متابعة – صابر الغراوي:

قبل عشر سنوات من الآن، وبالتحديد في موسم 2008/‏2009 من بطولة دوري نجوم قطر، أفلت فريق الخريطيات من شبح الهبوط بقرار إداري شهير عندما قرر اتحاد كرة القدم إلغاء الهبوط في هذا الموسم، وبالتالي بقي الفريق بين الكبار رغم أنه احتل المركز العاشر والأخير في بطولة الدوري هذا العام.

ومنذ ذلك الحين والخريطيات يعاني بشكل كبير من شبح الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، ولكنه في كل مرة يفلت منها بغرابة شديدة، وبالتالي أصبح فريق الصواعق هو الكثر تخصصاً في الإفلات من شبح الهبوط.

وخلال هذه المواسم المتعاقبة اضطر الخريطيات لخوض المباراة الفاصلة في مناسبتين الأولى أمام معيذر موسم 2012/‏2013، والثانية في الموسم الماضي 2017/‏2018 والتي فاز فيها الصواعق على الوكرة بهدفين لهدف.

هذه المقدمة كانت ضرورية للإشارة إلى أن الخريطيات أصبح شغله الشاغل في كل موسم هو الإفلات من شبح الهبوط، وإذا كان هذا الهدف يشكل إنجازاً في ظاهره خاصة وإذا ما وضعنا في الاعتبار أن إفلات الفريق من شبح الهبوط يأتي على حساب فرق أكثر عراقة وجماهيرية مثل الريان والوكرة وقطر، إلا أنه أيضاً يؤكد أن طموح الفريق يتوقف عند هذا الحد ولا يفكر في مزاحمة الكبار على أحد المراكز الأولى أو على الأقل التواجد في منطقة دافئة في جدول الترتيب.

المقدمات والطموحات

ورغم أن الوقت ما زال مبكراً لإصدار أحكام نهائية حول طموحات الصواعق في الموسم الجديد الذي ينطلق بعد أسبوعين تقريباً، إلا أن المقدمات تشير إلى أن طموحات الإدارة لم تختلف كثيراً لأن الصفقات والتحضيرات تدور في نفس الدائرة وبدون أي تغييرات جوهرية.

وبطبيعة الحال يأمل عشاق الفريق في عدم تكرار أخطاء الماضي، وذلك من خلال إبعاد الفريق تماماً عن مرمى الخطر الذي هدّده في السنوات الأخيرة وأن يؤدي الصواعق المطلوب في بداية الموسم التي يمكن من خلالها الفريق أن يكون في صورة أفضل وفي مكان جيد بجدول الترتيب وليس بين فرق المؤخرة كما يحدث دائماً.

وعقب انتهاء منافسات الموسم الأخير بادرت الإدارة بالاستغناء عن خدمات ثلاثة لاعبين دفعة واحدة من اللاعبين المحترفين وهم الإيفواري موهي والأوزبكي سنجار تورسنوف والمغربي رشيد تيبركنين الذي انتقل لصفوف نادي السيلية، في حين أبقت الإدارة فقط على قائد الفريق ونجمه الأول المغربي أنور ديبا أحد أفضل صناع اللعب في دوري نجوم قطر.

صفقات جديدة

ومن أجل تعويض هذه الأسماء التي رحلت تعاقدت الإدارة خلال الفترة الماضية مع ثلاثة لاعبين دعمت بها الخطوط الثلاثة في الفريق بداية من خط الدفاع من خلال ضم المدافع العراقي علي فايز عطية، ثم خط الوسط من خلال ضم المغربي يوسف الكناوي، وأخيراً خط الهجوم الذي تم تدعيمه بالمهاجم المغربي عبد الهادي حلحول.

وقبل التفكير في عملية الاستغناء أو التعاقدات مع لاعبين جدد كانت الإدارة قد حسمت ملف الجهاز الفني وذلك من خلال التعاقد مع المدرب الفرنسي من أصل تونسي ناصيف البياوي المدرب السابق في فريق الخور والذي حقق نجاحات مقبولة مع الفرسان في الموسم الأخير.

عودة البياوي

والبياوي تحديداً ليس غريباً على قلعة الصواعق لأنه عمل كمساعد للمدرب التونسي لطفي البنزرتي في الخريطيات قبل أربع سنوات، وبالتالي فإنه يعرف الإدارة جيداً فضلاً عن معرفته ببعض اللاعبين الذين بقوا في صفوف الصواعق خلال هذه الفترة.

ويمتاز المدرب الفرنسي بحماس الشباب وقدرته على خلق أجواء تنافسية كبيرة بين جميع لاعبيه فضلاً عن رؤيته الفنية الجيدة والتي تساعده كثيراً في التعامل مع مجريات اللقاءات المختلفة، مهما كانت صعوبتها.

أما فيما يخص التحضيرات الفنية لانطلاقة منافسات الموسم الجديد فقد تجمع الفريق في الدوحة قبل أكثر من أسبوعين وبدأ رحلة التدريبات تحت قيادة البياوي، ثم غادر الفريق إلى معسكره الخارجي في تركيا بتاريخ الأول من يوليو الجاري بقائمة من اللاعبين وصلت إلى 24 لاعباً دفعة واحدة من المواطنين والمحترفين.

وتشير الأنباء الواردة من المعسكر التركي إلى وجود حالة رضا كبيرة بين أعضاء الجهازين الفني والإداري بسبب الحالة الفنية والبدنية الجيدة التي وصل إليها جميع أعضاء الفريق فضلاً عن المعنويات المرتفعة والحماس الكبير والواضح في جميع التدريبات الأمر الذي رفع سقف طموحات الجهاز الفني بشكل كبير.

وركز المدرب على تحقيق أكبر استفادة ممكنة من هذا المعسكر وبالتالي حرص على إشراك أكبر عدد ممكن من اللاعبين في المواجهات الودية التي خاضها الأمر الذي أعطى مؤشراً واضحاً بأنه لا يوجد لاعب قادر على ضمان وجوده في التشكيلة الأساسية إلا من خلال مجهوده داخل أرض الملعب، وخلق هذا الأسلوب أجواء تنافسية رائعة داخل صفوف الفريق.