
إسطنبول-وكالات: قالت قناة “سي أن أن ترك” أمس إن الشرطة التركية أجرت فحصا على عينات مياه أخذتها من بئر في القنصلية السعودية في إسطنبول في إطار التحقيقات بمقتل الصحفي جمال خاشقجي. وكانت الرياض رفضت السماح لفرق البحث الجنائي التركي بفحص البئر لدى دخولهم إلى مقر القنصلية قبل أسبوعين فضلا عن رفض طلب ثان لفحصه. لكن السلطات التركية حصلت على الإذن أمس الأول وأشارت مصادر إعلامية تركية إلى أنه تم أخذ عينات من داخله لفحصها ومعرفة ما إذا كان بداخله بقايا من جسد الصحفي الذي أخفيت جثته منذ قتله في الثاني من الشهر الجاري.
يشار إلى أن السلطات السعودية اعترفت بقيام عناصر من الاستخبارات بقتل خاشقجي داخل مقر القنصلية بزعم مخالفتهم أوامر لإقناعه بالعودة بعد زعمها خروجه في بادئ الأمر لكن الرواية السعودية لم تقنع تركيا التي تقول إن لديها أدلة على تخطيط مسبق لقتل الصحفي. إلى ذلك انتهت النيابة العامة بإسطنبول،أمس، من الاستماع إلى شهادات 38 من الموظفين في القنصلية السعودية، بشأن مقتل خاشقجي. وكشفت التحقيقات عن مغادرة أحد الموظفين تركيا في وقت سابق، وقد عثر على ملابسه داخل سيارة مركونة في مرأب بعيد عن مبنى القنصلية. ولم تفصح السلطات التركية عن أهم ما جاء في إفادات موظفي القنصلية. لكن فريق التحقيق طالب القنصلية السعودية بتسليمه خريطة شبكة الصرف الصحي للمبنى، وقام بفحص عينات منها، بحسب “الأناضول”.
ونشرت وسائل إعلام تركية مقطعا مصورا سجلته كاميرات المراقبة قالت إنه يظهر سيارة تابعة للقنصلية السعودية تتجول في منطقة غابات بلغراد في إسطنبول قبل يوم من مقتل خاشقجي، أي في الأول من أكتوبر الحالي. ووفقا لما ذكرته التقارير الإعلامية، فقد استنتجت أجهزة الأمن التركية من الفيديو أن الجناة كانوا يستكشفون أماكن محتملة للتخلص من الجثة، وهو ما يعزز قناعتها بأن القتل وقع بعد تخطيط وتدبير. وكانت السلطات التركية قد بحثت عن أدلة أو آثار لجثة خاشقجي في غابات بلغراد، كما بحثت في حي بنديك في الجانب الآسيوي من إسطنبول، وفي مدينة يالوا القريبة التي تقع على بحر مرمرة. والسبت الماضي، أقرت السعودية رسميا أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء خاشقجي أظهرت مقتله نتيجة “اشتباك بالأيدي” نجم عن شجار مع أشخاص قابلوه في القنصلية، وذكرت أنه تم توقيف 18 شخصا، دون الكشف عن مكان وجود الجثة، وهي الرواية التي لم تنل مصداقية لدى أنقرة والعواصم الغربية.