بغداد – وكالات: أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عن قلقها إزاء الأوضاع الحالية في البلاد، عقب موجة الاحتجاجات التي شهدتها عدة محافظات وسط وجنوبي العراق، للمطالبة بتوفير الخدمات العامة وفرص العمل وبتحسين الظروف المعيشية. وحث ايان كوبيش الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، ورئيس البعثة، في بيان له، الحكومة العراقية على «الاحترام الكامل للشواغل المشروعة للمواطنين ومعالجتها»، داعيا إلى سرعة تشكيل الحكومة الجديدة بحيث تكون إصلاحية وحث الجهات السياسية الفاعلة إلى ضمان «أن تعطي الإدارة المقبلة الأولوية للحكم الرشيد والإصلاحات ومكافحة الفساد التي من شأنها تمكين التنمية الاقتصادية والتقدم وخلق الوظائف وتقديم الخدمات العامة الحيوية». وقال «نشعر بقلق بالغ إزاء العنف وكذلك أعمال التخريب التي رافقت بعض الاحتجاجات العامة السلمية إلى حد كبير»، معرباً عن أسفه لسقوط عدد من القتلى والمصابين سواء من جانب المتظاهرين أو من قوات الأمن، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.

وحذر من أن هذه التطورات، إذا استمرت، سيكون لها تأثير ضار على الأوضاع الأمنية والاقتصادية في جميع أنحاء العراق، مؤكداً حق الشعب غير القابل للتصرف في حرية التعبير، بما في ذلك المشاركة في المظاهرات السلمية دون خوف أو ترهيب أو احتجاز تعسفي مع التقيد بالقانون، والوصول إلى المعلومات دون قيود. وقال إنه «من واجب السلطات تمكين مثل هذه المظاهرات المشروعة وحماية المشاركين فيها، ويجب على قوات الأمن ممارسة ضبط النفس وتجنب استخدام القوة المفرطة»، منبها إلى عدم السماح لمن وصفهم بـ «المتطفلين والانتهازيين» باستغلال المظاهرات المشروعة بطريقة أخرى لأغراض سياسية، لإثارة الاضطرابات والفوضى. وشدد رئيس البعثة الأممية على أنه يتحتم الإسراع بتشكيل حكومة وطنية جديدة شاملة ومؤيدة للإصلاح لتضع موارد البلاد تحت تصرف الشعب وفي صالحه، وذلك عقب إجراء الانتخابات العامة في 12 مايو الماضي، وبعد أن يتم الانتهاء مبكراً من إعادة فرز الأصوات المزورة والمشبوهة، والمصادقة رسميا على نتائج الانتخابات.

يشار إلى أنه قد اندلعت احتجاجات في محافظة /‏البصرة/‏، التي تعد مركز صناعة النفط في العراق منذ أكثر من أسبوع إثر مقتل محتج وإصابة 3 آخرين برصاص قوات الأمن، وامتدت إلى عدد من المحافظات وسط وجنوبي العراق، وتطالب بتوفير الخدمات العامة الأساسية من الماء، والكهرباء، وفرص العمل، ومحاربة الفساد.