عواصم- وكالات: كشفت رسالة مسربة عن تفاصيل تتعلق بتدهور الحالة الصحية لمرشد جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع وتعرضه لاعتداء من أحد ضباط الأمن الوطني في سجن طرة. وظهر المرشد العام محمولاً على مقعد خشبي ولا يستطيع الوقوف خلال ظهوره الأخير الأربعاء الماضي بإحدى جلسات محاكمته ضمن القضية المعروفة إعلامياً باسم “اقتحام الحدود الشرقية”. وتروي الرسالة المسربة قصة الاعتداء على بديع (75 عاماً) حيث توضح أن الأمر بدأ بوصول الضابط الجديد بالأمن الوطني مروان عبد الحميد، حيث استدعى عدداً من سجناء الإخوان -بينهم وزير سابق في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي- لسؤالهم عن بيان منسوب لجماعة الإخوان، لكنهم رفضوا التجاوب معه.
وكانت الجماعة أصدرت منتصف أغسطس الماضي بياناً حمل عنوان “تعالوا إلى كلمة سواء.. وطن واحد لشعب واحد”، دعت فيه لحوار وطني شامل للخروج من الأزمة في مصر، وأكدت أن أفضل طريق للخروج من النفق المظلم هو عودة الرئيس محمد مرسي للحكم على رأس حكومة ائتلافية متوافق عليها، وذلك لمدة يتم خلالها تهيئة البلاد لإجراء انتخابات حرة نزيهة. وتضيف الرسالة أن الضابط توجه إثر ذلك إلى زنزانة المرشد العام بصحبة ضابط آخر قادم من خارج السجن ولا تُعرف هويته، حيث قام الأخير بدفع الدكتور بديع ليسقط على الأرض، وأرفق ذلك بسباب وشتائم للإخوان، بينما اكتفى المرشد بالرد بعبارة “حسبنا الله ونعم الوكيل”.
من جهة أخرى تطرقت الرسالة إلى ما يتعرض له مرشد الإخوان من انتهاكات، مشيرة إلى أنه محروم منذ سبعة أشهر من تناول علاجه الطبي فضلاً عن الكرسي الخاص به، علماً بأنه يعاني من إصابة مجهولة في ظهره تمنعه من الحركة ولم يعد يتمكن من الانتقال إلا محمولاً. ولفتت الرسالة إلى ما تقوم به السلطة الحالية من إقحام لاسم المرشد بعشرات القضايا، لدرجة أنه حضر نحو 800 جلسة محاكمة في الخمس سنوات الماضية، ولا يكاد يمر يوم دون أن يقضي ساعات طويلة بين أقفاص الاحتجاز في المحاكم وسيارات الترحيلات المتهالكة، فضلاً عن الساعات الباقية خلف قضبان السجن. ورغم تصاعد آلامه في الأسبوع الماضي وفق ما تقوله الرسالة، فإن ضابط الأمن الوطني رفض التصريح للمرشد بكشف طبي أو حتى أخذ حقنة مسكنة، في حين يرفض طبيب السجن أن يكتب تقريراً طبياً يثبت فيه حالة بديع وما يتعرض له.