السعودية تورّط إسبانيا بجرائم حرب اليمن
إسبانيا – وكالات: نشرت صحيفة “البايس” الإسبانية تقريراً، قالت فيه إن الحكومة الإسبانية كانت قد وقّعت على صفقة سريّة ومثيرة للجدل، لبيع 400 قنبلة موجّهة بالليزر للمملكة العربية السعودية، مع تقديم الدعم اللوجيستي لها في حربها في اليمن، حيث كانت مدريد حينها تعتقد أن الحرب ستكون مجرّد نزهة. وأضافت أنه مع تزايد كلفتها الإنسانية وغياب الحسم، اضطرت إسبانيا لتجميد تلك الصفقة، دون أن تعلن صراحة عن سحبها لدعمها للسعودية. وقالت الصحيفة، في تقريرها: إن إسبانيا تورّطت بشكل سريّ في حرب اليمن، من خلال بيعها 400 قنبلة للمملكة السعودية، إلا أن قرار إيقاف هذه الصفقة سرعان ما تراجعت عنه الحكومة الإسبانية، مخافة أن يؤدي لتدهور العلاقات بين البلدين، ويدفع الرياض لتجميد عقود تسلح أخرى بقيمة ملايين الدولارات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الحكومة الإسبانية قوله: “إن تلك الصفقة لم تكن فكرة جيدة، فقد كانت قراراً سياسياً أظهرت من خلاله إسبانيا دعمها للتحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن، فيما حرص رئيس الحكومة السابق ماريانو راخوي على إبقائها طي الكتمان”.
واعتبر معد تقرير الصحيفة، ميجال جونزاليس، أن إسبانيا فشلت في إدارة الأزمة التي اندلعت مع الرياض، عند تجميد صفقة تسليم 400 قنبلة عالية الدقة، في قرار خشيت الحكومة من أنه قد يؤدي لإلغاء عقود مُبرمة مع شركة “نافانتيا” الحكومية لصنع خمس سفن حربية، مقابل مبلغ يفوق 1800 مليون يورو. وتبدو هذه الصفقة غير طبيعية، وقد أحاطت بها السريّة، وهو ما يطرح عدة تساؤلات حول أسبابها الحقيقية، والسر الذي قد يدفع إسبانيا لتبيع للسعودية أسلحة أمريكية الصنع.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على هذه العملية، قوله: “إن هذه الصفقة لم تكن مجرّد بيع للأسلحة، بل هي طريقة لتقديم الدعم اللوجيستي للتدخل السعودي في اليمن، بشكل يشبه الدعم الذي قدّمته إسبانيا للقصف الأمريكي في سوريا”. وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن هذا التحالف حظي بدعم القوى الغربية. ولم يكن هذا الدعم الغربي فقط سياسياً، حيث إن الولايات المتحدة وبريطانيا اعترفتا بأنهما قدّمتا مساعدة استخباراتية ولوجستية للرياض، بناءً على المعلومات التي يتم جمعها من الأقمار الصناعية ووسائل مراقبة أخرى. وأكدت الصحيفة أن الأمر ذاته ينطبق على إسبانيا، التي وافقت على إرسال 400 قنبلة موجهة بأشعة الليزر إلى السعودية. والفرق الوحيد هو أن مدريد، على عكس واشنطن ولندن، لم تعلن صراحة دعمها للتدخل العسكري السعودي في اليمن. ووقع هذا العقد في شهر مايو أو يونيو من العام 2015، أي بعد ستة أشهر من الانتخابات العامة الإسبانية. ونقلت الصحيفة عن هذا المصدر قوله: “كان الجميع يعرفون الطرف الذي تنحاز إليه إسبانيا، ولكنها كانت مُجبرة على التظاهر بالحياد، فهي تسعى للحفاظ على علاقات جيدة مع الرياض، دون إثارة غضب طهران”.