قطر تجاوزت الحصار و الشروط والإملاءات
دول الرباعي وصلت لقناعة بأن مخططاتها فشلت تجاه الدوحة
ما يحدث في المنطقة العربية والقرن الإفريقي له علاقة وثيقة بصفقة القرن

الخرطوم – عادل صديق:
قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية جامعة الجزيرة حسن حسين قاسم محمد، إن قطر أثبتت لكل العالم أنها دولة لديها قدرة وتأثير كبير في السياسة الإقليمية والدولية وذلك لعدة أسباب منها وعي القيادة وتماسك الشعب وتوفر الإرادة والخطط السليمة والدبلوماسية النشطة.
وقال فى حوار مع الراية “ إن قطر منذ بداية الأزمة الخليجية كان واضحاً لديها قدرة عالية على الصمود وقد تجاوزت بدرجة كبيرة موضوع الحصار ومسألة الشروط والإملاءات، واعتبر أنّ الحل الأمثل وهو الحوار لحلّ القضية، ودعا المنظمات والكيانات والقيادات الإقليمية والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى لعب دور إيجابي وموضوعي في سبيل حلّ الأزمة الخليجية.
ووصف رفض دول الحصار الحوار مع قطر بأنه غير مبرّر ولا يوجد سند قانوني وموضوعي يسنده، ولفت إلى أن دول الحصار وصلت لقناعة بأن مخططاتها تجاه قطر فشلت، ورغم ذلك ظلّت متمسكة بموقفها ولا ترغب في الاعتراف بفشلها، وأنها ستفقد الكثير في حالة استمرار موقفها في عدم الحوار وتسوية الخلافات.
وقال الدول التي تطالب بسحب كأس العالم من قطر تحركها دوافع ذاتية ونيران الغيرة السياسية والصراعات البينية أكثر من نظرتها إلى ما يمكن أن يحققه هذا التنظيم في دولة عربية.
فإلى نصّ الحوار:
• كيف ترى صمود قطر خلال الحصار وتجاوزها للأزمة؟
– في الحقيقة قطر أثبتت لكلّ العالم أنها دولة لديها قدرة وتأثير كبير في السياسة الإقليمية والدولية وذلك لعدة أسباب، منها وعي القيادة، وتماسك الشعب، وتوفر الإرادة، والخطط السليمة، والدبلوماسية النشطة، لذلك منذ بداية الأزمة كان واضحاً أن قطر لديها قدرة عالية على الصمود وقد تجاوزت بدرجة كبيرة موضوع الحصار ومسألة الشروط والإملاءات، لذلك فإنّ الحل الأمثل وهو الحوار لحل القضية وضرورة أن تلعب المنظمات والكيانات والقيادات الإقليمية مثل الكويت والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي دوراً إيجابياً وموضوعياً في سبيل حل الأزمة الخليجية التي تطال أمدها.
• دول الحصار ظلّت ترفض الحوار مع قطر.. كيف ترى ذلك؟
– هذا الرفض غير مبرّر ولا يوجد سند قانوني وموضوعي يسنده، وهذا الموضوع كان في بدايات الأزمة ولكن الآن أعتقد أن الظروف مواتية للحوار ولحل الخلاف والصلح خير، وفي اعتقادي أن دول الحصار وصلت لقناعة بأن مخططاتها تجاه قطر قد فشلت، ورغم ذلك ظلت متمسكة بموقفها ولا ترغب في الاعتراف بفشلها، لذلك هنا تمكن أهمية وجود طرف ثالث يساعد على الخروج من هذه الأزمة وحفظ ماء الوجه. لأن المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراع، خاصة مع الأزمة السورية واليمنية والليبية وغيرها، وأنّ دول الحصار ستفقد الكثير في حالة استمرار موقفها في عدم الحوار وتسوية الخلافات.
• قطر تستضيف بإذن الله مونديال 2022م كأول دولة عربية.. كيف ترى هذا الحدث.. وما قولكم في مطالبة بعض الدول بسحب كأس العالم من قطر؟
– استضافة قطر لمونديال 2022م هو حدث كبير وفخر لكل المنطقة العربية، وإن ذلك سوف يؤدّي إلى تغيير نظرة العالم للمنطقة بدلاً من الحروب والدمار والصراعات إلى رحاب الاستقرار والنماء وصورة جديدة في المخيلة الدولية للدول العربية، لذلك يجب دعم قطر لتحقيق هذا الإنجاز الفريد والجديد في المنطقة، وأن الدول التي طالبت بسحب كأس العالم من قطر، تحركها دوافع ذاتية ونيران الغيرة السياسية والصراعات البينية أكثر من نظرتها إلى ما يمكن أن يحقّقه هذا التنظيم في دولة عربية.
• كيف ترى الدور السعودي الإماراتي بشأن صفقة القرن؟
– إن ما يحدث في المنطقة العربية والقرن الإفريقي وفي البحر الأحمر له علاقة وثيقة بموضوع صفقة القرن، لذلك سعى التحالف إلى إعادة هيكلة وترتيب القرن الإفريقي والبحر الأحمر بما يتّفق ومصالحه الإستراتيجية، ومن بينها صفقة القرن، لذلك كثر الحديث في التحالف في الفترة السابقة عن ضرورة إنشاء قاعدة الشراكة في حماية الاستقرار والأمن العابر للحدود، النقطة المهمة في هذا الموضوع هو عدم وضوح طبيعة صفقة القرن، لمعرفة آثارها على مستقبل دول المنطقة، لذلك نجد أن جوانب الغموض في الصفقة أعلى من جوانب الوضوح، في اعتقادي أن المستقبل ليس في صالح الصفقة ولا دولها وأن التطورات التي تحدث في البيت الأبيض الأمريكي ومستقبل ترامب سوف تحدّد بدرجة كبيرة مستقبل الصفقة وتطورات المنطقة، فإذا افترضنا أنّ الأوضاع في الداخل الأمريكي أدّت إلى ذهاب ترامب من الرئاسة بأي شكل من الأشكال أو تحجيم دوره فإنّ ذلك سوف ينعكس بشكل مباشرة أو غير مباشر على صفقة القرن وطبيعة السياسات الأمريكيّة في المنطقة.