ثقافة وأدب
أبرزها يرصد تأثير «أجيال الثورة» في المشهد العربيّ

«متحـف» يستقبل الخــريـف بـ 4 معـارض فنيـة

الدوحة – الراية : دشّن متحف: المتحف العربي للفنّ الحديث اليوم معارضه لفصل الخريف الحالي. ويفتح المتحفُ أبوابه أمام الزوّار حتى 16 فبراير المقبل للاستمتاع بمعارضه الأربعة التي تسلّط الضوء على عددٍ من الموضوعات المثيرة للتفكير، والتي تتعدّد سياقاتها وتتنقل بين أجيال مختلفة. يقام المعرض الأوّل تحت عنوان “أجيال الثورة”، ويضمّ أعمالًا لفنانين من العالم العربي وتركيا وإيران وفناني المهجر، مسلطًا الضوء على تحوّلات مهمة في تاريخ الفن الحديث والمعاصر، بداية من خمسينيات وستينيات القرن الماضي، مرورًا بفترة السبعينيات إلى التسعينيات التي تُعرَف بمرحلة ما بعد الاستقلال، ووصولًا إلى العقد الأول من الألفية الثانية قبيل انطلاق شرارة الثورات العربية، وهو العقد الذي نشأت فيه حركات فنية مستقلة في المنطقة اتسمت بطابعها السري نتيجة غياب حرية التعبير. وينقسم المعرض الذي يشرف على تقييمه عبد الله كروم، مدير متحف، إلى ثلاثة أقسام.

يتناول القسم الأوّل الحركة النضالية المطالبة بنيل الاستقلال في بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط وغيرها من البلدان خلال حقبة الخمسينيات والتي استُخدِم فيها الفن للتعبير عن لغات وأفكار جديدة. أما القسم الثاني فيعرض أعمالًا تبرز إسهامات الحركة الثقافية العربية في السبعينيات، حيث تجسدت آمال وأحلام المنطقة على يد أبنائها المبدعين الذين عاشوا خلال هذه الحقبة. فيما يسلط القسم الثالث الضوء على جيل من الفنانين كانت أعمالهم في بداية الألفية بمثابة بوادر لثورات الربيع العربي، وهو جيل استطاع ابتكار مفردات جديدة تناول من خلالها التغيير الذي تشهده مجتمعاتهم. وفي هذا السياق قال عبد الله كروم، مدير متحف: “يحتفي معرض “أجيال الثورة”، من خلال سرده التاريخي، بجيل من الفنانين امتلك الجرأة للتمرّد على واقعه ولعب دورًا محوريًّا في إحداث تغيير اجتماعي وثقافي في محيطه. يسلّط المعرض الضوء على حياة هؤلاء الفنانين ويستعرض أفكارهم وأحلامهم التي كان لها بصمة واضحة في أعمالهم”.

وأضاف: “اخترنا موضوعات هذه الأقسام الثلاثة، التي تبرز فصولًا محددة من تاريخ المنطقة، لأنها تتناول فترات زمنية هامة تأثيرها لا يزال قائمًا في حياتنا حتى اليوم. المتحف العربي للفن الحديث كان ومازال منبرًا مفتوحًا لأصحاب الأفكار المثيرة للتأمل، ونأمل أن يجد الجمهور في موضوعات هذا المعرض مصدرًا للإلهام”. وبالتوازي مع معرض “أجيال الثورة”، يستضيف متحف: المتحف العربي للفن الحديث معرضًا للفنانة منيرة الصلح بعنوان “أؤمن بشدة بحقنا في أن نكون طائشين “ من تقييم هندريك فولكرتس، قيم الفن الحديث والمعاصر بمعهد الفنون بشيكاغو، ولورا بارلو، قيمة بمتحف: المتحف العربي للفن الحديث. تقدم منيرة الصلح، المولودة في عام 1978 بمدينة بيروت بلبنان، مجموعة من اللوحات الفنية التي تعكس قصصًا وتجارب شخصية وليدة الأزمات الإنسانية والسياسية التي تضرب سوريا والشرق الأوسط. ويضمّ المعرض أكثر من 150 لوحة وأعمالًا للتطريز أبدعتها الفنانة بعد مقابلات شخصية جمعَتها مع لاجئين من سوريا والشرق الأوسط فروا اضطرارًا إلى لبنان وأوروبا والولايات المتحدة، موثّقة شهاداتهم الفردية عن لحظات الرحيل عن الديار والوصول لأرض المهجر والشعور بالمجهول. وسيقدّم هذا المعرض مصدر إلهام للزائرين يدفعهم للتأمل والحديثِ عن أوضاع الهجرة والنزوح والصراع والمقاومة وتأثيرها المستمرّ في تشكيل ملامح عالمنا اليوم.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X