الدوحة – الراية : سلّط المدرب الأسترالي وأسطورة الاسكواش العالمي جيوف هانت الضوء على منحنى تطور اللاعب القطري عبد الله التميمي في اللعبة وأهمية فوزه منذ يومين بلقب جولة ماليزيا المفتوحة للمحترفين وذلك خلال لقاء معه تحدّث فيه عن متابعته لمراحل تطور التميمي منذ بداياته في أكاديمية أسباير واستفادته مما قدّمته له من بيئة رياضية وأكاديمية داعمة منذ انضمامه لها.
وخلال اللقاء، وصف هانت انتصار التميمي الأخير بأنه الأفضل في مسيرته مقارنة بما حققه في بطولة بريطانيا المفتوحة والتي تغلّب خلالها على لاعبين أولهما المصنّف ضمن أفضل 10 في العالم، والآخر ضمن أفضل 30 لاعباً.
وعلل هانت بأن السبب في ذلك أن التميمي في بطولة ماليزيا فاز بلقب البطولة متخطياً المصنّفين الـ 20 والـ 29 على العالم ليو آو وتزي فونغ تيب من هونج كونج.
ووفقاً لهانت، فالتميمي الذي يحتل حالياً المرتبة الـ 33 على سلّم التصنيف العالمي ويتوقع أن يرتفع بعد انتصاره الأخير، أبلى بلاءً حسناً في بطولة ماليزيا مظهراً تحسناً كبيراً في المستوى.
وقال هانت: “في بداياته مع لعبة الاسكواش كان مستوى تطور التميمي بطيئاً لكنه تطور معتدل وثابت، وتطلب المزيد من الاحتكاك الدولي والمزيد من التدريب الجيد بالتعاون مع شركاء تدريبين يتمتعون بفلسفة راسخة. وكان الحل المثالي حينها أن يتدرّب في نيويورك مع رودني مارتن وفريقه، فهو مدرب فذ وأحد الأبطال السابقين على مستوى العالم وتطور خلال مسيرته بطريقة مشابهة لما شهدناه مع عبد الله التميمي، وكانت النتيجة استثنائية”.
وأضاف: “حينما بدأ التميمي مسيرته مع أكاديمية أسباير كان موهوباً في رياضة الاسكواش، ولقد كان في البداية لاعباً لكرة القدم، حتى إنه لعب لنادي السد، الجميع في تلك السن يحلم بكرة القدم”.
وتابع: “أرى أن ما جعل التميمي يصب تركيزه الكامل على الاسكواش هو أنه يتمتع بالمقومات البدنية كرياضي، وحبه لكرة القدم وممارسته لها ساعده على الاستمتاع باللعبة وتنمية المهارات البدنية الكلية، بجانب الاسكواش بالطبع والذي أظهر فيه مهارة استثنائية بعدما فاز بالعديد من بطولات الناشئين على المستوى العربي والخليجي والأوروبي، وأرى أن ذلك كان أحد أسباب اتخاذه القرار باحتراف الاسكواش”.
ومن وجهة نظر هانت، وفّرت البيئة الرياضية والأكاديمية في أكاديمية أسباير لعبد الله التميمي الفرصة لصعود نجمه في الاسكواش وقال: “الأمر يتعلق بنظام الدعم الكامل لكافة الطلاب الرياضيين في أكاديمية أسباير رياضياً وعلمياً وحتى اجتماعياً، ففلسفة أكاديمية أسباير التدريبية تهدف لتحويل الطلاب لأبطال في مختلف مناح الحياة، ولا يوجد أفضل من ذلك”.
وتعليقاً على إمكانية استفادة المواهب الرياضية الشابة في لعبة الاسكواش من تجربة عبد الله التميمي والعطاء للجيل القادم قال هانت: “إن عبد الله لاعب استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو قدوة يحتذى بها للطلاب الرياضيين، كما أنه يتمتع بحس تدريبي وتذوق للعبة وفنياتها، إنه يستمتع بمساعدة الآخرين وقدراته على التواصل جيدة، ولقد لمست منه مدى تحفيزه وأثره الإيجابي على الطلاب الرياضيين خلال التواجد معهم أثناء التدريب”.
وفي الوقت الذي يدخل فيه عبد الله التميمي عامه الـ 23، لا يزال الطريق أمامه مزدهراً مع الوضع في الحسبان أن أفضل نجوم اللعبة يبلغون ذروة تألقهم في الثلاثين. ووفقاً لهانت هناك من يتطور أسرع بكثير من ذلك، وبالنظر لأداء التميمي كان مسيطراً على مشاعره بشكل أفضل في الملعب.
وأعرب هانت عن تفاؤله بمستقبل التميمي قائلاً: “لقد لمست تحسناً كبيراً في مستوى عبد الله خلال 12 شهراً الأخيرة وأعتقد أنه خلال الأعوام القادمة سيكون أحد أبرز المنافسين على الساحة العالمية، وقد تُدرج رياضة الاسكواش في أولمبياد باريس وأعتقد أن عبد الله سيكون في قمة مستواه حينها”.