تفـوق السـد والـدحـيل.. شمّاعــة الفشـل
التحجج بالإمكانيات غير مقبول من فرق بحجم الريان والغرافة
المدرب يعطي لاعبيه مبرّرات مُسبقة للخسارة وعدم الاجتهاد

متابعة – السيد بيومي : بات الحديث عن تفوق السد والدحيل والفارق الكبير في الإمكانيات بينهما وبين باقي الأندية أشبه بالأسطوانة المشروخة والشمّاعة التي يعلق عليها كل مدرب فشله في تحقيق الفوز عليهما أو عدم الخسارة بنتيجة كبيرة.
وإذا كانت حسابات المنطق والإمكانيات تقول إن خسارة فرق مثل الخور والخريطيات فإن تلقي أندية مثل الريان والغرافة هزائم ثقيلة ليس له ما يبرّره، ومن غير المقبول الحديث عن فارق الإمكانيات لما يمتلكه الفريقان من قوة جماهيرية وتاريخ كبير في منافساتنا المحلية.
والمتابع لتصريحات المدربين قبل المواجهة مع الناديين الكبيرين سيجد أنه يعطى لاعبيه مبرّرات مُسبقة للخسارة ويجهض أي محاولات قد يقوم بها اللاعبون للوقوف جنباً إلى جنب ومنازلة لاعبي السد والدحيل.
والأمثلة كثيرة منذ انطلاق الدوري هذا الموسم خاصة مع الفرق التي تتلقى خسائر كبيرة ..وبدلاً من أن يقول المدرب إنه مسؤول أو أنه أخطأ فإنه يقول إن السد لا يُقهر وإن الدحيل غير قابل للخسارة.. وخرج عن تلك القاعدة التونسي ناصيف البياوي مدرب الخريطيات السابق والذي قال عقب الخسارة بسداسية أمام السد: المباراة لعبت على جزئيات بسيطة جعلت السد يحقق الفوز الكبير كما أننا سلّمنا المباراة للسد في الربع ساعة الأخيرة، وأضاف: أنا أتحمّل هذه الهزيمة الثقيلة التي تعرّض لها الفريق لأنني المسؤول عن الفريق.. واعتبر أن خسارة فريقه الثقيلة ليست نهاية العالم والخسارة بسداسية مثل الخسارة بهدف لأن الفريق خسر ثلاث نقاط.
لكن مواطنه عادل السليمي مدرب الخور السابق وعقب تلقي خسارة سداسية من الدحيل ورغم اعترافه بالأخطاء في فريقه إلا أنه قال أيضاً: الدحيل فريق مختلف عن الأندية الثانية وعلى المستوى البدني كانوا أفضل منا ونحن نعرف مشكلاتنا على المستوى الدفاعي.
السليمي سار على نفس الدرب والذي يرى أن السد والدحيل من كوكب آخر ولا يمكن منافستهما وهذه هي المشكلة الكبرى والتي تخفّض سقف الطموح لدى اللاعبين وتزكّي الإحساس بأن الدوري منته إكلينيكياً وهو ما يؤدي في النهاية إلى تراجع المستوى ويزيد من احتمالات تكرار النتائج الكبيرة أمام الفريقين الكبيرين.
لكن في المقابل هناك في بعض الأحيان نتائج لا ينفع معها استخدام تلك الشمّاعة والتي تكون أشبه بدفن الرؤوس في الرمال، والمثال على ذلك عندما فاز السد على العربي بنتيجة 10-1 وهي بكل المقاييس كارثة لم يجد معها لوكا بوناسيتش مدرب العربي بداً بالاعتراف قائلاً: لقد تلقينا خسارة قاسية وصعبة ولا أجد تفسيراً لهذه الخسارة الثقيلة بعشرة أهداف مقابل هدف، وأضاف: في الحقيقة أشعر بخيبة أمل كبيرة لهذه الخسارة الكبيرة، وقال: لقد حضّرنا الفريق بصورة جيدة على المستوى التكتيكي ولكن للأسف لم يظهروا بالمستوى المطلوب ولم ينفذوا التعليمات، وهناك بعض اللاعبين في الفريق يلعبون لأنفسهم، وطالبت منهم عدم اللعب بشكل مفتوح أمام السد ولكن للأسف الفريق لم يكن في يومه ولم يقدّم المطلوب منه في الملعب وأنا شخصياً أحاول أن أجد تفسيراً.
التباين الواضح في ردود أفعال المدربين يؤكد أن المشكلة لا تكمن بأي حال من الأحوال في تفوق السد والدحيل بقدر ما هي قلة حيلة المدربين وتواضع طموحاتهم واتخاذهم الطريق السهل، فمثلاً قال الإسباني مورسيا مدرب الشحانية بعد الخسارة من السد برباعية نظيفة: الأهداف المبكرة بعثرت أوراقنا، فعندما تواجه فريقاً كبيراً مثل السد وتدخل مرماك أهداف مبكرة تصبح الأمور أكثر صعوبة في باقي المباراة، وهذا ما حدث حيث إننا عانينا في الشوط الأول بصورة كبيرة بسبب الأهداف المبكرة.
أكد أن تلك النغمة تقتل المتعة.. حسين الرميحي:
شخصية المدرب تحدد تصريحاته
أكد حسين الرميحي حارس نادي قطر والمنتخب السابق أن مسألة التسليم بالتفوق المُسبق للسد والدحيل من شأنه أن يقتل المتعة وينهي التنافس بين اللاعبين.. وقال: الأمر يرتبط بشخصية المدرب وتعامله مع تلك المباريات ومع التسليم بتوافر كافة العناصر لفريق مثل السد من لاعبين دوليين وجهاز فني على أعلى مستوى وجماهير عريضة فإنه من المفترض أن يكون الملعب هو مكان التنافس وأن يحاول كل مدرب دفع لاعبيه للقتال بدلاً من إعطائهم إشارة للتكاسل وعدم التنافس وتكون النتيجة تلك النتائج الكبيرة التي شاهدناها مؤخراً. وأضاف الرميحي: منذ قديم الأزل وهناك فرق قمة وأخرى فرق وسط وثالثة تنافس على الهبوط لكن لم نكن نسمع تلك النغمة، وكنا نشاهد مباريات قوية بين فرق الوسط والقاع مع فرق المقدّمة وهذه هي المتعة في كرة القدم، وأرى أن تلك النغمة ليست مقبولة وأتمنى أن يتم التصدي لها وأن يعي المدربون أن من صميم عملهم هو اللعب والتنافس وبذل الجهد، أما النتيجة فهي بيد الله ، وعليهم فقط أن يعملوا بدلاً من البحث عن حجج وشمّاعات للخسارة.