في كل صباح.. حين يتملكني الوجد والأسى..
أبحث عن زر يرشدني للنور.. وللضياء..
عبثاً أبحث في الأرجاء.. وفي كل الأنحاء..
عبثاً أستل مصابيح الألق الممتد على طرفي نجمة..
لأوقد دربي كل صباح.. دون عناء..
———————————-
في كل صباح..
حين يغرد ذاك الطائر فوق فراشي..
ألمح في عينيه بواقي الأمس..
بواقي الضجر.. بكل قياس..
حين يعانق كل جراحي..
كل همومي..
تنبعث الأشواق بكل طريق..
تلتمس ضجيج السهد..
أنين الوجد.. بلا إحساس..
————————————
في كل صباح.. تدنو من عيني الشمس..
يدنو الصبر.. وكل بقايا القلب النازف..
في الأروقة وفي كل الأرجاء..
يبحث عن أزهار العمر..
وكيف انفلتت من موطنها..
دون عناء..
عن كل الأضواء الغارقة ببحر شجوني..
تستنجد لؤلؤة حيرى..
غصناً من أوردة الشاطئ..
بعض رجاء…
———————————
في كل صباح..
حين يطل الفجر بأفق الرب..
يداعب وجه الطير.. وظل الحب..
يلامس روحي وكل شقاء..
بعمري الصعب..
أبحث عن ظل يحميني..
من شكوى الظن تمرغني..
طول الدرب..
فتحول صبحي المغمور بوجع الحب..
لنهار يمتص رحيقي..
ويعيد لذاكرتي الثكلى..
شلالاً من أنهار الرعب….
———————————
كل صباح..
أغنية تجتاح الأودية المهجورة..
تسكن بين السفح وبين الأغصان..
تنتظر بزوغ الفجر على وجه النهر..
وفي كل الأرجاء..
أسمعها.. فتدغدغني حتى النحر..
وتمسح عن وجعي النازف كل الأعباء..
————————————–
في كل صباح..
رائحة الأحلام تطل لتعبر كل البوابات..
بواباتي الخرساء ستنأى عن كل الذكرى..
وعن كل الطرقات..
سوف تغلفها رائحة القهوة والتفاح..
وسوف تحررها الكلمات..
تنطلق الأحلام من النافذة المفتوحة..
كي تفتح كل الشرفات..
ولتعزف للأفئدة الحيرى..
فوق الأوتار وبين الأوردة النغمات..
————————————-
في كل صباح..
تنتظرني.. أنتظرها..
وبخار الشوق يناطح وجهي..
ويبلل مني العينين..
فأسكبها.. قطرات.. قطرات..
مثل المطر ومثل الشوق..
ومثل اللهفة والعبرات..
تسكبني بين الأحلام ضبابا..
لا يسكنه الأحياء ولا الأموات..
————————————
في كل صباح..
أتساءل، كيف تعود البهجة والأضواء..
إلى عالمنا كل صباح..؟؟
والذكرى تنهشني للقاع وللتيار..
بكل بطاح..
وأضيع.. أضيع بلا استثناء..
بلا إنذار..
أو إيضاح..
لأصبح أصغر.. أبعد..
أبعد..
لا تبحث عن عنواني، أو أرقام الهاتف..
لا تذكرني بعد غياب..
فأنا سوف أضيع.. أضيع..
حتى أصبح طيف سراب…