت بعد اتباع طريقة، التجربة والخطأ، ثم القياس حتى تم الحصول على أفضل عدد من الأيام لأفضل النتائج المسجلة في البحث، لكن أعتقد أنها ممارسة جديرة بالتطبيق خاصة في مجال ترشيد الاستهلاك في الكهرباء والماء أو حتى في عملية محاولة ترك عادة التدخين الضارة.

تويتر :kmubarake@ 
[email protected]