عمّان – أسعد العزوني:
قال المرشّح الديمقراطي لمجلس الشيوخ في ولاية واشنطن «الغربية» لعام 2018 عضو اللجنة المركزية للحزب في الولاية وممثله فيها «د.محمد حسن سعيد البوريني»: إن دول الحصار فرضت حصاراً غاشماً على دولة قطر تمهيداً لغزوها واقتسام غنائمها، انتقاماً منها وحقداً عليها لنهضتها وتطورها اللافت وامتلاكها قناة الجزيرة التنويرية.
وأضاف لـ «الراية « في العاصمة عمّان: إن القيادة القطرية الصلبة والمتماسكة تعاملت مع الأزمة بطريقة أذهلت العالم، وإن صمود الشعب القطري والالتفاف حول قيادته، أفشلا الحصار، وخرجت قطر منتصرة وأقوى مما كانت عليه قبل الحصار.
وأوضح البوريني: لقد بات واضحاً للعيان أن قيام دول الحصار بفرص حصار جائر على دولة قطر وفي شهر رمضان المبارك شهر الخير والرحمة، جاء بسبب غيرتهم وحسدهم وحقدهم عليها لنهضتها وتطورها ورغد عيش أهلها، ولامتلاكها قناة الجزيرة التنويرية.
وقال: ليس خافياً على أحد أن دول الحصار خطّطت لغزو قطر عسكرياً بعد فرض الحصار لامتلاك ثرواتها وتقاسمها فيما بينهم، وإغلاق قناة الجزيرة التنويرية التي أثبتت وجودها إبان ثورات الربيع العربي.
وأضاف قائلاً: لست مبالغاً إن قلت إن مساحة قطر أصبحت بحجم مساحة بث قناة الجزيرة في العالم ، وأن عدد سكانها حالياً يساوي عدد مشاهدي قناة الجزيرة التي خلقت واقعاً إعلامياً نفتقده في العالم العربي، ولهذا فإن الانطباع السائد في أمريكا هو أن قطر خرجت منتصرة من الحصار وهزمت دول الحصار بالضربة القاضية.
وأكد أن دولة قطر تتمتع بسمعة طيّبة في أمريكا، وترك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى انطباعاً قوياً لدى الرأي العام الأمريكي خلال زيارته للأمم المتحدة وحديثه المؤثر إليها، كما أن سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قد أثار إعجاب المجتمع الدولي لأدائه المميز، بعكس نظرة الأمريكيين للإمارات والسعودية على وجه الخصوص.
وقال: إن الأمريكيين يعتبرون السعودية بئر نفط فقط، بعيدة عن الإصلاح والحرية وأنها تحجر على المرأة، ولا صحافة موضوعية فيها بعكس قطر رائدة التنوير ليس في الخليج فقط بل في العالم العربي ، وأصدق تعبير سمعته عن الإعلام السعودي، بأنه يشبه إعلام أحمد سعيد في صوت العرب إبان حرب عام 1967، كما أن هناك ملاحظة وهي أن قطر تعاملت مع الربيع العربي بإيجابية ارتاح لها الرأي العام الأمريكي، بعكس تعامل الإمارات والسعودية.
وأوضح أنه بات متعارفاً عليه بأن حصار قطر هو المقدّمة البغيضة لصفقة القرن التي يتبناها بعض النافذين الأمريكيين ومن بينهم صهر الرئيس الأمريكي.
وأكد المرشح الأمريكي أن العرب والمسلمين دفعوا ثمناً باهظاً معنوياً ومادياً بسبب حصار قطر وأنه من الناحية المعنوية شوه الحصار سمعتنا كعرب ومسلمين، إذ كيف يحاصر عربي مسلم أخاه العربي والمسلم وفي شهر رمضان تحديداً شهر الخير والرحمة، كما أن دول الحصار اضطرت لدفع مبالغ فلكية لأمريكا والغرب نظير شراء المواقف تحت غطاء صفقات الأسلحة والتي بلغت قيمة إحداها نصف تريليون دولار دفعتها السعودية للرئيس ترامب قبل عام.
وأضاف: لقد انعكس حصار قطر الغاشم على الإسلام دين الرحمة والمودة، ويظن بعض البسطاء الأمريكيين أن الإمارات والسعودية يمثلان الإسلام، ونقنعهم بعكس ذلك، لأن الإسلام دين مودة وإحسان وتواصل.
كما أن الحصار أثر سلباً على القضية الفلسطينية حيث كانت صفقة القرن والتنازل عن القدس ونقل السفارة الأمريكية إليها بموافقة الإمارات والسعودية.
وأكد أن القيادة القطرية تحرّكت بذكاء وحزم مدروسين وأبطلت مفعول الحصار منذ اليوم الأول، وفتحت منافذ بحرية جديدة، وانفتحت على إيران وتركيا وعزّزت علاقاتها السياسية والاقتصادية معهما، كما فعلت ذات الشيء مع دول العالم التي اقتنعت بالرواية القطرية، وقال: من الغريب أن دول الحصار وجّهت اللوم لقطر لعلاقاتها مع إيران، علماً بأن الإمارات هي من أكبر الدول التي تتعامل مع إيران اقتصادياً.
وأكد البوريني أن القيادة القطرية صمدت، وتمسّكت بمواقفها ولم تتنازل عنها وأبقت على قناة الجزيرة.
وقال: إن دول الحصار ليس أمامها إلا الاعتذار العلني والرسمي لدولة قطر وإنهاء الحصار وتعويض المتضرّرين القطريين وفتح الحدود.
وأكد المرشح الأمريكي أن هناك دوراً غير مباشر لإسرائيل في الحصار لأنها ودول الحصار تنظر إلى قطر بنفس نظرة الحقد والحسد، فإسرائيل شأنها شأن دول الحصار تريد عرقلة مسيرة قطر، وكما هو معروف فإن اليهود الصهاينة في أمريكا تآمروا على قناة الجزيرة لتبنيها الرأي والرأي الآخر، ولاتساع مساحة مشاهديها الأمريكيين وحتى اليهود، وتأثيرها القوي على الرأي العام الأمريكي.
وأكد أن الدعم القطري للشعب الفلسطيني واضح، وأبرز صور هذا الدعم النبيل هو رفضها لصفقة القرن والتنازل عن القدس، وكلنا يشهد أنواع وصور الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني في غزة والقدس وحتى الضفة، وقد تضافر صمود الشعب الفلسطيني مع الدعم القطري، ورأينا أسطورة مسيرات العودة في غزة التي قلبت اتجاه الرأي العام الأمريكي لتأييد الشعب الفلسطيني في مطالبه.