كتب – إبراهيم بدوي:
أكد السيد رايان كليها القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الدولة أن بلاده لديها التزام قوي تجاه حل الأزمة الخليجية، باعتبارها مصلحة مباشرة للولايات المتحدة، للتحرّك وتدارك تداعيات هذه الأزمة، وإنهائها بصورة تامة في أسرع وقت ممكن.
وقال رايان كليها، رداً على سؤال لـ الراية خلال المؤتمر الصحفي حول المساعي الأمريكية لحل الأزمة الخليجية الراهنة: نواصل العمل والدفع في هذا الاتجاه، على مختلف الجبهات.. كان لدينا العديد من المحاولات لجمع دولة قطر والأطراف الخليجية الأخرى لبدء الحوار مع بعضهم البعض، وهذا لم يلق نجاحاً حتى هذه اللحظة، لكننا رأينا بعض الاتصالات التي بدأت تحدث بين الدول المختلفة، وأراها خطوة إيجابية من وجهة نظري.. وهناك التزام بداية من الرئيس الأمريكي وعلى مختلف المستويات، للعمل على هذا الأمر، لكن جزءاً من المشكلة أننا نريد حلاً مستداماً، يمنع تكرار مثل هذه الأمور، وسيأخذ ذلك وقتاً للتنظيم والخروج بفكرة يتفق عليها الجميع، والأهم، هو جمع كافة الأطراف إلى طاولة الحوار، وهذا ما نحتاج للدفع باتجاهه خلال هذه الفترة.
وأكد أن الشهرين المقبلين سوف يشهدان تكثيفاً للجهود الأمريكية لعقد قمة خليجية لقادة الدول أطراف الأزمة في سبتمبر أو أكتوبر المقبلين.. مشدداً على ما يحتاجه هذا الأمر من عمل مع كافة الأطراف لضمان عقد قمة ناجحة.
وأضاف: بخصوص توقيت الاجتماع الذي يمكن أن يُعقد، فإننا نعمل على الوصول إلى نقطة يلتقي فيها قادة كل الدول، ونتوقع أن تعقد القمة في الخريف المقبل، وليس لديّ توقيت محدّد.. قد يكون ذلك في سبتمبر أو أكتوبر، ونرغب أن نجعل هذه القمة ناجحة، وهو ما يعني أننا يجب أن نقوم ببعض العمل قبل الوصول إلى هذه القمة، للتأكد من نجاحها.
وتابع: ما سترونه خلال الأشهر المقبلة هو تحرّك من جانبنا مع كل دولة في هذا النزاع، بما فيها الكويت التي تقود الوساطة الفعلية، وذلك بهدف بناء زخم جديد، حتى إذا دعا الرئيس ترامب قادة الدول للجلوس معاً، يكون لدينا نجاح لهذه القمة، لذلك، هناك الكثير من العمل ينبغي القيام به.. في فبراير الماضي، قلنا إنه من الصعب والخطير أن نضع توقعات، وما أود قوله إننا نريد التأكد من حضور الجميع إلى طاولة الحوار، بحيث يكون جميع الأطراف مستعدة للحديث، ومناقشة القضايا بجدية”.
وأضاف: “هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به لإقناع كل طرف بالجلوس إلى الطاولة، وهذا ما سترونه خلال أغسطس وسبتمبر المقبلين، حيث سترون حركة أكثر من جانبنا لتشجيع الحوار.. عندما دعا الرئيس دونالد ترامب لعقد القمة الأمريكية الخليجية التي كان مقرراً انعقادها في مايو الماضي، أردنا أن تكون حدثاً سنوياً، واليوم، لا نريد أن نؤخر هذا الأمر أكثر من ذلك.. وهناك الكثير من الأمور التي تتعامل معها الولايات المتحدة حالياً خارج هذه المنطقة، والتي ربما تأخذ بعض الاهتمام عن التركيز على هذه القضية مثل روسيا وكوريا الشمالية وإيران، وغيرها من الملفات الحالية”.
وقال: أتوقع أن تكون هناك قمة في الخريف المقبل، ولا أريد أن أتكهّن بموعدها بالتحديد، وما زلنا نفترض أنه ستكون هناك قمة، ونعمل على ذلك”. وفي تفسيره لاستمرار الأزمة لأكثر من عام، قال: “الروابط بين هذه الدول عميقة جداً، وتعود إلى العديد من السنوات، ورأينا العديد من الصراعات التي حدثت وانتهت على مدار ما يزيد من مائتي عام.. وهي أزمة لا ينبغي التقليل من شأنها، وكان لها تأثير جديّ على علاقات هذه الدول وشعوبها، وأعتقد أننا على مقربة من عملية تبدأ حل هذا النزاع.. وفي نهاية المطاف، لا بدّ أن يكون الحل مقبولاً لدى قادة هذه الدول، ولابد من إعادة الروابط بين الشعوب في المنطقة وتقويتها، وهذا هو الفرق بين هذا النزاع، وغيره من النزاعات السابقة بين دول مجلس التعاون، حيث كان له تأثير على الشعب القطري، وشعوب المنطقة.. ونحن لا نريد حلاً مقبولاً سياسياً، ولكن أيضاً مقبولاً على المستوى الاجتماعي”.
