أخبار عربية
يتخوفون من زيارة الممثليات الدبلوماسية التابعة لبلادهم

معارضون سعوديون تعرّضوا لمحاولات استدراج

لندن – اف ب: أثار مقتل الصحفي جمال خاشقجي خوفاً في أوساط المعارضين السعوديين في الخارج، وكشف بعضهم عن محاولات من السلطات السعودية لاستقدامهم إلى سفارات بلادهم بهدف الضغط عليهم للعودة إلى المملكة.

وروى معارضون سعوديون في ثلاث دول مختلفة ما بدا محاولات من مسؤولين للإيقاع بهم لدخول ممثليات دبلوماسية تابعة لبلادهم، مُشيرين إلى أن ذلك كان يمكن أن يعرضهم لمصير مماثل لخاشقجي.

وقال المعارض السعودي عمر عبد العزيز (27 عاماً) المقيم في كندا، إن مسؤولين سعوديين تحدّثوا معه في وقت سابق هذا العام وحاولوا استدراجه لزيارة سفارة بلاده للحصول على جواز سفر جديد. وأضاف عبد العزيز الذي أثار غضب السلطات عبر برنامج على موقع “يوتيوب” يسخر فيه من القيادة السعودية، في تغريدة على موقع “تويتر”، تعليقاً على ما حصل مع خاشقجي، “فعلوا الأمر نفسه معي ولما رفضت، اعتقلوا إخوتي وأصدقائي”.

وروى في شريط فيديو نشره على “يوتيوب” أن المسؤولين كانوا يقنعونه بالقول إن الأمر لن يستغرق أكثر من ساعة، ولما رفض خوفاً من التعرض لكمين، قال إن السلطات أوقفت في السعودية، عدداً من أصدقائه وأشقائه.

وروى عبد الله العودة، وهو باحث في جامعة جورج تاون، أنه قصد العام الماضي سفارة بلاده في واشنطن لتجديد جواز سفره، فطلب منه العودة إلى المملكة لإتمام ما بدا له إجراءات بسيطة. وقال العودة “عرضوا علي تصريحاً مؤقتاً يسمح لي بالعودة إلى السعودية، لكنني عرفت أنه فخ، وغادرت السفارة مع جواز سفري المنتهية صلاحيته”. وتوحي هذه الشهادات بوجود جهود سعودية متزايدة لإعادة منتقدي الحكومة السعودية إلى المملكة، وذلك منذ تولي ولي العهد محمد بن سلمان منصبه العام الماضي.

وكتب علي الشهابي، “مدير معهد الجزيرة العربية” في واشنطن المؤيد للسعودية، على حسابه على موقع “تويتر”، “على الأغلب، أجاز محمد بن سلمان القيام بعملية لاستعادته (خاشقجي)، وإذا كان الأمر كذلك، فقد كان (قراراً) غير حكيم، ولكن القادة والحكومات يرتكبون الأخطاء، وفي بعض الأحيان تكون فظيعة”، وأضاف “التغطية على ما حصل كانت غير حكيمة وتفتقر إلى الكفاءة”.

وكتب شريف منصور من لجنة حماية الصحفيين لصالح معهد “كارنيجي” لدراسات الشرق الأوسط أن “أقوى الرسائل وأكثرها مدعاة للخوف في هذه القضية تتمثّل في أن ما من أحد بمنأى عن الوقوع في قبضة السعودية القاسية”.

وروى أحد أصدقاء خاشقجي أن أحد مُستشاري ولي العهد تواصل مع صديقه في الأشهر الأخيرة لعرض منصب رفيع عليه في الحكومة في حال عودته إلى المملكة، لكن خاشقجي رفض ذلك متخوفاً من أن تكون خدعة. وبات مُعارضون يتخوّفون من زيارة الممثليات الدبلوماسية التابعة لبلادهم خارج المملكة، وقالت الناشطة أماني الأحمدي (27 عاماً) التي تقيم في سياتل إن “قصة جمال خاشقجي المرعبة تسببت بحالة من الصدمة لدى الكثير من الناشطين”.

وتابعت أن كثيرين منهم “لا يتحدّثون علناً خوفاً من إيذاء عائلاتهم في الوطن، أو خسارة منحهم الدراسية، أو الأسوأ تعرضهم للخطف أو الاعتقال”.

كما يتخوف كثيرون من هجمات إلكترونية تقوم بها حسابات وهمية مؤيدة للنظام فتلاحق المنتقدين، وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن البرنامج من صنع القحطاني.

وقال عبد الله العودة “كان منفذو هذا الفعل المروّع ضد خاشقجي يوجهون رسالة مفادها أن أي شخص يعبّر عن أدنى خلاف مع الحكام سيتمّ استهدافه”، وتابع “هل نجح هذا العمل المتهوّر في إسكات الأصوات المعارضة؟”، مجيباً “صوت جمال أعلى من أي وقت مضى”.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X