القاهرة- وكالات: بعد دعوة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور جمال حشمت، لتوحيد المعارضة تحت قيادة ثورية واحدة؛ يثار التساؤل حول أسباب فشل المعارضين المصريين بالاتفاق حول شخصية قيادية يلتف حولها الجميع. وفي تصريحات، دعا حشمت، لإعلان قيادة موحدة للثورة بالخارج، لمخاطبة العالم باسم الثورة المصرية، مشددا على ضرورة وجود رأس للإدارة والتنسيق بين جميع القوى الثورية، بصورة أشخاص أو هيئات. وفي تعليقه على أسباب فشل المعارضة باختيار قيادة ثورية، يراها الكاتب الصحفي جمال الجمل، في غياب رؤية العمل المشترك، والإيمان بقيمة الاعتصام على مبادئ الحق ومصلحة الناس، داعيا، إلى أن تتطهر القلوب وتتوحد الصفوف، مؤكدا أنه لا نجاة لشعب منقسم.

ويرى الكاتب الصحفي، سليم عزوز، أن هناك عدة اعتبارات تحول دون ذلك، مشيرا إلى أن اختيار قيادة من الداخل سيمكن النظام من التخلص منه سريعا، سواء بالاعتقال، وبحبس غير محدد المدة، موضحا أن المعارضة تعلم ذلك؛ ولهذا لا يوجد أحد يذهب برجليه لتهلكة محققة. وأضاف، أن اختيار شخصية من الخارج أمر مرفوض داخليا؛ لأن نظام السادات نجح بشيطنة المعارضة الخارجية وباعتبارها تعمل ضد الدولة، مبينا أنه وللأسف فإن المعارضة الآن تساهم بدون تفكير منها بعملية الشيطنة؛ باعتبار أن الوطنية تلزم بالمعارضة من الداخل حتى وإن كانوا هم أنفسهم لا يأمنوا على أرواحهم. وأشار عزوز، لوجود شرخ بين قوى الثورة ساهم كل فريق منه بنصيب، موضحا أنه وبالتالي فإن فكرة الإجماع على شخصية قبل تصفية ما بالنفوس عمل صعب ويحتاج لجهد لم يبذل ولا نية لبذله. ووصف الوضع الحالي للمعارضة بقوله إن القوى المدنية لديها حساسية من عودة الاصطفاف مع التيارات الدينية، لأنها تدرك أن هذه التيارات قد تتمسكن لتتمكن، وتجيد لعبة الانتخابات ولا تجيد غيرها؛ ومن هنا تكون هذه القوى قد ساهمت بالتوافق بحمل الإسلاميين للسلطة مع استبعاد نفسها من المشهد.

ويعتقد الكاتب والمفكر عزت النمر، أن نخبة رافضي الانقلاب فشلت ببناء هوية واضحة ومحددة لها، فلا هي تبنت الخيار الثوري وقدمت مشروعا ثوريا قادر على المواجهة وإثبات وجودة بالميدان، ولا هي امتلكت زمام مشروع سياسي قادر على مخاطبة الداخل أو الخارج. وقال النمر، إن الفشل بأداء نخبة رفض الانقلاب عموما؛ أعزوه لأمرين أولهما: أن القوى التي تملك الحشد وتستطيع تجييش الشارع ولديها قيادات مؤثرة بالداخل ربما تعاني ضعف الرغبة أو غياب الإرادة الثورية والتردد تخوفا من تبعة جراءة ربما لا تملكها القيادة الحالية، موضحا أن الأمر الآخر يتلخص بانتفاخ غير مبرر تتولى كبره رموز وأسماء سياسية أكاديمية تسعى من خلاله للاشتراط على المستقبل وممارسة نوع من الإقصاء للغير والوصاية على الشعب.