حملة دبلوماسية إسرائيلية لدعم حرب السعودية باليمن
نيويورك – وكالات: في خطوة تكشف عن ملامح الحلف بين تل أبيب والرياض، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن حملة دبلوماسية تدعم التحالف الذي تقوده السعودية بالحرب في اليمن.
وعمّمت تل أبيب توصيات وإرشادات لجميع سفاراتها حول العالم بدعم الموقف السعودي ضد حزب الله في لبنان، حيث طلبت من الدبلوماسيين والسفراء الإسرائيليين التوجه للمستويات العالية بالدول، وإيصال رسالة مفادها أن على دول العالم معارضة مشاركة حزب الله في السياسة اللبنانية. ووصف محللون إسرائيليون هذه التوجيهات بأنها استثنائية؛ لأنها تتطرّق لشؤون داخلية لدولة ثانية، وتدعم دولة لا تربطها بها علاقات دبلوماسية علنيّة، إذ تضمّنت الرسالة توجيهات لدعم السعودية في الحرب التي تخوضها باليمن. وتمهّد التطوّرات الأخيرة في لبنان لفرض تسوية تلتقي من خلالها مصالح الرياض وتل أبيب، التي لطالما روّجت من خلال تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لوجود مساعٍ لتشكيل حلف مع الدول السنية المعتدلة بقيادة السعودية. مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية كشف عن وجود خطة سياسية إقليمية شاملة لتسوية القضية الفلسطينية خلال مفاوضات قصيرة الأمد، وضعها دونالد ترامب. وستقدّم الخطة للإسرائيليين والفلسطينيين حتى نهاية ديسمبر المقبل، على أن تقضي بإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتطبيع كامل للعلاقات ما بين تل أبيب والدول العربية، بحسب ما ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقرّبة من نتنياهو، أمس.
وتمهيداً لما وصفه المسؤول بصفقة القرن، فمن المرجَّح، بحسب الصحيفة، أن يقود ترامب عملية تطبيع علاقات بين إسرائيل والعالم العربي بقيادة السعودية، الأمر الذي سيشكّل رافعة دبلوماسية واقتصادية لإسرائيل، بينما سيمكّن ذلك الرئيس محمود عباس من اتخاذ قرارات تاريخية، وتقديم تنازلات بالتشاور والدعم من بعض الزعماء العرب، خاصة السعودية ومصر.
وأكد المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية «ميتفيم»، في تحليل نشره، في أكتوبر الماضي، حول ولي العهد السعودي أن إسرائيل والسعودية تتمتعان بتاريخ طويل ومشترك من التعاون السرّي بالمجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية. واعتمد التحليل على تصريحات ومواقف واعترافات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، أفيجدور ليبرمان، ووزير المواصلات والاستخبارات، يسرائيل كاتس، التي كشفت المستور وأخرجت العلاقات بين البلدين للعلن، بزعم مواجهة عدوٍّ مشترك وهو إيران.
ولعل الأخبار التي تم تداولها حول زيارة سرية قام بها ولي العهد السعودي إلى إسرائيل، في سبتمبر الماضي، حتى تم نفيها من قبل البلدين، تشير إلى المضي قدماً لتأسيس وتطوير علاقات دبلوماسية، ما كانت لتتحقق، بحسب محللين إسرائيليين، لولا التقاء المصالح تحت ذريعة مكافحة «الإرهاب» وخطر مشروع النووي الإيراني، وهي المصالح التي عُبّر عنها من خلال التناغم والتنسيق بالمواقف بين تل أبيب والرياض. وفي تأكيد لحلف الرياض وإسرائيل، كتب محلل الشؤون العربية والشرق الأوسط، الصحفي عوديد غرانوت، قائلاً: إن «ملك السعودية يسعى لتعزيز سلطة ولي عهده، الذي تتفق خطواته وسياسته مع المواقف الاستراتيجية للحكومة الإسرائيلية». وأثنى غرانوت، في مقال له بصحيفة «يسرائيل هيوم»، على سياسة ولي العهد، لافتاً الانتباه إلى أنه خلال العامين الأخيرين من ولايته كوزير للدفاع، وولي ولي للعهد سابقاً، كان بالواقع الحاكم الحقيقي من وراء الكواليس. وأضاف أن ولي العهد قاد السعودية نحو تسونامي سياسي واجتماعي واقتصادي لم يسبق له مثيل، وشنّ حرباً شاملة باليمن، وقاد لمقاطعة وحصار قطر، وحدد إيران بأنها العدو الأول للمملكة، وهي الخطوات والإجراءات والاستراتيجية التي تحظى بدعم من الرئيس الأمريكي، وأيضاً فإن خطواته تتّفق مع المواقف الاستراتيجية لإسرائيل.