القدس المحتلة – وكالات: حذر خبراء فلسطينيون من خطورة ما يجري بالمنطقة من اتفاقات سرية إقليمية دولية تستهدف قلب القضية الفلسطينية، تحت ذرائع واهية تصب في عمومها لصالح الاحتلال الصهيوني، ويدفع ثمنها الشعب الفلسطيني من دم أبنائه، وقال خبير الخرائط والاستيطان المقدسي خليل تفكجي محذراً مما يجري من عمليات تهجير قسري وبذرائع مختلفة للفلسطينيين عموماً والمقدسيين بشكل خاص، لافتاً إلى أن هناك مشروعاً إقليمياً خطيراً يستهدف المنطقة المقدسية عام 2050 وهو تدشين أكبر مطار فيها يستوعب 34 مليون مسافر سنوياً لافتاً هنا إلى عمليات تهجير منطقة الخان الأحمر وعمليات الهدم المتلاحقة من قبل السلطات الاحتلالية الإسرائيلية، حيث باتت خطة الهدم والتهجير الصهيونية تشمل مدرسة الخان الأحمر التي تحتضن طلبة المنطقة، ومع هدمها يصبح الطلبة في الخان الأحمر بلا تعليم، لافتاً هنا إلى أن الاحتلال حتى الآن هدم خلال سنتين ماضيتين 35 منشأة مقدسية وفي العام الجاري 2018 وحده هدم الاحتلال 33 منشأة مما يشير إلى سياسة الهدم المتسارعة التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني من أجل تمرير مشروعه التهويدي الخطير بالقدس ومحيطها على وجه التحديد.

وأشار أن الاحتلال يسعى ضمن سياساته التهويدية للعمل على خلق واقع جديد للأرض والمقدسات الفلسطينية إلى تعزيز مشاريعه الاستيطانية المستشرية في الأرص الفلسطينية المحتلة كالسرطان بهدف تحويل الأراضي الفلسطينية إلى كانتونات، كما يهدف المخطط إلى السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي وأقل عدد من السكان، وجعل 70% من الأرض مستوطنات و80% مستوطنين، ثم السيطرة على المياه وتأمين حماية مسار الجدار، وأخيراً جعل جميع المدن الفلسطينية مدناً حدودية.

وفيما يتعلق بمنطقة الخان الأحمر قال إن الاحتلال الإسرائيلي يعكف على هدم التجمع البدوي، الخان الأحمر، شرق القدس وترحيل سكانه في إطار مقدمة لتنفيذ مخطط قديم وخطير يحمل الاسم (E1)، وهدفه إفراغ المنطقة من الفلسطينيين وتحقيق امتداد استيطاني يربط مدينة القدس بمستوطنة معاليه أدوميم من الشرق ويعزلها بالكامل عن الضفة الغربية وتقع منطقة (أي 1) شرق مدينة القدس ويشار إليها بالحرف اللاتيني الأول لكلمة «إيست East» أي شرق، وتمتد المنطقة على مساحة تقدر بـ13 ألف دونم.

من جانبه قال جاد إسحاق مدير معهد الأبحاث التطبيقية إن هدف هذا المشروع تحقيق امتداد استيطاني بين القدس ومعاليه أدوميم وقلب الميزان الديموغرافي لصالح اليهود في مدينة القدس. ولتحقيق هذا التوسع الاستيطاني وضع الاحتلال في مخططه اقتلاع 17 تجمعاً بدوياً على الطريق بين القدس وأريحا يرى أنها تقف حجر عثرة أمام تنفيذه، وهو ما يعده الفلسطينيون تطهيراً عرقياً وترحيلاً قسرياً لما يزيد على 4000 من السكان الفلسطينيين.

إلى ذلك قال خبير القانون الدولي حنا عيسى ان خطة الاحتلال بنقل السكان من الأراضي التي تحتلها إسرائيل هو جريمة حرب، وأيضا هدم الأماكن الخاصة للمدنيين استنادا لنص المادة الثامنة لنظام روما لعام 1998. وتعني السيطرة على منطقة «إي 1» وفتحها للتوسع الاستيطاني كارثة على الفلسطينيين، إذ أنها تعزل القدس تماماً عن عمقها الفلسطيني من جهة الشرق وتقطع آخر تواصل جغرافي بين وسط الضفة الغربية وجنوبها على نحو لا يعد الفلسطينيين في المستقبل إلا بفتات دولة منقوصة السيادة ومقطعة الأوصال.