صفحات منوعة
جذورها تعود إلى الحضارة الفينيقية

الدبكــــــة.. لـؤلــؤة التــراث الشـــعـبي اللبـناني

تتميز بكثرة حركاتها وتُقام في الحفلات والأعياد والأعراس

طرق تأديتها تختلف حسب الموسيقى وتتم بمجموعة من النساء والرجال

دبكة بعلبك تتميز بتوقيع الخطوات وسرعة الحركة وقوة الخبطة

يوم وطني للدبكة تتبارى فيه الفرق من مختلف مناطق لبنان

أول مهرجان لـ الدبكة الشعبية أقيم في بعلبك عام 1957

عماد حلاوي: الفنون التي تغزونا لن تؤثر على الدبكة

يولا نجيم: تطويرها للحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار

فؤاد الحلو: الدلعونا والهوارة والغزيل والبداوية.. أبرز أنواعها

بيروت – منى حسن:

يشكل الرقص الشعبي في لبنان، أو ما يُعرف باسم “الدبكة اللبنانية” فناً ارتبط بعادات وتقاليد الشعب اللبناني الذي ورثه منذ الحضارة الفينيقية ليصبح محل اعتزاز وفخر لجميع اللبنانيين كثقافة تّصدر إلى الخارج. والدبكة هي رقصة فولكلورية شعبية تمثل لؤلؤة التراث الفلكلوري للبنان.

وتنظم جمعية «جبلنا» سنوياً «اليوم الوطني للدبكة»، وذلك ضمن «مهرجان جبلنا» الذي انطلق عام 2007 في منطقة معاصر الشوف في أعالي الجبل اللبناني المعروفة بأشجار الأرز المعمرة، بهدف تعزيز الحفاظ على التراث.

وتشارك في اليوم الوطني للدبكة فرق من المناطق اللبنانية المختلفة، وتتبارى في تقديم أجمل العروض أمام لجنة مؤلفة من نخبة من وجوه الفن والرقص، وتتخلله مسابقة أجمل أداء مرتجل.

وقالت رئيسة جمعية جبلنا يولا نجيم إن الهدف من تنظيم مسابقة الدبكة ليس اختيار أفضل فرقة فحسب، بل حثّ الفرق اللبنانية على تطوير هذا الفن والحفاظ عليه وحمايته من الاندثار .

والدبكة قديمة في لبنان، إلا أنها بدأت تتطور منذ عام 1957 عندما أقيم أول مهرجان لها في مدينة بعلبك في البقاع، ومن حينها بدأ هذا الفن ينتشر داخلياً وخارجياً عبر فرق لبنانية راقصة.

وتتميز الدبكة بكثرة حركاتها وخطواتها وهي تختلف طبقاً للموسيقى المؤداة وتقام في الأعراس والحفلات والأعياد وغيرها سواء كان ذلك في المدينة أو في الريف إلا أن فحواها الرئيسي هو المحافظة على التراث.

وارتبط الرقص الفولكلوري خصوصاً بسكان جبال لبنان والبقاع وبعض قرى الجنوب إذ تعتبر الدبكة التقليدية عندهم تراثاً يجابهون به غزو الموسيقى والرقص الغربي الذي دخل المجتمع اللبناني.

وقال أستاذ الرقص اللبناني عماد حلاوي إنه مهما غزت لبنان من فنون فإن ذلك لن يؤثر على تراثنا وحضارتنا بل يمكن الاستفادة منه ورأى أن الدبكة كانت موجودة منذ القدم وورثت عن الأجداد والآباء.

وأشار إلى أن الرقص الشعبي هو تعبير عن حالات معينة مثل الفرح والحزن، وإن كل ذلك مبني على أحاسيس الإنسان، معتبراً أن نجاح الرقصة الشعبية واستمرارها يكمن في خلق أعمال جديدة مبنية على قوانين وقواعد الدبكة.

أما المدرب فؤاد الحلو فقال إن للدبكة أنواعاً منها “الدلعونا” و”الهوارة” و”الغزيل” و”البداوية” و”السويلي” و”الحدو” وتختلف طرق تأديتها حسب الأغنية أو اللحن ولا تقام إلا بمجموعة متراصة من النساء والرجال وكلما كان العدد أكبر تصبح الدبكة أجمل.

وتعتبر رقصة “الدلعونا والهوارة” في محافظتي جبل لبنان والبقاع وبعض قرى الجنوب الأكثر شيوعاً بين أنواع الدبكة نظراً لحماستها وجمال تأديتها وتقام خصوصاً في الأعراس وفي الساحات وعلى المسارح في المدينة على ألحان آلات موسيقية محلية مثل الطبلة والمجوز والناي والمنجيرة والدف.

يقول محمد العبد الله 19 سنة وهو راقص في فرقة الأرز إنه يعتبر الدبكة متعة ولم يمر عليه يوم دون ممارستها ويفخر بأنه استطاع إقناع رفاقه بدخول الفرقة معه وهم بصدد تحضير أنفسهم لجولة استعراضية في أوروبا.

وأشار إلى أن الدبكة عادت لتتصدر الحفلات والمناسبات في لبنان من أعراس وغيرها، وثمة إقبال على تعلمها.

ومن المعروف أن الأخوين رحباني قدما بالتعاون مع عائلة جرّار، نسخاً لبنانية مختلفة من الدبكة في أعمالهم القليلة الأولى.

وتعتمد وزارة الثقافة اللبنانية فرقاً عدة للدبكة للمشاركات الخارجية أبرزها: «برجا للفنون»، و«الفرسان للفنون الشعبية»، و«أصايل»، «موليا للرقص الشعبي»، و«فهد العبد الله للرقص الشعبي»، ومن الملاحظ أن دبكة الناس العاديين تختلف عن تلك التي تقدمها الفرق المحترفة، كفرقة «كركلا» الشهيرة وذات الطابع الشعبي. والفرق المحلية أصبحت كثيرة وباتت توظف مهاراتها في حفلات الأعراس، وحتى في بعض الحفلات الخاصة أو الفيديو كليبات الغنائية كما هي حال فرقة «هياكل بعلبك» التي شاركت في كليبات لنانسي عجرم، وعاصي الحلاني، وملحم زين، وتتميز «الدبكة» البعلبكية بتوقيع الخطوات وسرعة الحركة وقوة الخبطة.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X