المحليات
أبرزها نقص الكوادر المتخصصة والمدارس..خبراء لـ الراية:

10صعوبات تواجه عملية الدمج في المدارس

زيادة أعداد مدارس الدمج وتوزيعها على مختلف مناطق الدولة

تلقي ذوي الإعاقة دروسهم داخل غرف المصادر يحول دون إدماجهم

كتب – نشأت أمين:

حدّد عدد من الخبراء 10 صعوبات تواجه عملية دمج الطلاب ذوي الإعاقة مع الأسوياء في مدارس الدمج الحالية ، يأتي في مقدّمتها قلة مدارس الدمج وبعدها عن أماكن سكن الطلبة ذوي الإعاقة ما يلقي على كاهلهم عبئاً إضافياً خاصة أصحاب الإعاقات الحركية، كذلك تكدس أعداد الطلاب حيث يصل عددهم إلى 30 طالباً في المدرسة الواحدة، هذا بالإضافة إلى تلقي الدروس داخل غرف المصادر، ونقص الخدمات المساعدة، وندرة معلمي التربية الخاصة وضعف الإرشاد الأسري الذي يساعد الأسر في معرفة القدرات الخاصة لأبنائهم، وأيضاً طبيعة العمل وعدم وجود وصف وظيفي محدّد لعناصر التربية الخاصة، وأخيراً نظرة الشفقة التي تؤذي مشاعر ذوي الإعاقة. وشدّد هؤلاء في تصريحات خاصة لـ الراية على أن التكدّس ينعكس بالسلب على مستوى العملية التعليمية نظراً لعدم قدرة المعلم على توصيل المعلومة لكل هذا العدد من الطلاب لاسيما في ظل وجود ندرة في كوادر التربية الخاصة نظراً لعزوف العنصر الوطني عن العمل في هذا المجال بسبب عدم وجود حوافز تتلاءم مع صعوبة العمل، مؤكدين أنه على الرغم من أهمية فكرة الدمج بالنسبة لتعليم الطلاب ذوي الإعاقة إلا أن الدمج المطبق حالياً قد لا يحقق الهدف منه على الوجه المطلوب لأن الطلاب ذوي الإعاقة يتلقون جميع دروسهم داخل غرف المصادر ولا يلتقون بزملائهم الأسوياء سوى في مناسبتين وحيدتين فقط على مدار اليوم وهما الطابور والفرصة ما يجعله دمجاً شكلياً فقط.

وقالوا: إن بُعد المدارس عن السكن يجعل الطلاب يمضون فترات طويلة داخل الباصات أو السيارات ما قد يصيب من يعانون من الإعاقات الحركية منهم بأمراض كالقرح نتيجة للجلوس في المقاعد المتحرّكة لفترة طويلة مشدّدين على ضرورة زيادة أعداد مدارس الدمج الحالية البالغ عددها 52 مدرسة.

كما دعوا إلى مراعاة ظروف ومتطلبات العاملين في مجال التربية الخاصة والعمل على تضمين طلاب المدارس الخاصة من ذوي الإعاقة ضمن سياسة الدعم والدمج، لافتين إلى أنهم غير مشمولين بالخدمات الموجودة في مدارس الدمج والدعم، مشدّدين على ضرورة زيادة المخصّصات المالية المقدّمة لمدارس الدمج، مؤكدين أن نظام التدريس بها يحتاج إلى وسائل حسّية كثيرة.

  • صالح الكواري:
  • الكوادر المؤهلة أساس التربية الخاصة

قال صالح الكواري إن الدولة تولي اهتماماً كبيراً بالأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام بما في ذلك فئة الطلاب، وقد قامت وزارة التعليم والتعليم العالي منذ عدة أعوام بتطبيق مشروع الدمج، ولا شك أن هذا المشروع من شأنه أن يساعد الطلاب ذوي الإعاقة على الاندماج مع زملائهم الأسوياء في المدارس وكذلك سهولة الاندماج مع المجتمع فيما بعد.

