7 قطريين هواة يكسبون التحدي بعبور المانش

فرنسا – الراية : حقق فريق قطر للسباحة إنجازاً هو الأول من نوعه في تاريخ الرياضة القطرية، بنجاحه في عبور بحر المانش من الساحل البريطاني إلى الساحل الفرنسي، والذي يعتبر واحداً من أصعب التحديات الرياضية في العالم. وأهدى الفريق الإنجاز لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وللشعب القطري.

ونجح الفريق الذي يضم سبعة رياضيين قطريين هواة في قطع مسافة التحدي التي بلغت ما يقارب 48 كلم في زمن قدره 16 ساعة و34 دقيقة، بنظام التتابع.

وانطلقت المحاولة من منطقة فولكيستون بالقرب من ميناء دوفر على الساحل البريطاني، قبل أن تختتم على شاطيء فيسانت على الجانب الفرنسي، بين مدينتي كاليه وبولون.

ومنذ عام 1875، لم ينجح سوى ما يقارب 1500 سباح و765 فريق تتابع في تجاوز بحر المانش، المعروف أيضاً بالقناة الإنجليزية، والتي تعتبر أكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم، بمرور أكثر من 800 سفينة وعبارة خلاله يومياً.

ويطلق البعض على تحدي عبور المانش لقب قمة إيفرست في السباحة المفتوحة، نظراً للمخاطر الأخرى التي يواجهها السباحون مثل درجات حرارة المياه الباردة والتيارات البحرية القوية والرياح والأمواج وبقع الزيت وقناديل البحر.

وما يجعل إنجاز فريق قطر لعبور المانش أكثر تميزاً هو أن جميع أعضاء فريقه الذين تتراوح أعمارهم بين 34 و52 عاماً، ليسوا رياضيين محترفين، ولكنهم مجموعة من محبي رياضات قوة التحمل، يعملون في وظائف بمجالات مختلفة مثل الطب والقانون والتسويق والهندسة وإدارة الأعمال، وإلى جوار عملهم هناك أيضاً مسؤوليات أسرية عديدة في حياتهم، ولكنهم رغم كل تلك الظروف استطاعوا أن يخصصوا وقتاً لخوض واحد من أصعب التحديات في العالم، ونجحوا في تجاوزه.

وضم الفريق كلا من الدكتور فالح محمد حسين علي (طبيب) والدكتور محمد جهام الكواري (طبيب ورئيس الاتحاد القطري للدراجات الهوائية والترايثلون) والدكتور جمال راشد الخنجي (رائد أعمال وطبيب سابق) والدكتور خالد محمد الجلهم (طبيب) والدكتور ناصر صقر المهندي (مهندس وخبير في مجال التغير المناخي) وفهد محمد البوعينين (خبير تسويق واتصال شركات) وطلال عبد العزيز العمادي (خبير قانوني). ويعود الفضل في تأسيس الفريق للدكتور فالح علي، البالغ من العمر 52 عاماً، والذي قال :إنه لشرف كبير أن أكون عضواً في فريق حقق إنجازاً تاريخياً لبلدي قطر، إنه تحد صعب لا يخوضه إلا مجموعة قليلة جدا من السباحين كل عام.

وأضاف: نهدي هذا الإنجاز لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وللشعب القطري.. وعبر عن شكره وزملائه لكل من ساندهم من الشركاء الذهبيين، شركة الأصمخ للتطوير العقاري وبي إم آي فيتنيس.

واحتاج كل عضو في فريق قطر، خلال دوره في التتابع، للسباحة لمدة ساعة قاطعاً مسافة تراوحت بين 4-5 كلم في كل مرة داخل مياه باردة وصلت درجة حرارتها في بعض الأحيان لما يقارب 15 درجة مئوية.

وقال الدكتور جمال راشد الخنجي: الظروف كانت صعبة للغاية، كان علينا بذل جهود مضاعفة من أجل مقاومة التيارات البحرية القوية.

