- مؤسسات دولية ترصد إدماج المتمردين السابقين في قوات الجيش والشرطة
- أزمة دارفور انتهت.. ولا وجود للحركات المسلحة داخل السودان
- نتفاوض مع حركتين لهما جنود خارج السودان للانضمام لوثيقة الدوحة
حوار – إبراهيم بدوي:
أشاد الدكتور أمين حسن عمر ممثل رئاسة الجمهورية السودانية حول الاتصال الدبلوماسي والتفاوضي بملف سلام دارفور، بجهود دولة قطر لإرساء دعائم السلام والتنمية في إقليم دارفور ودعمها السودان الشقيق لتجاوز سنوات الصراع الذي بدأ بالإقليم عام 2003 وخلف مئات الآلاف من القتلى والمصابين.
وثمن ممثل رئاسة الجمهورية السودانية في حوار مع الراية على هامش حضوره اجتماع لجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور، بالدوحة حرص دولة قطر على الوفاء بالتزاماتها ومتابعتها الحثيثة لتطورات الأوضاع في إقليم دارفور مؤكدا على دور قطر المحوري في إنهاء حقبة الحرب والاقتتال والنزاعات المسلحة في الإقليم والانتقال به إلى مرحلة الإعمار والتنمية.
وشدد على أن الوفاء من دولة قطر بالتزاماتها كان متوقعا ويبرهن عليه حرصها ورعايتها للمفاوضات والاجتماعات الدورية لمتابعة تنفيذ بنود وثيقة الدوحة فضلا عن برامج التنمية المتعددة التي تنفذها لخدمة أهالي دارفور. وأشار إلى وجود تنسيق قطري-بريطاني حول إمكانية الدعوة إلى إقامة مؤتمر للمانحين لصالح دارفور في الفترة المقبلة لافتا إلى أهمية الوفاء بالالتزامات السابقة من جانب المجتمع الدولي تجاه الإقليم.
وسلط د. أمين حسن عمر، الضوء على أبرز ما حققته الجهود القطرية في تعزيز الأمن والسلم بإقليم دارفور بتجاوز أزمة الاقتتال وتنفيذ معظم أحكام وثيقة الدوحة من تقاسم السلطة والثروة والعدالة والمصالحة والترتيبات الأمنية. وقال إن هناك مفاوضات جارية مع اثنين من الحركات المسلحة التي لا يزال عندها بعض الجنود خارج السودان، مشددا أنه لا وجود عسكريا للحركات المسلحة داخل السودان حاليا، وأن هناك رغبة صادقة من الدولة السودانية في أن تصبح هذه الحركات جزءا من خطط الإعمار والتنمية لا أن تكون خصما لها.
وتناول ممثل الرئاسة السودانية، قضايا شائكة تتعلق بإعادة دمج المقاتلين والمتمردين السابقين في القوات الأمنية والمجتمع السوداني، وقضية إعادة النازحين واللاجئين وبرامج التنمية، وغيرها من التفاصيل في السطور التالية:
• في البداية، ما تقييمك لحرص قطر على إنجاز كافة بنود وثيقة الدوحة للسلام بإقليم دارفور، ومدى وفاء الدوحة بالتزاماتها على مدار هذه السنوات منذ توقيع الوثيقة عام 2008؟
– قطر لعبت دورا محوريا من خلال وثيقة الدوحة للسلام في إنهاء صراع معقد في إقليم دارفور والوفاء من دولة قطر بالتزاماتها متوقع وبرهن عليه تنفيذ التزاماتها ورعايتها للمفاوضات والاجتماعات الدورية لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاقية فضلا عن برامج التنمية المتعددة لخدمة أهالي دارفور
• ما هي انطباعاتك عن مناقشات الاجتماع الثالث عشر للجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة لسلام إقليم دارفور، الذي حضرته بالدوحة مؤخرا؟
– كانت المناقشات والتنظيم جيدا للغاية وهو ما عهدناه من دولة قطر وجاء الاجتماع بعد فترة نتيجة ظروف في السودان والإقليم والمجتمع الدولي ككل ولكن عدنا بقوة نحو متابعة ملف دارفور وهناك جهود إقليمية ودولية كبيرة لإلحاق الحركات التي لم توقع على وثيقة الدوحة وعقدنا عديد الاجتماعات مؤخرا في ألمانيا في هذا الصدد والآن الوسيط المشترك، رئيس بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور «اليوناميد»، لديه مبادرة ونأمل أن تنضم كافة الحركات إلى وثيقة الدوحة التي تمثل خارطة طريق للاستقرار والتنمية في دارفور، وباب السلام مازال مفتوحاً أمام الراغبين من هذه الحركات.
الحركات المسلحة
• كم عدد الحركات المسلحة التي تتفاوضون معها للانضمام إلى وثيقة الدوحة حاليا؟
– النقاش يدور مع عدد من الحركات ولكن كما تعلمون أحيانا تكون حركة واحدة ثم تنشق إلى حركتين وغير ذلك ولكن الآن يدور الحديث مع حركتين من هذه الحركات التي لا يزال عندها بعض الجنود خارج السودان سواء في جنوب السودان أو في ليبيا، فليس هناك وجود عسكري للحركات المسلحة داخل السودان.
