
الدوحة- الراية : دشَّن “متحف: المتحف العربي للفن الحديث” مشروعاً فنيًّا جديداً ضمن فضاء المشاريع بعنوان “بثينة المفتاح: أصداء”. ويستكشف المشروع، الذي يستمر حتى 10 سبتمبر المقبل، أبحاث الفنانة القطرية الصاعدة بثينة المفتاح حول تجميع الذكريات، مستعرضاً تأملاتها حول التغيير الاجتماعي والثقافي السريع الذي شهدته قطر في العقود القليلة الماضية. وتثير المفتاح في مشروعها الفني، الذي تقدمه متاحف قطر تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، الذكريات المحلية المشتركة وتستجوب الممارسات الثقافية المحلية الحالية المتأثرة بشكل ملحوظ بالتكنولوجيا مع التركيز المتزايد على الفردية.
ومن جانبها قالت الفنانة بثينة المفتاح في تعليقها على تجربتها: تعكس المرآة هذا المفهوم بالكامل للمشاهد الذي يتم وضعه حرفيًا في أفكاري الخاصة، حيث تتكشف أمامه التجربة كما لو أنها كانت من وقت آخر أو مكان آخر. هذه هي ذاكرتي، وهذا هو المكان الذي أدعو الجمهور إلى رؤية أنفسهم مأسورين في هذه اللحظة للتأمل والتفكير والحوار. إنني أطمح إلى أخذ هذه القصص وتحويلها إلى طريقة تعبيرية غير براجماتية تثير أفكار المشاهدين وتدعوهم للتفكير في الماضي والحاضر والمستقبل. إن ذكريات هذه القصص عبارة عن شظايا ممزقة من كتاب قد تم إعادة تكوينها على نطاق أوسع تأكيدًا على تأثيرها وأهميتها في الثقافة المحلية الحالية.
ومن أجل تسليط الضوء على هذا الموضوع المليء بالتحدي، تؤطر الفنانة اللعبة الشعبية “طاق طاق طاقية” التي يمارسها الأطفال في دول الخليج العربي، وتفكّك أشكالها لإعادة صياغة السرد الثقافي، ولتقديم تجربة رمزية في هذا الفضاء الذي يتقاطع فيه الماضي مع الحاضر. وعبر مشروعها الفني “أصداء”، الذي تشرف على تقييمه فاطمة مصطفوي، تقوم المفتاح بأرشفة الذكريات الجماعية واللقاءات الشخصية وتتقصى العلاقة بين القصص الجماعية التقليدية والتعبير الفني المعاصر باستخدام وسائل فنية مختلفة مثل الرسم والطباعة الفنية والتراكيب الفنية.
وتعليقاً على المشروع، قال عبدالله كروم، مدير متحف: قدمت قطر على مدار الأعوام القليلة الماضية نموذجاً مذهلًا في التحوّل والتغيير، وقد أدى ذلك إلى ظهور جيل جديد من الفنانين لا يكتفي فقط بالاستفادة من هذا التغيير، بل يسعى لأن يكون جزءًا منه بإعادة تعريفه للسرد الثقافي الحالي. ومن ثم نفتخر في “متحف” بتعاوننا مع فنانة موهوبة مثل بثينة وبأن نوفر لها فضاءً إبداعيًّا يساعدها على تجربة أفكار جديدة والانطلاق لآفاق رحبة تتجاوز من خلاها ما هو قائم وتستكشف احتمالات جديدة. يشار إلى أن بثينة المفتاح فنانة بصرية قطرية، نالت درجة البكالوريوس من كلية الفنون جامعة فيرجينيا كومنويلث في قطر سنة 2010. وتتمحور أعمال الفنانة منذ تخرّجها على الطباعة الفنية والتيبوجرافي والرسم الذي تطوّر ليصبح بمثابة أعمال تجهيزية تشتمل على استخدام وسائط متعددة. ومن المعارض الأخيرة التي شاركت فيها المفتاح “فن معاصر من قطر” في برلين (2017-2018)، ومعرض “20، 20، 20” في صالة جامعة فيرجينيا كومنويلث قطر، الدوحة- قطر (2017)؛ و”تيارات” إعداد جاليري امرجيست (2017)؛ “هنا، هناك”، جاليري متاحف قطر الرواق، الدوحة- قطر (2014)؛ “معرض القطع الصغيرة”، مركز الفنون البصرية في كتارا.