وأكد الدكتور محمد جهام الكواري أن فريق قطر لعبور المانش أراد أن يوجه رسالة هامة للعالم في ظل ما تتعرض له قطر من حصار وقال: أردنا أن يرى العالم مدى قوة وصلابة الشعب القطري، وأن يعلموا أننا نقاوم بشكل أكبر تحت الضغوطات.

المهــندي ســعيد بالتألق

أعرب الدكتور ناصر المهندي عن سعادته بالإنجاز الذي تحقق وقال :أنا في غاية الفخر لكوني عضواً في هذا الفريق الملهم. هذا التحدي علمني أن كل شيء ممكن، لا يوجد مستحيل، والدرس الأهم أن أي تحد في الحياة هو بمثابة مشروع، لو امتلكت الفريق الصحيح والأدوات اللازمة وبذلت المجهود المطلوب في اتجاه محدد، ستصل إلى هدفك وتحقق نتائج رائعة.

كـــيف تحـــــقق الإنجـــــاز؟

ريان بويد، مدرب الأداء في فريق قطر لعبور المانش، تحدث عن كيفية تحقيق أي هدف من خلال خمس خطوات:

1- لا تضع حدوداً لأحلامك، حدد هدفك وفكر بعدها في كيفية تجاوز العقبات من أجل بلوغه.

2- اختر هدفاً تشعر من خلاله بالحماس، ولا تختر هدفاً لأن أحدا غيرك اختاره ونجح في تحقيقه، لو لم تشعر بالإثارة والحماس سيكون من الصعب أن تكمل الطريق في الأوقات التي ستواجه خلالها صعوبات.

3- حوط نفسك دائماً بأشخاص إيجابيين يشدون من أزرك من أجل إكمال طريقك نحو تحقيق الهدف.

4- ضع خطة لبلوغ الهدف وحدد المهارات التي تحتاج تطويرها وما يجب عليك تعلمه للنجاح في تحقيق الهدف.

5- اعلم أن الفشل جزء مهم في الطريق لبلوغ النجاح، فتعلم من أخطائك وواصل تقدمك، هناك مثل صيني يلخص كل ذلك وهو “المجد لا يتحقق بعدم السقوط أبداً بل بالوقوف مجدداً بعد كل مرة تسقط فيها”.

فهد البوعينين: الحلم تحقق

أكد فهد البوعينين عضو فريق قطر أن عبور المانش كان تحدياً صعباً للغاية، ولكننا نجحنا في تجاوزه، والفضل في ذلك يعود أولاً لتوفيق الله ومن بعد ذلك لاستعداداتنا الجيدة وترابط الفريق والعمل الجاد، لو قلت لي العام الماضي أنني سأكون عضواً في أول فريق قطري يسبح عبر بحر المانش، لم أكن لأصدق ذلك، ولكن الحلم تحقق الآن. كان النصف الثاني من التحدي هو الأكثر صعوبة، حيث كان علينا بذل جهود جبارة من أجل تفادي سحب التيار لنا إلى الجنوب بعيداً عن المسار، وهو ما كان سيعني استحالة الاقتراب مجدداً من نقطة الوصول على الجانب الفرنسي.

طلال العمادي: تجربة مختلفة

قال طلال العمادي عضو فريق قطر والذي حقق إنجازا تاريخيا مع الفريق: خضت العديد من التحديات الصعبة في الماضي، من بينها صعود بعض أعلى قمم الجبال في العالم مع زميلي فهد البوعينين، ولكن تحدي السباحة عبر بحر المانش كان تجربة مختلفة تماماً. التحدي كان غاية في الصعوبة، وكان علينا بلوغ أقصى حدود طاقاتنا لمواجهة المياه الباردة والتيارات القوية، لم أخض تحديا بمثل هذه الصعوبة من قبل. في بعض الأوقات كنت على وشك التوقف، فجسدك يرسل لك إشارات أن الأمر صعب تحقيقه وعليك الانسحاب، ولكن هنا يأتي دور القوة الذهنية التي تدفعك لبذل الجهد من أجل بلوغ الهدف مهما كانت الظروف، وبالطبع كان لمؤازرة أعضاء الفريق بعضهم البعض خلال التحدي دوراً كبيراً في تحقيق هذا النجاح.