ولكننا نريد أن نغلق هذا الملف الخاص بالعمل العسكري أو تصور بعض الجهات أن هناك حلا عسكريا لقضية دارفور ويدرك العالم والإقليم والداخل السوداني أن دارفور عادت إلى الاستقرار ونفكر الآن في إعادة النازحين واللاجئين ومواصلة برامج التنمية ونريد لهذه الحركات أن تصبح جزءا من هذا العمل لا أن تكون خصما له.
• هناك نقد متكرر ضد المجتمع الدولي بالتقصير فى الوفاء بالتزاماته تجاه دارفور.. ما تعليقك على ذلك؟
– لا نستطيع أن نضع المجتمع الدولي كله في سلة واحدة وهناك جهات تقوم بمبادرات محدودة ولكن في كل الأحوال الجهود التي يتم بذلها من جانب المجتمع الدولي لاتزال دون سقف الالتزامات التي تم الإعلان عنها في السابق. وهناك بعض الجهود خاصة من جانب الاتحاد الأوروبي الذي كان له بعض المشاركات، كما أن بعض الدول لم تكن متواجدة والآن أصبح لديها بعض المبادرات الخاصة باستقرار دارفور عبر البرامج التنموية بالإقليم مثل ألمانيا واليابان.
• شهد اجتماع الدوحة الأخير دعوات لإقامة مؤتمر للمانحين لصالح دارفور رغم أن هناك التزامات لم يتم الوفاء بها من جانب بعض الدول في السابق.. كيف ترى هذه الأوضاع؟
– نأمل في البداية تنفيذ الالتزامات السابقة وربما مراجعة الاستراتيجية في إطار رؤية جديدة وربما أيضا دعوة لإقامة مؤتمر للمانحين وكلها أفكار نحاول بحثها ونتحاور بشأنها مع كافة الشركاء خاصة أن هناك تنسيقا كبيرا بين دولة قطر وبريطانيا في هذا الصدد.
نزع السلاح
• حققت وثيقة الدوحة نجاحا كبيرا بانضمام بعض الحركات المسلحة لها ومشاركتها في الحوار.. إلى أي مدى يشكل نزع السلاح في بعض المناطق بإقليم دارفور تحديا حتى الآن؟
– مشروع نزع السلاح أثبت نجاحه ونعلم أن هناك تحديات ومشكلات فإذا أردت أن تنزع السلاح لابد أن تتوقع وجود مشكلات ولكن هذا المشروع له فاعلية كبيرة جدا وكان له أثر ملحوظ على الأمن، ومنذ عام ونصف العام حتى هذه اللحظة لم نسمع بأي صراعات قبلية وهذا دليل على أن هذا المشروع فاعل ومؤثر على الأرض وصحيح أن هنالك لا تزال بعض المشكلات والانفلاتات الأمنية وأيضا لا ننسى آثار ما بعد الصراع والحرب لأن الحرب لا تنشئ قتالا بين الفرقاء ولكنها تتيح الفرصة لمجرمين آخرين يستغلون حالة عدم الأمن وكل هذه تحديات لابد من مواجهتها وأعتقد أن الرؤية واضحة لدى الجميع الآن.
• البعض يتساءل إلى متى سيظل الحديث عن دارفور وأزمتها وما المنتظر للإقليم في الفترة المقبلة؟
– أزمة دارفور انتهت ولم يعد هناك أزمة كما كانت في البداية، وهناك الآن خطوات لتطبيع الأوضاع ما بعد الأزمة من عودة النازحين واللاجئين، فالأزمة عندما يكون هناك قتال وحرب وخسائر بشرية وهذا كله ليس له وجود في دارفور ونبحث حاليا عن إزالة آثار الأزمة وليس عن الأزمة.
• لكن بعض الأطراف تتحدث عن استمرار الأزمة في الإقليم؟
– الذين يتحدثون عن أزمة أو يتمنون استدامتها بسبب أجندة تخصهم. وبالنسبة لنا فالأزمة صارت خلفنا ولكن أمامنا تحديات نعمل على بحث أفضل سبل لمواجهتها بما يعزز أمن واستقرار الإقليم.
إدماج
• ماذا عن إدماج مقاتلي الحركات المسلحة في القوات الأمنية السودانية والتحديات التي تواجه هذه الخطوة؟
– نعمل على هذا الملف أيضا ومن النادر أن يحدث إدماج للمقاتلين خاصة في الدول الإفريقية بأن يكون هناك مقاتلون متمردون سابقون وتقوم بضمهم بالآلاف إلى الجيش والشرطة فهو أمر صعب.
• بعض الحركات تنفي أنه يتم بالفعل ضم عناصر منهم إلى القوات الأمنية السودانية؟
– هذه الأمور معروفة بالأسماء والبيانات وتوثقها المؤسسات الدولية الموجودة في السودان وليس هنالك أسرار في هذا الموضوع.
• هل تواجهون مشكلة في إعادة إدماج المتمردين في المجتمع؟
– لا توجد مشكلة في استيعاب المقاتلين السابقين وهناك ربما مشكلة في إدماج بعضهم من جديد في المجتمع وفي النشاط الاقتصادي على وجه الخصوص وهذا يحتاج إلى دعم اقتصادي وللأسف هذا الدعم لا يتوفر بالقدر الكافي وإذا توفر الدعم يمكن أن يحدث الدمج بصورة أكثر فاعلية بخلق فرص للعمل ولكن موارد الدولة لا تتيح لها المضي بسرعة في هذا الأمر.