حرب إعلامية سعودية إماراتية لتشويه سمعة قطـــر
الرياض وأبو ظبي تسعيان للوقيعة بين واشنطن والدوحة
الرياض دفعت 2.6 مليون دولار لشركة بوديستا لتشويه سمعة قطر
عواصم – وكالات: نشر موقع “شبكة الراديو العام الدولي الأمريكي” تقريراً، تحدّث فيه عن حرب الدعاية المزيفة ضد قطر، حيث عملت منظمات لها علاقة بالرياض وأبو ظبي تمزيقاً للرأي العام الأمريكي من خلال حملات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح الموقع المعروف اختصاراً “بي آر آي” في تقرير ترجمته “عربي21” أن “السعودية والإمارات أنفقتا منذ فترة طويلة مبالغ ضخمة من المال على جماعات الضغط في واشنطن وشركات العلاقات العامة لكسب التأييد مع من يتولون السلطة في الولايات المتحدة ومن يؤثرون عليها”. ويورد الموقع أن “السعودية والإمارات أنفقتا أموالاً ضخمة على حصار دولة قطر في العام الماضي، حاولت المنظمات التي لها علاقات بالرياض وأبو ظبي شيئاً جديداً: فقد عملت على تمزيق الرأي العام الأمريكي من خلال حملات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى صراع معقد وبعيد بين ثلاثة من حلفاء واشنطن على الشواطئ الأمريكية”.
وأشار الموقع إلى أنه “في الوقت الذي اتخذت فيه دول الرباعي خطوات ضد الدوحة، بدأت السعودية والإمارات أيضاً جهوداً دعائية في الولايات المتحدة تهدف إلى إضعاف تحالف واشنطن مع قطر- التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط – مع تعزيز صورهم أيضاً”.
وسلط تقرير “بي آر آي” الضوء على موقع “قطر إنسايدر” الإلكتروني المناهض للدوحة الذي انطلق في العام الماضي، وأعلن عن نفسه “مصدرك الشامل للمعلومات عن أزمة قطر”، فقد دفعت إلى تدفق مستمر من “التضليل”، وغالباً ما تعتمد على رسوميات مضللة جذّابة في محاولة لجذب الجمهور. وأوضح أنه “لم يكن من أخبار عادية عندما دفعت اللجنة السعودية الأمريكية لشؤون العلاقات العامة (سابراك)، وهي مجموعة ضغط مؤيدة للسعودية غير مرتبطة رسمياً بالحكومة السعودية، 2.6 مليون دولار العام الماضي لشركة (بوديستا) التي تتخذ من واشنطن مقراً لها الآن، والتي تمارس الضغط للحصول على خدمات الشؤون العامة والتي تشمل إدارة الموقع الشبكي المناهض لقطر وما يرتبط به من خصائص على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأضاف تقرير الموقع الأمريكي إن شركة “سي سي إل سوشيال ليمتد”، التي تملكها الشركة الأم نفسها مثل شركة “كامبريدج أناليتيكا”، اتخذت نهجاً مماثلاً لمجموعة “بوديستا” عندما مُنحت عقداً بقيمة 333000 دولار للتواصل الاجتماعي نيابة عن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي سبتمبر الماضي، أنفقت الشركة أكثر من 60 ألف دولار على الإعلانات على “فيسبوك” و”يوتيوب” و”تويتر” وغيرها من المنصات على الإنترنت لتعزيز الوسم “#BoycottQatar” والربط بمزيج من المقالات التي تنتقد قطر إلى جانب التضليل الإعلامي. وأشار الموقع إلى أنه في الخريف الماضي، ظهر فيلم وثائقي تثقيفي بعنوان “قطر: تحالف خطير” على شبكة الإنترنت وتم توزيعه على الضيوف في حدث استضافه معهد هدسون المحافظ الذي شارك فيه ستيف بانون، المستشار الأقدم السابق للرئيس دونالد ترامب.
ووفقاً للموقع، فإنه كان للفيلم نزعة واضحة ضد قطر، لكنه قدم على أنه إنتاج أمريكي. لكن الوثائق التي قدمت إلى وزارة العدل في الأشهر الأخيرة تظهر أن الفيلم قدمته شركتان أمريكيتان دفعتهما شركة “لابيس” الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي شركة اتصالات مقرها دبي وعملت في الإمارات مع الحكومة.
وترأس إحدى هذه الشركات، أندريا وشركاؤه، تشارلز أندريا، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “بيل بوتنجر”، التي أنتجت أشرطة فيديو مزورة عن المسلحين العراقيين كجزء من حملة الدعاية التي شنتها الحكومة الأمريكية خلال فترة عمله مع الشركة. ودفع لأندريا وشركاءها مبلغ 565 ألف دولار مقابل دورهم في الفيلم الوثائقي المناهض لقطر. وحصدت أشرطة الفيديو التي تم تحميلها على قناة يوتيوب الفيلم ما يقرب من مليون مشاهدة. وأوضح الموقع الأمريكي أنه “عندما زار ولي العهد السعودي الولايات المتحدة في مارس، ظهرت مجلة تحمل صورته وتحتفل بعهده في 200 ألف منفذ في جميع أنحاء البلاد”.
وأنكرت السفارة السعودية علمها بالمجلة، وأنكرت الشركة التي نشرتها، الناشر الوطني “انكوايرر” شركة “أمريكان ميديا”، تلقي توجيهات من السعوديين.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في وقت لاحق نقلاً عن موظفين في شركة “أمريكان ميديا إنك”، أن المجلة كانت محاولة من قبل الرئيس التنفيذي للناشر للفوز بأعمال تجارية في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، كانت هناك أدلة على أن السفارة السعودية ومستشاري الأسرة المالكة السعودية قد تلقوا نسخاً متقدّمة من المنشور، ملمحين إلى أنهم شاركوا في إنشائه وتحديد نبرته.
وأكد موقع شبكة الراديو الأمريكية أن “هذه المحاولات تأتي لإغراء الرأي العام الأمريكي حتى مع وصول السعوديين والإماراتيين إلى أعلى مستويات السلطة في الولايات المتحدة – وكذلك القدرة على التأثير على سياسة واشنطن الخليجية”.
وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تواقتين إلى تعزيز علاقتهما مع مضيف تلفزيون الواقع السابق عندما تولى منصبه، على الرغم من انتقاده القاسي للإسلام والسعوديين”.