«البيت الأخير» يبرز جماليات الشعر النبطي القطري
التنوّع والتفاعل مع الجمهور أهم مميزات الدورة الإذاعية الجديدة
تجارب صوتية لمجموعة جديدة من المذيعين والمذيعات
كتب – محمود الحكيم: تحدّث الإعلاميّ جبر صالح رئيس قسم المذيعين في إذاعة قطر عن النسخة الثانية لبرنامجه «البيت الأخير» الذي حقّق نسبة متابعة عالية وانتشاراً بين المُستمعين في نسخته الأولى، مشيراً إلى أن البرنامج نجح في إيصال جماليات الشعر النبطي وخاصة للشعراء القطريين إلى الجمهور وشعروا فيه بعمق الكلمات وجمال المعاني وروعة النظم البليغ. وأكّد جبر صالح في حديثه لـالراية أن النسخة الثانية من البرنامج شهدت تطويراً في الشكل تشمل موسيقى الفاصل وشعر الشارة، مع الاحتفاظ بالمضمون الذي يركّز على حسن اختيار القصائد المؤثّرة ذات المضامين القيمة والأبيات الحكيمة والمعاني الرائعة. موضحاً أن الإذاعة أجرت عدّة تجارب صوتية لمجموعة جديدة من المذيعين والمذيعات القطريين والقطريات، مشيراً إلى أن هذه التجارب لا تزال تحت التقييم من قبل اللجنة المختصة. يذكر أن حلقات البرنامج تذاع يومياً في تمام السابعة إلا الربع مساء. وتُعاد في الثانية عشرة بعد منتصف الليل.. فإلى نصّ اللقاء.
• بداية حدثنا عن برنامج «البيت الأخير» وما هي أسباب نجاحه؟
– «البيت الأخير» جاء بتوجيه من إدارة الإذاعة التي ارتأت ضرورة أن يكون هناك برنامج خاص بالشعر النبطي يحتفي بقصائد شعراء قطر على وجه الخصوص، وبالفعل أعددت لهذا البرنامج وأشرفت على تنفيذه من كل الوجوه سواء في اختيار القصائد أو موسيقى الفاصل أو الشارة أو في المونتاج، وكنت حريصاً أن أختار القصائد المميّزة ذات المضامين القيمة واللغة الرشيقة والمعاني العميقة لأبرز جماليات شعرنا الشعبي في أبهى صوره وأجمل ملامحه، وحين انطلق البرنامج أحدث ضجة كبيرة في الأوساط الخاصة والعامة، وأشاد به المُستمعون، وهو ما شجّعني لأقدم منه النسخة الثانية مع المُخطّط الجديد.
• ما الجديد الذي تنوي تقديمه في الموسم الثاني؟
– النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى من البرنامج شكَّل لي تحدياً كبيراً أمام نفسي وأمام الجمهور الذي بات يتابع حلقات البرنامج بشغف، ولذلك قرّرت أن أقدم النسخة الثانية بتطوير وتعديل يضفي عليها مزيداً من الحيوية ويدفع الرتابة عن المستمعين، فجددت في الشارة وأدخلت بيتاً جديداً للفيحاني « تعذروني يا حمامة» بدلاً من بيت الشارة القديم وهو للفيحاني أيضاً « نوحي يا حمامة». كما غيرت موسيقى الفاصل وحرصت على أن تكون أجمل من موسيقى الفاصل في النسخة الأولى حتى يكون التغيير تصاعدياً، ويخرج البرنامج بشكل وحلة أجمل من ذي قبل.
• ماذا عن رؤيتك في اختيار القصائد والشعراء؟
– رؤيتي تتلخص في انتقاء القصائد المؤثرة التي تدور حول معاني الحكمة وعتاب الأصدقاء، وما تتضمن من تجارب إنسانية صادقة، ولابد أن تتمتع القصائد بجودة السبك وبساطة الكلمة وعمق المعاني وجمال الأسلوب، وأن تكون متدفقة بالموسيقى، ولذلك فأنا أختار الأوزان الخفيفة الغنية التي يتوالى فيها الجرس الموسيقي فياضاً ألقاً. كما أنني أركّز على الشعراء القطريين البارزين من الأحياء أو الراحلين، أمثال محمد الفيحاني، وحامد بن مايقة، وسعيد بن سالم البديد، وعبد الله الشاعر، وأحياناً أركّز على شعراء دولة الكويت البارزين أمثال عبد الله الفرج، ومرشد البذال.
• انطلقت مؤخراً الدورة البرامجية الجديدة للإذاعة، فما تقييمك لها؟
– لجنة البرامج تراعي في المخطط عناصر مهمة، على رأسها التنوع وتغطية النواقص في المخطط السابق وإرضاء جميع المستمعين، نظراً لأن الإذاعة لا تقتصر على فئة معينة أو نوع متخصص من البرامج، وأرى أن الباقة الجديدة تميزت بالتنوّع والثراء في المضمون، ووازنت بين البرامج المسجلة والمباشرة، وكانت أكثر تفاعلية مع المُستمعين من خلال البرامج التفاعلية، وراعت طبيعة الأوقات من خلال البث البرامجي، وراعت البرامج كافة الأذواق مع الإمتاع والإفادة.
• هل سينضمّ مذيعون جدد للإذاعة خلال الفترة المقبلة؟
– تمّ عمل عدة تجارب صوتية لمجموعة من المذيعين والمذيعات القطريين والقطريات، وأتمنّى لهم أن يحالفهم الحظ في دخول هذا المجال، لأن هذه التجارب لا تزال تحت التقييم من قبل اللجنة المختصة، وفي الحقيقة إن إذاعة قطر نجحت خلال الأعوام السابقة في استقطاب مجموعة من الأصوات القطرية المميزة والتي سيكون لها مستقبل واعد ولم تألُ جهداً في تدريبهم وتطويرهم مهنياً حتى أصبح لهم حضور متميز.
• ما أهم السمات الواجب توافرها في المذيع؟
– من أهمّ الشروط التي يجب توافرها في المتقدّم لوظيفة المذيع هي خامة الصوت، وسلامة مخارج الحروف، والتمكّن من أساسيات اللغة العربية، وأن يكون لديه ثقافة، بالإضافة إلى القدرة على التحاور الناجح مع الضيوف.
• بما تنصح المذيعين الجدد في مجال الإعلام؟
– أنصحهم بأن ينظروا إلى العمل الإذاعي على أنه عمل إبداعي وليس مجرد وظيفة لأنه في الحقيقة كذلك، أما من ينظر له على أنه مجرد وظيفة فلن يحقّق فيه شيئاً يذكر.