فريق اغتيال خاشقجي على علاقة بـ ابن سلمان
مصادر تركية: ماهر مطرب حارس ولي العهد منسق عملية القتل
عواصم – وكالات: أكّدت مصادر في مكتب المدعي العام التركي أن مقرباً من ولي العهد السعودي نسق عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي قبل أسبوعين في قنصلية السعودية بإسطنبول، وتدعم هذه التسريبات معلومات سابقة بتورط محمد بن سلمان شخصياً بالعملية. وقالت المصادر التركية -المطلعة على التحقيقات الجارية في قضية اختفاء خاشقجي في الثاني من الشهر الجاري داخل القنصلية- إن منسق العملية هو العقيد بالاستخبارات السعودية ماهر عبد العزيز مطرب، وقد ظهر في عدة صور بالقرب من ولي العهد خلال أنشطته الرسمية. وأضافت إن مطرب -المقرب من محمد بن سلمان- هو منسق عملية قتل الصحفي. وتابعت المصادر أن ذلك العقيد أجرى 19 اتصالاً هاتفياً يوم قتل خاشقجي منها أربعة بمكتب سكرتير محمد بن سلمان.
كما قالت إن الطائرتين الخاصتين اللتين حملتا منفذي عملية قتل الصحفي السعودي تم استئجارهما باسم العقيد مطرب. من جانبها قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن أحد فريق الاغتيال السعودي الذي تولى تعذيب وقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول كان رفيقاً معتاداً لولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، وشُوهد وهو ينزل معه من الطائرات في باريس ومدريد، والتقطت الكاميرات صوراً له، وهو يقف بحراسة “ابن سلمان” خلال زياراته هذا العام إلى هيوستن وبوسطن والأمم المتحدة. وأضافت إن 3 آخرين مرتبطون بالشهود، ووثائق بيانات أخرى، توضح تبعيتهم لقوات أمن من حرس ولي العهد. وذكرت الصحيفة أن الخامس وهو طبيب شرعي يشغل منصباً رفيعاً بوزارة الداخلية، والهيئة الطبية بالمملكة، وشخصية بهذه المكانة يمكن توجيهها فقط، من قبل سلطة سعودية رفيعة المستوى. وأشارت إلى أنه إذا كان هؤلاء الرجال، وفقاً لما تقوله السلطات التركية، قد تواجدوا في القنصلية السعودية بإسطنبول، حيث اختفى “خاشقجي” في 2 أكتوبر الجاري، فإنهم يوفرون رابطاً مباشراً بين ما حدث للصحفي وبين الأمير “محمد بن سلمان”. وذكرت الصحيفة أن هذا من شأنه أن يقوض أي اقتراح بأن “جمال خاشقجي”، توفي في عملية مارقة، بلا تفويض (إذن قانوني) من قبل ولي العهد، كما أن ارتباطهم به قد يجعل من الصعب على البيت الأبيض والكونجرس قبول مثل هذا التفسير. وأوضحت الصحيفة أنها تحققت بشكل مستقل أنه على الأقل 9 من بين الـ 15 المشتبه بهم الذين حددتهم السلطات التركية، عملوا في أجهزة الأمن السعودي، والجيش ، أو وزارات حكومية أخرى.
وذكرت أنها جمعت مزيداً من المعلومات حول المشتبه بهم عن طريق استخدام تقنيات التعرف على الوجوه، والسجلات العامة المتاحة، وبروفيلات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقاعدة بيانات أرقام الهواتف الجوالة السعودية، وتقارير سعودية، ووثائق مسربة من الحكومة السعودية، وفي بعض الحالات حسابات هؤلاء الأشخاص في السعودية والدول التي زاروها برفقة ولي العهد. ولفتت الصحيفة إلى أن أحدهم هو “ماهر عبدالعزيز مطرب”، كان دبلوماسياً تم تعيينه بالسفارة السعودية في لندن، وفقاً لسجل دبلوماسي بريطاني، وقد سافر “مطرب” على نطاق واسع مع ولي العهد، وربما كحارس شخصي. ووفقاً للصحيفة فإن خبيراً فرنسياً، سبق له العمل مع العائلة المالكة السعودية، حدد المشتبه به الثاني وهو “عبدالعزيز محمد الهوساوي” بأنه عضو في الفريق الأمني الذي يسافر مع ولي العهد. وأوردت وسائل إعلام سعودية أن شخصاً يحمل نفس اسم المشتبه الثالث، “ذعار غالب الحربي”، تمت ترقيته العام الماضي إلى رتبة ملازم في الحرس الملكي السعودي “لبسالته وشجاعته في الدفاع عن قصر الأمير محمد في جدة”، بحسب “نيويورك تايمز”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشبه به الرابع، سافر بجواز سفر يحمل اسم عضو آخر بالحرس الملكي وهو “محمد سعد الزهراني”، موضحة أنه من خلال البحث في تطبيق “منو معاي” دليل الهواتف الخليجي، أمكن تحديد هويته وتبين أنه عضو بالحرس الملكي، ويظهر كحارس يرتدي شارة اسم بهُويته في فيديو يعود تاريخه لعام 2017، ويقف فيه بجانب ولي العهد. واستطردت أن أعضاء الحرس الملكي أو المساعدين الذين سافروا مع ولي العهد قد يأخذون في بعض الأحيان واجبات أخرى بخلاف حمايته وأمنه. وتابعت أنه من الممكن أن يكون البعض قد تم تجنيدهم للقيام بالقبض على “خاشقجي” أو استجوابه، وربما بقيادة مسؤول استخباراتي رفيع، لكن وجود خبير تشريح وهو الدكتور “صلاح الطبيقي” بين المشبه بهم، يشير إلى أن عملية القتل ربما كانت جزءاً من الخطة الأصلية. الدكتور “الطبيقي” الذي يحافظ على وجوده في العديد من منصات التواصل الاجتماعي يعرف نفسه على حسابه على “تويتر” بأنه أستاذ مشارك طب شرعي.. رئيس المجلس العلمي للطب الشرعي بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية، حسبما نقلت الصحيفة.