عمان – أسعد العزوني:

قال الفنان غسان العياصرة رئيس ومؤسس الجمعية الخضراء لحماية الطبيعة والبيئة إنه يستخدم بذور الزيتون والتمور وقشر البيض والطين والحطب الجاف، وحتى أكياس الشيبس لصناعة تحفه الفنية مثل مجسم مسجد قبة الصخرة.

وقد شارك العياصرة في أكثر من 300 مهرجان في الأردن وخارجها لعرض أعماله وأحدث مشاركاته كانت في مهرجان جرش للثقافة والفنون.

الراية  التقته وتحدثت معه عن تحويله كل ما يلقى في القمامة إلى تحف فنية رائعة.

وإلى التفاصيل:

ما هي المخلفات التي تستخدمها في صناعة تحفك الفنية ؟

قشور البيض وبذور الزيتون وبذور التمر واللوزيات والحجارة والطين والتراب والأعشاب اليابسة ونجارة الخشب، إضافة إلى بقايا ومخلفات المنزل والأثاث المستهلك والأحذية المستهلكة والمعلبات المعدنية والبلاستيكية الفارغة وبقايا ومخلفات الحروب مثل شظايا قذائف.

ماذا تعني بشعار .. لا تلق شيئاً من الرخيص والنفيس ؟

أعني به الحفاظ على البيئة عن طريق إعادة تدوير مخلفاتها، وألا يتم إلقاؤها في القمامة أو في البرية حيث يكون ضررها كبيراً على البيئة، لذلك فإنني اعتمد على المخلفات في إنتاج التحف الفنية الجميلة والثمينة في نفس الوقت.

متى بدأت العمل في مجال الفن البيئي وكيف اهتديت إلى الفكرة ؟

بدأت العمل بهذا المجال قبل ٢٥ سنة ، وبما أنني أعيش في ساكب هذه القرية الجميلة الوادعة المحاطة بالجبال الخضراء والغابات الكثيفة الجميلة في منطقة جرش شمال العاصمة، كنت أهيم عشقاً بها لدرجة أنني كنت أخرج وأتجول في الغابات بشكل يومي إلى درجة أن البعض اتهمني بالجنون.

وكنت في كل جولة أحضر معي بعضاً من مخلفات الطبيعة كلحاء الشجر وبقايا الأغصان والأعشاب اليابسة والحجارة، وفي البيت أعيد تشكيلها وأصنع منها أجمل التحف.

ذاع صيت فني فتمت دعوتي لأحد المعارض ونجحت مشاركتي، وأخذت الدعوات تنهال عليّ من كل حدب وصوب، حتى تجاوز رصيدي من المعارض والمشاركات أكثر من ٣٠٠ معرض ومشاركة، واستطاع فني أن يفرض نفسه على الساحة الفنية ، وشاركت بمعارض في إيطاليا وكوريا وقطر وإسبانيا.

كيف تحصل على خاماتك ؟

أحصل على خاماتي عن طريق الأقارب والأصدقاء والزملاء والجيران وبعض المتابعين لفني، فالجميع يجمع لي المخلفات ويرسلونها لي، وكذلك فإن مدارس كثيرة تجمع لي المخلفات المدرسية وأحضرها بنفسي بعد أن يتصلوا بي، كما أنني كما قلت لك أجمع المخلفات بنفسي من الغابات والبرية عموماً.

حدثنا عن أبرز أعمالك الفنية من المخلفات البيئية؟

أبرز أعمالي الفنية مجسم عملاق مقتبس عن مسجد قبة الصخرة المشرفة في القدس المحتلة، وزنه نصف طن وارتفاعه متران، ويجلس فيه بحالة القرفصاء ٨ أشخاص بحرية تامة، وقد استغرق العمل به أكثر من ٣ سنوات بواقع ٦ آلاف ساعة عمل، واحتجت لنصف مليون من بذور الزيتون والتمر، وقمت بتزيينه بقشور البيض والزجاج المكسر الملون ومخلفات وبقايا أعمال الزجاج.

ما هي قصتك مع أكياس الشيبس ؟

هذه الخامة المنتشرة بشوارعنا وساحاتنا تشكل لنا مشكلة تلوث بيئي وبصري في آن واحد، وقد انزعجت جداً من هذه الأكياس المستهلكة القبيحة وبحثت عنها وعلمت أنها لا تتحلل بالطبيعة، وأن لها ضرراً كبيراً علينا في حال انتشرت بشكل عشوائي، فبحثت في الشبكة العنكبوتية لأجد فكرة الخلاص منها ولم أوفق لعدم وجود أي حل لهذه المشكلة البيئية، وبعد ٣ شهور من الإجهاد والجهد المتواصلين اكتشفت طريقة لتحويلها لمجسمات وتحف ثمينة، وقمت بصناعة مجسم الحرم المكي من أكياس الشيبس المستهلكة.

لك لوحات من المخلفات تحكي قصة الإنسان في جرش.. حدثنا عنها ؟

هذه اللوحات تحكي قصة الإنسان بجميع صفاته وتصرفاته القبيحة والطيبة ومنها الغنى والفقر وجميع تناقضات الإنسان، وقصة لوحاتي بدأت من جرش ولولا جرش وطبيعتها الخلابة لما ظهر هذا الفن الذي أبدعت فيه، فهي تمتاز بجمال المكان وطيبة وروعة الإنسان، وقد أثّرت بي وبفني بشكل كبير، وأهل جرش يشجعونني ويثنون عليّ ويطلبون مني الاستمرار.

كيف تصنع من المخلفات أشياء جميلة ؟

بصراحة لا أجد أي بشاعة في تلك المخلفات ،عكس ما يراها الناس، فأنا أستغل حاستي السادسة لاكتشاف الجمال المختفي بين جنبات تلك المخلفات، ولا أجد أي مبرر لإلقائها في سلة المهملات، ومن يلقيها كمن يلقي نقوده بالشارع.