غزة – وكالات: تراجع التصعيد نسبياً أمس في غزة والبلدات الإسرائيلية المجاورة غداة أعنف مواجهة عسكرية في المنطقة بين إسرائيل وحركة حماس وأكدت الحركة شن الجيش الإسرائيلي أمس الأول عشرات الغارات الجوية موقعًا شهيدين في الخامسة عشرة والسادسة عشرة من عمريهما في القطاع حيث أطلقت نحو 200 قذيفة باتجاه إسرائيل. وقال مسؤول في الأمم المتحدة طلب عدم ذكر إن المبعوث الخاص للأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادنوف موجود في غزة أمس حيث يعمل «مع جميع الفاعلين المعنيين على تهدئة الوضع».
وشهد السبت تصعيداً في إطلاق القذائف من غزة والغارات الإسرائيلية غداة احتجاجات على الحدود شرق القطاع الجمعة استشهد خلالها فلسطينيان وأصيب أكثر من 200 بجروح. وشيع عدة آلاف الشهيدين، بعد أن أثار استشهادهما غضبًا إثر انتشار واسع لشريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهرهما وهما ينزفان على سطح مبنى خال يطل على منتزه عام غرب مدينة غزة بينما تحاول مجموعة من الشبان إسعافهما.
وأصيب الاثنان بشظايا صاروخ أطلقته طائرة استطلاع إسرائيلية على المبنى قبل أن تقوم الطائرات الحربية لاحقاً بإطلاق عدة صواريخ عليه وتدميره بالكامل. وبحسب الفيديو، يحملهما الشبان مسرعين إلى الأسفل وما إن يصل رجال الإسعاف الذين يتولون نقلهما إلى داخل سيارتين تطلق الطائرات الحربية صاروخًا آخر على المبنى.
وتقول ميسون النمرة والدة أحد الشهيدين قبيل تشييع ابنها أمير «خرج مع صديقه للتنزه وتناول الغداء، سمعت صوت قصف قريب فاتصلت به لكن هاتفه كان خارج التغطية، عرفت أن شيئا ما حصل له». وتابعت الأم «على الفور انتشرت لهما صور على الفيسبوك، جاء البعض يسألني هل هذا ابنك أمير؟ عرفته بمجرد أن رأيت الصور والفيديو، كان مصابًا في رأسه وينزف» .
وتؤكد حماس أنها قصفت البلدات الإسرائيلية ردًا على غارة شنتها إسرائيل الجمعة بعد إصابة جندي في انفجار قنبلة على الحدود. وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم: إن «حماية شعبنا والدفاع عنه هو مطلب وطني وخيار استراتيجي».
وأكد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في مستهل اجتماع مجلس الوزراء أن الجيش كبد حماس «أقسى ضربة» منذ 2014. وأضاف «يقال إن إسرائيل وافقت على وقف لإطلاق النار يتيح متابعة أعمال الرعب الحارقة باستخدام بالونات وطائرات ورقية، هذا خطأ، لن نقبل بشن أي هجوم علينا».
من جانبه أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال كلمة له في تشييع الطفلين أمير النمرة (15 عامًا) ولؤي كحيل (16 عامًا) إن دماء الأطفال الطاهرة لن تذهب هدرًا ولن يفلت العدو من العقاب على أيدي مقاومتنا الباسلة وشعبنا المعطاء. وأشار هنية إلى أن العدو يسعى لفرض معادلات في قواعد الاشتباك، لكن مقاومتنا تقف له بالمرصاد وتردّ عليه وتربك حساباته وتفرض معادلاتها العصيّة على الكسر. وشدد في رسالة للعالم على أن رسالة مسيرات العودة هي إما أن يرفع هذا الحصار وإما ستواجهون مسيرات أشد وأعظم وأقوى.