جاسوس سعودي داخل تويتر لمراقبة حسابات المعارضين
عواصم – وكالات: قالت صحيفة نيويورك تايمز إن السعودية نشرت جيشًا على الإنترنت لمواجهة الصحفي جمال خاشقجي وغيره من منتقدي المملكة على تويتر. وأضافت الصحيفة أن جهود الهجوم على خاشقجي وغيره من السعوديين ذوي التأثير وتأليب الرأي العام عليهم عبر خدمة تويتر شملت تشكيل ما يطلق عليه تعبير ”لجنة إلكترونية“ مقرها الرياض بالتعاون مع من يشتبه بأنه جاسوس داخل شركة تويتر جندته المملكة لمراقبة حسابات المستخدمين.
وذكرت صحيفة تايمز أن ناشطين سعوديين دشنوا في عام 2010 حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمضايقة المنتقدين للسعودية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين قولهم إن سعود القحطاني، وهو أحد مستشاري ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو من وضع استراتيجية هذه الحملة. ووفقا لوسائل الإعلام السعودية فإن القحطاني هو أحد خمسة مسؤولين أعفاهم الملك محمد بن سلمان بعد الجدل الذي أثير بشأن قضية خاشقجي. وكان العديد من السعوديين يأملون في أن منصة تويتر ستساهم في نشر الخطاب الديمقراطي، من خلال منح المواطن العادي صوتا، إلا أن المملكة السعودية باتت عوضا عن ذلك نموذجا لكيفية قيام الأنظمة المستبدة بالتلاعب بشبكات التواصل الاجتماعي، من أجل إسكات أو إغراق الأصوات الناقدة، مع نشر الرواية التي تناسبها للأحداث.
وأفادت الصحيفة بأن خاشقجي قبل وفاته كان بصدد إطلاق مشاريع لمكافحة الإساءات على شبكة الإنترنت، ومحاولة إظهار أن ولي العهد محمد بن سلمان كان يسيء إدارة الأمور في البلاد. وفي سبتمبر ، قدم خاشقجي خمسة آلاف دولار لشاب سعودي معارض يعيش في كندا، اسمه عمر عبد العزيز، كان بصدد إنشاء جيش من المتطوعين لمكافحة الشائعات التي تبثها الحكومة عبر تويتر. وقد سمى المتطوعون أنفسهم “جيش النحل الإلكتروني”. وقبل 11 يومًا من وفاته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، كتب خاشقجي تغريدة يقول فيها إن النحل قادم. وقالت الصحيفة إن أحد أذرع هذه الحملة ضد المعارضين مصدرها مجموعة من المكاتب والمنازل في مدينة الرياض وضواحيها، حيث يوجد المئات من الشبان الذين يجوبون منصة تويتر، بحثاً عن الأصوات والنقاشات التي يجب إخمادها. ونوهت الصحيفة بأن هؤلاء المتخصصين في الدعايات على شبكات التواصل الاجتماعي، عثروا على هذه الوظيفة في موقع تويتر نفسه، حيث وصلتهم إعلانات حول وظيفة تتطلب شباناً مستعدين للتغريد في مقابل 10 آلاف ريال سعودي شهريًا، أي ما يعادل 3 آلاف دولار.
أما الطبيعة السياسية لنشاطهم، فإنهم لا يكتشفونها إلا بعد خوضهم للمقابلة، وتعبيرهم عن رغبتهم في الوظيفة. وبحسب الأشخاص الذين تحدثت إليهم صحيفة التايمز، فإن بعض هؤلاء المختصين كانوا يخشون من أن يتم استهدافهم هم أنفسهم واعتبارهم معارضين، لو أنهم تجرأوا على رفض العرض بعد أن تم اطلاعهم على طبيعته. وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء المختصين كانوا يستمعون أحيانا لمديريهم وهم يتحدثون مع القحطاني، الذي يسميه النشطاء والكتّاب “زعيم الشائعات” أو “النسخة السعودية من ستيف بانون”. ودعت مؤسسة “سكاي لاين” شركة تويتر إلى تحمل مسؤولية اعتقال السعودية مدونين معارضين إثر اختراق حساباتهم من المهندس السعودي علي آل زبارة، وذلك بعدما كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الأخير كان يعمل في تويتر ويتجسس لصالح سلطات بلاده. وقالت سكاي لاين -في بيان- إن ما جرى الكشف عنه في نيويورك تايمز بشأن اختراق آل زبارة يمثل وصمة عار في تاريخ تويتر، لأن ذلك قاد إلى اعتقال مدونين سعوديين، مؤكدة أنه يتوجب على تويتر ممارسة كافة الضغوط على السلطات السعودية للإفراج عنهم. واعتبر الناشط السعودي المقيم في كندا والذي اشتهر مؤخرًا بتعرضه للتجسس من قبل السعودية، أنَّ على شركة تويتر واجب أخلاقي تجاه ضحايا تلك الاختراقات، لأنها تسترت على مخالفات آل زبارة وعرّضت العديد من النشطاء للسجن بسبب انكشاف هوياتهم ومعلوماتهم للسلطات السعودية، بحسب قوله. من جانبه قال يحيى عسيري رئيس مؤسسة القسط لدعم حقوق الإنسان إن الاستثمارات السعودية في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي ربما مكّنتها من إيجاد مداخل للتجسس على المغرّدين.