وأضاف: لكن على الرغم من جودة الفكرة والإيجابيات العديدة التي ستتحقق من ورائها إلا أننا بحاجة إلى توافر كافة الإمكانيات والخدمات اللازمة التي يحتاجها ذوو الإعاقة بشكل تام إذا كنا نسعى لإنجاح المشروع.

وأكد أن أولى هذه الإمكانيات هي توفير الكوادر المتخصّصة في التربية الخاصة باعتبار أن المعلّم هو الأساس في العملية التعليمية بشكل عام وبالنسبة لذوي الإعاقة على وجه الخصوص لأنه بدون وجود هذا الكادر لن نستطيع أن نفعل شيئاً.

ولفت إلى أنه بخلاف الكوادر المتخصّصة فإنه تبقى مشكلة توافر الخدمات مثل الوسائل المساعدة وغرف المصادر الكافية ووسائل المواصلات وغير ذلك من الخدمات التي يمكن أن يحتاجها الطلاب ذوو الإعاقة، مؤكداً أنه من الأفضل أن يتم الاستعانة بأشخاص من ذوي الإعاقة لتولي المواقع القيادية في الوظائف التي تتعامل مع قضايا المعاقين.

  • طالب عفيفة:
  • 30 طالباً من ذوي الإعاقة بالمدرسة الواحدة

قال طالب عفيفة عضو مجلس إدارة الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة: الدمج كفكرة ممتازة للغاية لأنها تساعد الطالب ذوي الإعاقة على الثقة بالنفس وتجعله يشعر أن شأنه شأن باقي أقرانه من الطلاب الأسوياء لكن مع الأسف هناك عقبات تحول دون تحقق الأهداف المرجوة من الدمج، أبرزها تكدّس أعداد الطلاب ذوي الإعاقة في بعض المدارس وقيام المدارس بوضعهم بصفة مستمرة في غرف المصادر لتلقي الدروس حيث يصل العدد في بعض الأحيان إلى أكثر من 30 طالباً في المدرسة.

وأضاف: تلقي الطلاب جميع دروسهم داخل غرف المصادر يحول دون إدماجهم بشكل حقيقي مع زملائهم حيث يقتصر التقاؤهم بهم على الطابور والفرصة فقط أما ما دون ذلك فكل منهم في مكان منفصل. وأكد أن زيادة أعداد الطلاب ذوي الإعاقة في المدرسة تشكّل صعوبة كبيرة أمام المدرّس في توصيل المعلومة إليهم لأنه سيضطر إلى التعامل مع كل هذا العدد بمفرده، في حين أنه لو كان العدد أقل فإن هذا سيساعده كثيراً في أداء عمله.

وتابع: مشكلة التكدّس نتجت من قلة أعداد المدارس المخصّصة للدمج الأمر الذي يستدعي من وزارة التعليم والتعليم العالي زيادة أعدادها حتى تكون قريبة من سكن الطلاب لأن بُعد المدرسة عن السكن يجعل الطالب يمضي فترة طويلة داخل الباص وهذه المدة قد تصيب الطلاب الذين يعانون من إعاقات حركية بأمراض أخرى كالقرح على سبيل المثال نتيجة للجلوس في المقاعد المتحرّكة لفترة طويلة.

  • د. صالح الإبراهيم:
  • تعزيز الإرشاد الأسري

قال د. صالح الإبراهيم، مدير مدرسة الدوحة الثانوية إنه كانت هناك مشكلة كبيرة تعاني منها المدارس الحكومية في السابق وهي أن مدرسيها كانوا يجهلون الكثير عن معنى الإعاقة والدمج الأكاديمي وصعوبات التعلم لكن بفضل نظام الدمج الذي تم وضعه في عهد المجلس الأعلى للتعليم واستمرت وزارة التعليم والتعليم العالي حالياً في تطبيقه أصبح المدرّسون لديهم إلمام جيد بفكرة الدمج وأهميته بالنسبة للطلاب ذوي الإعاقة وأصبح بإمكان الوزارة توفير الإمكانيات اللازمة لتعليم هؤلاء الطلاب على النحو المطلوب بعد أن كانت الجهود مبعثرة.

