تأييد كتائب القسام.. تُهمٌ سعودية غريبة لمعتقلي الرأي

الرياض – وكالات: وجَّهت محكمة سعودية لأحد الدعاة أو معتقلي الرأي مجموعة من التّهم الغريبة؛ أبرزها زيارته لمخيمات النازحين وتقديمه مساعدات إغاثية، وتأييده لـ «كتائب القسام»، التي عُرفت بمقاومتها للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين. وبحسب ما ذكرت صحيفة «الحياة»، سلّمت المحكمة الجزائية المتخصّصة السعودية، أمس الأول الخميس، متهمَيْن سعوديَّيْن لائحة الدعوى مقدَّمة من النيابة العامة ضدّهما، وتشمل تهماً عدة. وكان نصيب أحد المتهمين من الاتهامات أكبر وأغرب من التهم الموجَّهة للمواطن الثاني، دون أن تذكر أسماءهم، إذ شملت التهم الموجّهة إلى الأول السعي إلى زعزعة النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية من خلال تبنّيه فكر وتوجّهات «الإخوان المسلمين» في المظاهرات، والخروج على ولاة الأمر، والسعي للتغيير، وتأييده حكومة قطر، وإظهار ذلك من خلال محاضراته ومشاركاته وتغريداته في موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و«تليجرام». وشملت التهم أيضاً «تخزين وإرسال» ما من شأنه المساس بالنظام العام، وسفره إلى دولة ممنوع السفر إليها دون إذن من الجهة المختصّة، وسفره إلى دولة آسيوية والمشاركة في إلقاء المحاضرات.
ومن التهم الغريبة الموجَّهة للمتّهم الأول دخول مخيمات اللاجئين السوريين دون إذن رسمي، والمشاركة في أعمال الإغاثة، وعدم الإفصاح عن الأرقام السرّية لأجهزة هواتفه، والانضمام إلى «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس». وتُعتبر هذه التهم هي الأغرب من نوعها؛ إذ تعمل جهات إغاثية وأشخاص يهتمون بتقديم المساعدة في عمل الخير على زيارة مخيمات اللاجئين التي تنتشر في عدد من البلدان. ويشكو نازحون من بلدان إسلامية مختلفة، كسوريا والعراق وميانمار، من ظروف سيئة يتعرّضون لها داخل مخيمات في مناطق نائية، من بينها عدم توفّر وسائل تقيهم من الظروف الجوية صيفاً وشتاءً، فضلاً عن انتشار الأمراض، لا سيما أن بينهم نسبة كبيرة من الأطفال. لذلك فإن اعتبار زيارة المخيمات وتقديم المعونة لهم تهمة يعدّ من غرائب التهم، كما علّق ناشطون على مواقع التواصل. كما أن اتهام الشخص بوجود ما يجرِّمه في هواتفه، بدليل عدم موافقته على إفشاء الرمز السري لهواتفه وعدم احترام خصوصيّته العائلية في الهاتف يُثير الكثير من النقد. فضلاً عن ذلك فإن اعتبار الانضمام إلى كتائب القسام «جريمة» تُعتبر من التهم المثيرة للغرابة؛ حيث تتبنّى كتائب القسام مقاومة الاحتلال الإسرائيلي عسكرياً لاسترداد الحقوق العربية والإسلامية التي اغتصبها الاحتلال الإسرائيلي، وتعتبر «كتائب القسام» أن الجهاد والمقاومة الوسيلة الأنجع لاسترداد الحقوق وتحرير الأرض، ومن أهدافها وثوابتها تحرير كل فلسطين من الاحتلال، وتؤكّد أن مقاومتها محصورة في الأراضي الفلسطينية.
وطلب المدعي العام في النيابة العامة من المحكمة الجزائية المتخصّصة إدانة المتهم بما أُسند إليه، والحكم عليه بالحد الأعلى من العقوبة، ومنعه من المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي والكتابة في الإنترنت، ومصادرة جهاز الحاسب الآلي المضبوط لديه، إضافة إلى الحكم عليه بعقوبة تعزيرية شديدة بليغة زاجرة له ورادعة لغيره لقاء باقي ما أُسند إليه، ومنعه من السفر، بحسب ما جاء في توصيات النيابة العامة. وخلال اليومين الماضيين، قدمت السلطات السعودية عدداً من الدعاة إلى محاكمات سرية، بينهم الشيخان «سلمان العودة» و«عوض القرني»، ووجهت لهم عشرات الاتهامات، وطالبت بإعدامهم بدعوى «الإرهاب»، في خطوة رفضتها جماعات حقوق الإنسان معتبرة أنها محاكمات «سياسية».