حل أزمة خاشقجي يكمن في تنحي ابن سلمان
الدوحة – ترجمة الراية : سلطت صحيفة “التايمز” البريطانية عبر افتتاحيتها التي نشرتها أمس الضوء، على أن مسئولية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي تقع على عاتق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واختارت عنوان “الأمير المزعج” لافتتاحيتها، لتشدد على أن ولي العهد أضحى الشخصية المركزية في الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق خاشقجي. وأشارت الصحيفة، إلى أن تسريبات وسائل الإعلام التركية لا تدع مجالاً للشك بأن ابن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي، مشيرة إلى أن الخمسة عشر سعودياً الذين كانوا ضمن كتيبة الإعدام أجروا مكالمات هاتفية من القنصلية السعودية إلى الرياض فور انتهاء الجريمة.
وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس التركي رفض مزاعم السعودية بأن خاشقجي، الذي كان يعيش في المنفى، قتل خطأ بمشاجرة حدثت أثناء محاولة فاشلة لاختطافه، قامت بها عناصر مارقة من الأمن السعودي، لافتة إلى زعم أردوغان بأن لدى الاستخبارات التركية أدلة تظهر أن القتل كان مدبراً، وتحميل المسؤولية لعناصر الاستخبارات “لن يقنعنا أو المجتمع الدولي، وقد طالب الرياض بالكشف عن المسؤولين ومحاكمتهم. وتقول الصحيفة إن “فكرة تورط ولي العهد بالمؤامرة أو التستر عليها يشكل مأزقاً للحكومات الغربية التي استثمرت في العلاقة مع (أم بي أس)، وإن لم يكن ذلك بالدرجة ذاتها التي اسثتمر فيها الرئيس ترامب، الذي اعتبره حليفاً في الوضع الأمني الإقليمي المعقد”. وتلفت الافتتاحية إلى أن “الحكومات الغربية رحبت بخططه لتحديث الاقتصاد السعودي، وفي الوقت ذاته غضّت الطرف عن حملات القمع المحلية ضد معارضيه، وتعامت عن سياسته الخارجية المتهوّرة، بما فيها الحرب في اليمن وحصار قطر، حيث يخشى البعض أن النهج اللين معه ربما جرأه على قتل خاشقجي”. وتجد الصحيفة البريطانية أنه “حتى لو غض ترامب الطرف عن إمكانية تورط ولي العهد في القتل، فإن الكونغرس لن يسمح له بعمل هذا، ويبدو أن السيناتورات ونواب الكونغرس مصممون على معرفة الحقيقة، وهددوا بفرض العقوبات على المتورطين”.
وتقول الصحيفة إن “بريطانيا تواجه وضعاً صعباً، خاصة أنها طالبت بالدعم الدولي بعد محاولة اغتيال العميل الروسي سيرغي سكريبال، بالإضافة إلى أن فشل الغرب في الرد على قتل صحافي خارج القانون سيرسل رسالة للأنظمة الديكتاتورية في كل مكان بأنه ليس مستعداً لفرض المعايير الدوليّة”. وتنوّه الافتتاحية إلى أن “الغرب كان يأمل بحل الأزمة بطريقة دبلوماسية، عبر إقناع الرياض بإظهار الندم والدفع باتجاه إصلاحات واسعة، بما فيها التزام بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين كلهم، وضمانات لحماية القانون وحرية التعبير، وترى الصحيفة أن الرياض، وإن اعترفت بالجريمة، إلا رد فعلها كان متحدياً، لافتة إلى أن أي خطوة من الغرب باتجاه فرض عقوبات، مثل تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي، وفرض عقوبات على أفراد، تحمل مخاطر، خاصة إن قررت الرياض الرد بالمثل. وتختم “التايمز” افتتاحيتها بالقول إن “المخرج من هذه الأزمة يتمثل بتنحي ولي العهد السعودي من منصبه”.