وعن متابعته لقرار محكمة العدل الدولية، قال كليها: “تابعنا القرار الذي صدر عن المحكمة، والأمر المهم هو أن الولايات المتحدة تريد حلاً لهذه الأزمة بأسرع وقت ممكن، لأنه من الواضح أنها تؤثر على الأفراد، وبطريقة خاصة جداً.. والتداعيات التي يتأثر بها الأشخاص تم عرضها في القضايا المطروحة على المحكمة، وهذا يقوي التزامنا بدعم عملية جلب جميع الأطراف إلى الطاولة لمناقشة هذه المسألة والوصول إلى حل”.
- قطر تحرز تقدماً مثيراً للإعجاب لاستضافة المونديال
فيما يتعلق باستضافة قطر لكأس العالم ٢٠٢٢، قال القائم بالأعمال الأمريكي بالإنابة إن العالم يراقب قطر أكثر من أي وقت مضى، وستمتلئ هذه السنوات الأربع المقبلة بفرص كثيرة. وتحرز قطر تقدمًا مثيرًا للإعجاب في تطوير بنية تحتية مبتكرة في مجال الرياضة والتي ستمثل إضافة للبنية التحتية الحالية الحديثة في قطر. وأضاف: هناك الكثير من الثقة في قطر ومختلف المؤسسات الحكومية التي كُلفت بضمان أن تكون المرافق على مستوى عالمي، وليس لدي شك في أن كأس العالم 2022 سيكون مثالاً آخر على التقاليد القوية في قطر بكرم الضيافة، والملايين من الزوار لدولة قطر والمتفرجين في جميع أنحاء العالم سيشاهدون هذا الأمر بأنفسهم مباشرة. وتابع: سيحفز كأس العالم المزيد من الابتكار والمشاريع في اقتصاد قطر المتطور بالفعل، وسفارة الولايات المتحدة في الدوحة تتطلع لمواصلة الشراكة مع قطر في البناء على هذه الفرصة غير المسبوقة في الدبلوماسية الرياضية لتعزيز تعاوننا مع قطر في مجالات الرياضة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والأمن الإلكتروني ومجموعة من الأهداف المشتركة الأخرى.
- قطر حليف مهم لدعم السلام بأفغانستان
فيما يتعلق بالدور القطري في دعم عملية السلام في أفغانستان، قال كليها: “نحن ممتنون للغاية لدور دولة قطر في أفغانستان، ومساعدتنا في جهود تشجيع عملية سلام بقيادة أفغانية، وكانت لدينا زيارة أمس للسفيرة ويلز كبيرة مستشاري وزارة الخارجية لشؤون جنوب ووسط آسيا، والتقت سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، وبحثا معاً الجهود المشتركة في هذا الملف، بالتعاون مع الجانب الحكومة الأفغانية. وقطر حليف مهم جداً في التحرك نحو الحل في أفغانستان، ليس فقط لدعمها جهود الناتو في أفغانستان، ولكن أيضاً بتقديمها دعماً سياسياً في جهود تحقيق السلام. ودعم قطر وجهودها مهمة للغاية”.
- ٤٥ مليار دولار استثمارات قطرية بحلول 2020
حول التعاون في المجال الاقتصادي، قال رايان كليها: “حتى الآن، ساهمت دولة قطر بأكثر من 8.5 مليار دولار أمريكي في نفقات البناء والتشغيل وقدّمت مؤخراً التزاماً بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي لتطوير القاعدة العسكرية”.
وأضاف: “العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة وقطر أيضاً في أعلى مستوياتها على الإطلاق. وخلال عام 2017، كانت الولايات المتحدة أكبر شريك استيراد لقطر، وأيضاً على مدار العقد الماضي، كما استثمرت شركات الطاقة الأمريكية مليارات الدولارات في تطوير قطاع الطاقة في قطر، وتفخر بأنها ساهمت في الاقتصاد القطري. وتعمل شركات الطاقة الأمريكية بشكل متزايد على إقامة شراكة مع قطر للبترول في الخارج. وفي الوقت نفسه، تعهّدت الحكومة القطرية باستثمار 45 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة بحلول عام 2020 من خلال جهاز قطر للاستثمار، حيث سيتم استثمار عشرة مليارات دولار أمريكي منها بشكل مباشر في البنية التحتية الأمريكية، وقد تم بالفعل استثمار أكثر من نصف هذه الأموال”.