
بقلم – مصطفى سليمان : لا شك أن فترة الخطوبة من أجمل الفترات في حياة المتزوجين. وعلى قدر ثبات الفترة ووضوحها من جانب الطرفين تكون الحياة الزوجية أدعى للاستمرار والمودة. وهناك بعض العادات والتقاليد التي تحول دون ذلك فكيف يخطب رجلاً امرأة دون أن يراها أو أن يجلس معها، وهنا لا تتصور الشيء المحرم الذي نهى عنه الدين الحنيف، إنما قصدت قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما».
إن المخطوبين يحتاجان أن يجلسا معاً – في وجود محرم – حتى يتقبلا بعضهما البعض وتتقارب الأفكار والعقول فكيف بنا ونحن في عصر العالم كله قرية صغيرة وعالم مليء بكل وسائل التكنولوجيا ألا نسمح لأولادنا الخاطبين أن يتبادلا أطراف الحديث في وجودنا وتحت أعيننا.
جانب آخر وهو الوضوح بين الطرفين فالكل يتجمل ويظهر أفضل ما عنده في هذه الفترة من أجل أن يسر الآخر، وهذا التجمل يمكن أن يكون ممقوتاً، حيث يظهر عكس ذلك بعد الزواج وتتعارض الرؤى ويحدث ما لا يحمد عقباه. الوضوح أمر مهم بين الطرفين، فعندما تكون الأمور واضحة من البداية تكون قد بنيت أساساً للبيت القوي السعيد.
أمر آخر وهو وضع خطة مستقبلية للحياة الزوجية التي سوف تكون بين الطرفين وبكل وضوح حتى تسير الحياة بسلام فمثلاً مسألة مصروف البيت وكذلك لمن يلجأ الطرفان عند حدوث مشكلة لا قدر الله بحيث لا ينتشر سر البيت إلى الجميع بحيث يحدد الطرفان شخصاً واحداً للرجوع إليه.
لا تكلف نفسك فوق طاقتها لتظهر بالمظهر الطيب ثم يكون هذا التكلف عبئاً عليك بعد الزواج وفي نفس الوقت لا تكن بخيلاً فخير الأمور الوسط.
أما زوجة المستقبل فلابد أن تستثمر هذه الفترة الجميلة وتقترب من خطيبها فكرياً وتكون واضحة مع خطيبها ولا ترهقه بكثرة الطلبات وهي فترة جعلها الله للمحبة والمودة وفهم الشخصية، وعلى قدر نجاح فترة الخطوبة ووضوحها تكون سعادة البيت.