أبوظبي تجند أبناء العرب الرحل للقتال كمرتزقة في اليمن

لندن – وكالات: كشفت مصادر ليبية عن قيام الإمارات بتجنيد أبناء القبائل العربية الرحل في كل من تشاد والنيجير للزج بهم في الحرب اليمنية إنابة عن جيشها. وتحدث أبناء حي كامبو الطيولي بمدينة سبها بأقصى الجنوب الليبي علنا عن هذه المعلومات وأكدت وجود عمليات تجنيد للشباب وسط مجموعة من العائلات التي تنتمي إلى قبائل العرب الرحل المنتشرة حتى في كل من تشاد والنيجر الذين يعيشون على الرعي وتجارة التهريب على الحدود الجنوبية، وخاصة السجائر والمهاجرين غير الشرعيين الحالمين بالسفر إلى أوروبا.
وقال بوست عربي أنه منذ اندلاع الحرب في اليمن، فُتحت أمام هؤلاء الشباب أبواب جديدة قلبت حياتهم رأساً على عقب من خلال عروض من شركات إماراتية بتعويضات تتراوح ما بين 900 دولار و3000 دولار، إضافة إلى الحصول على الجنسية الإماراتية مقابل عروض عمل في شركات أمنية إماراتية». وأوضح الموقع أنه تم رصد زيارة لوفد من رجال الأعمال للنيجر، في ينايرالثاني 2018، حيث التقوا هناك زعامات قبلية عربية، واستطاعوا تجنيد 10 آلاف من أبناء هذه القبائل، التي تعيش متنقلةً ما بين ليبيا وتشاد والنيجر.
رِقٌّ.. واتجــار فـــي البشــــر
الناشط الحقوقي التشادي شريف جاكو، المقيم في باريس، أكد بدوره هذه المعلومات مضيفاً: لديَّ معلومة بأن أبوظبي تجند أبناء القبائل العربية، عبر وكلاء من رجال الأعمال الأفارقة المقيمين بالخليج، تجنيد أكثر من 150 شاباً تشادياً من الجالية المقيمة بمدينة سبها (جنوب ليبيا)، والذين يتحدثون العربية بطلاقة، وملامحهم تشبه إلى حد كبيرٍ، ملامح الإماراتيين».
وأكد أن المجندين تم الزج بهم في حرب اليمن، وأنه كناشط حقوقي يتابع هذه القضية من مدة، معتبراً أن ما تقوم به الإمارات يندرج في إطار الرق والاتجار بالبشر، ويطالب الناشط الحقوقي المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لمنع هذه «الجريمة المروعة، القائمة على استغلال الفقراء وزجّهم في حروب دموية ليموتوا لصالح الأغنياء. وأضاف أنه يتوفر على ملفات موثقة لشباب تم خداعهم والتغرير بهم وزجّهم في المناطق الساخنة باليمن ليموتوا.
حملة لمنع تجنيد القبائل
العربية في الدولتين في حرب اليمن
قال الناشط التشادي إن حملة وسط النشطاء التشاديين قد انطلقت على الإنترنت، تحذر الشباب من أن أبوظبي تجند أبناء القبائل العربية في وسط إفريقيا لتزج بهم في حرب اليمن، أبرزها فيديو للناشط محمد زين إبراهيم، حذر فيه الشباب التشادي والنيجيري من عروض العمل تلك، معتبراً أنها في الحقيقة، تجنيد للمشاركة في حرب اليمن ومقاتلة شعبها العربي والمسلم من أجل دولارات بخسة، مضيفاً أن عرب الخليج، خاصة الإمارات والسعودية، لم يكلفوا أنفسهم يوماً عناء التعرف على عرب الصحراء، واليوم يدعونهم لنصرتهم والقتال إلى جانبهم في اليمن! .
مواصفات وسحنات خاصة للمجندين للتشبه بالإماراتيين
تؤكد المواصفات التي يشرحها محمد زين بضرورة أن ينتمي المجندون إلى قبائل التشاديين العرب الرعاة، الذين يمكن من سحنتهم أن يتحولوا إلى إماراتيين، وخاصة على الحدود الليبية في مدينة سبها جنوباً، التي يقطنها العديد من قبائل الرحَّل العرب المتنقِّلين بين النيجر والتشاد، حيث يعرض الوسطاء على الشباب إما عقود عمل في شركات الحراسة ليجدوا أنفسهم بساحات الحرب في النهاية، وإما مبالغ مالية تصل إلى 3 آلاف دولار، تعرض عليهم مباشرةً إذا ما قبلوا الذهاب إلى القتال في اليمن. وبالنسبة إلى محمد زين، فإن حرب اليمن، التي كانت تظنها الإمارات والسعودية نزهة عسكرية، تحولت إلى حرب استنزاف، وقال إن الإمارات، وبعد طول زمن الحرب في اليمن وتفاقم الخسائر خاصة البشرية، أصبحت تجند أبناء القبائل العربية وسط الدول الإفريقية الفقيرة، وخصوصاً تلك التي أظهرت تعاوناً معها في أزمتها مع قطر، وعلى رأسها تشاد والنيجر.
التحذير من الموت من أجل حفنة دولارات
اعتاد محمد زين إبراهيم، الناشط التشادي على مواقع التواصل الاجتماعي أن ينشر مقاطع فيديو تتناول قضايا تمس الشباب التشادي الناطق باللغة العربية ووجَّه تحذيراً للشباب من استغلالهم في حرب دموية ليست حربهم. الحرب التي يتحدث عنها إبراهيم، هي حرب اليمن.وأضاف الناشط التشادي أنه اكتشف ما سماه المؤامرة، إثر عودة دفعة من المغرَّر بهم من التشاديين الذين أُرسلوا إلى الإمارات بعد أن تم خداعهم، فعقود عملهم موضَّح فيها أنهم ذاهبون لحراسة آبار النفط والمباني الحيوية هناك مقابل مبالغ طائلة، وعندما تم عرضهم على الإماراتيين طلبوا إعادتهم إلى تشاد وجنوب ليبيا؛ لأنهم ليسوا بالمواصفات التي تريدها الإمارات.
خداع المجندين وإرسالهم
إلى اليمن بزي عسكري إماراتي
كشفت مصادر مقربة من عائلات المجندين الذين سافروا إلى الإمارات أن أبوظبي تجند أبناء القبائل العربية التشادية والنيجيرية، وإلباسهم الزي العسكري الإماراتي، ويتم توزيعهم على جبهات القتال في اليمن على أساس أنهم عناصر من الجيش الإماراتي، وتقول عائلات المجندين إن أبناءها يتم خداعهم عبر إقناعهم بأنهم ذاهبون إلى الإمارات للعمل في الشركات الأمنية الموجودة هناك بمبالغ وامتيازات خرافية، ولكن يتم إرسالهم لليمن كجنود إماراتيين، وبعد اكتشاف هذا الأمر، أصبحت الإمارات تعتمد على وكلاء في التجنيد، منهم شخصية دبلوماسية تشادية.