ولفت إلى أنه في السابق كان هناك تحايل من جانب بعض أولياء الأمور من أجل إلحاق أبنائهم بمدارس الدمج لضمان نجاح أبنائهم، لكن الوضع تغيّر حالياً حيث إن اختيار الطلاب الذين يتم تحويلهم إلى مدارس الدمج يتم من خلال مركز رؤى للتقييم والاستشارات والدعم حيث يقوم المركز باستقبال طلبات التقييم والتسجيل للطلبة المصابين بإعاقات الاستسقاء الدماغي والشلل الدماغي، والإعاقات البسيطة والمتوسطة والفئة البينية “بطيئو التعلم”، والتوحّد ومتلازمات الإعاقة الذهنية وزراعة القوقعة”، ويقوم بإجراء عملية تقييم شامله لهم من خلال فريق متخصّص من مستشفى الرميلة بناءً على اتفاقية بين وزارة التعليم والتعليم العالي ووزارة الصحة العامة.

وأوضح أن عدد مدارس الدمج الحالي كاف ويتلاءم مع أعداد الطلاب ذوي الإعاقة المستهدفين ببرنامج الدمج لأن وزارة التعليم والتعليم العالي حريصة على ذلك كل الحرص علماً بأن النسبة العالمية للدمج في المدارس تتراوح ما بين 3 إلى 7 %.

وقال: إنه حتى يستمر برنامج الدمج في النجاح فإن هناك حاجة إلى زيادة أعداد الكادر الوظيفي المتخصّص في التربية الخاصة والتطوير المستمر كما أن هناك حاجة إلى الإرشاد الأسري بحيث يعرف ولي الأمر حالة ابنه وقدراته على وجه الدقة لأن هناك بعض أولياء الأمور تكون لديهم طموحات عالية حتى أن بعضهم يحلم بأن يرى نجله طبيباً على الرغم من أنه قد يكون من طلاب المستوى الثالث، لافتاً إلى أن هناك حاجة لزيادة المخصّصات المالية المقدّمة لمدارس الدمج لأن نظام التدريس بها يحتاج إلى وسائل حسيّة كثيرة.

  • خميس الكواري:
  • مدارس منفصلة للطلاب ذوي الإعاقة

أكد خميس الكواري أن دمج الطلاب ذوي الإعاقة مع زملائهم الأسوياء في نفس المدارس له سلبياته وإيجابيته، وقال : من بين الإيجابيات ما يعود على الطالب السوي نفسه حيث يجعله الدمج يشعر بقدر النعمة التي امتنّ الله بها عز وجل عليه وكذلك ينمي لديه الإحساس بمساعدة الآخرين.

أما بالنسبة للإيجابيات التي ستعود على الطالب ذوي الإعاقة فمن أبرزها الثقة بالنفس وسهولة الاندماج في المجتمع.

وأضاف: في مقابل هذه الإيجابيات فإن هناك سلبيات من بينها أن وجود الطلاب من ذو الإعاقة في نفس الفصل الدراسي قد يؤثر بالسلب على الطالب السوي نظراً لفارق القدرات بينهما وهو ما يعتبر ظلماً للطالب السوي.

كما أن وجود الطلاب ذوي الإعاقة في دوام مدرسي كامل قد يصيبهم بالإرهاق.

وتابع: من الأفضل أن تكون هناك مدارس منفصلة للطلاب ذوي الإعاقة وأن يتم الاستعاضة عن الدمج الحالي بالزيارات المتكرّرة والمستمرة التي يتم تنظيمها بين مدارس الطلاب ذوي الإعاقة ونظرائهم الأسوياء.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X