انتهاء العمــل في استاد الريان المونديــالي في نوفمبر 2019
6 أشهر لتجربة الملعب ولم نواجه أية مشاكل في توفير متطلباته من السوق العالمي
20 مليون ساعة عمل في المشروع ونسبة الحوادث لم تتجاوز الـ 0.01%
سقف الاستاد يعتبر الوحيد في قطر الذي لا يعتمد على دعامات لإسناده
يجري حالياً التواصل مع إدارة نادي الريان لتتسلم الاستاد بعد كأس العالم
قرب محطة المترو وطريق دخان السريع يسهلان آلية التنقل من وإلى الاستاد

الدوحة – الراية : يُعتبر استاد الريان ضمن الملاعب التي يسير العمل فيها بصورة مرضية، ليكون جاهزاً في العام المُقبل 2019، لاستضافة كأس العالم 2022.
واستاد الريان الذي يتبع أحد الأندية العريقة، وصاحب الجماهيرية الكبيرة في قطر، يتمّ إعداده ليتّسع لـ 40 ألف متفرّج في كأس العالم. وبعد هذه البطولة سيتمّ تخفيض عدد مقاعده إلى 23 ألف مقعد، ليتمّ التبرّع ببقية المقاعد ضمن مشروع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، لدعم الدول الفقيرة ومساعدتها على تطوير البنية الرياضية فيها.
وأكّد المهندس عبدالعزيز المولوي، مُدير الشؤون الفنية باللجنة العليا للمشاريع والإرث، أنّ الأعمال تسير على قدم وساق، وأن الاستاد سيكتمل العمل فيه خلال الربع الثاني من 2019.
وبالنظر إلى موقع الاستاد الآن، يُلاحظ الجميع أن العمل يتواصل على السقف، حيث أوضح المولوي أنه يعتبر الحدث الأكبر الذي يتمّ العمل عليه، مُوضّحاً أن سقف استاد الريان يعتبر الوحيد في قطر الذي لا يعتمد على وجود دعامات لإسناده، وإنّما يشمل 48 عموداً من المواقع مباشرة، وهو ما يجعله بمميزات كثيرة، منها تسهيل رؤية المُشجّعين، حيث لا يوجد أي عائق يمنعهم من الاستمتاع بالمباريات من أي مكان بالاستاد، كما أنّ السقف يأخذ شكلاً جميلاً ومتناسقاً من الداخل، وينتظر أن ينتهي العمل منه في نوفمبر 2019م.
وكما هو الحال في كل استادات قطر 2022، فلن يتمّ تسليم الاستاد بعد الانتهاء منه مُباشرة، وفي هذا يقول المهندس عبدالعزيز المولوي إنّ الاستاد يحتاج إلى 6 أشهر لتجريب كل أنظمته، وسيتمّ تجريبه في فترتي الصيف والشتاء، للاطمئنان على جاهزيته التامة لاستضافة المُباريات.
وكانت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، قد حرصت على التواصل مع أهالي مختلف المناطق التي تمّ اختيارها لبناء استادات لبطولة كأس العالم، ومنهم أهالي منطقة الريان الذين حدّدوا احتياجاتهم بشكل واضح. وفي هذا الموضوع يقول المولوي إنّ استاد الريان مميّز، لأنه مقرّ نادٍ كبير وعريق، لديه قاعدة جماهيرية عريضة، كما يتميّز موقع النادي بقربه من “مول قطر”، ويتواجد بجواره أيضاً فندق ومحطة مترو، ولذلك فهو مؤهّل بشكل عام لخدمة بطولة كأس العالم وما بعدها. كما ستشمل المنطقة المحيطة بالاستاد فرعاً لمستشفى سبيتار، واتحادات رياضية.
علاوة على ذلك، ستستمرّ الحياة في استاد الريان لما بعد كأس العالم، حيث يتمّ تجهيز حديقة كبيرة، ومضمار خيول، ومسار للجري، وملعب للهوكي، وملاعب للتدريب، وملاعب للتنس والكريكيت. كما طالب أهالي منطقة الريان بوجود قاعة للأفراح وتمّ تنفيذها، بالإضافة إلى تجهيز الشوارع والمترو، لتصبح منطقة متكاملة الخدمات.
ويجري حالياً التواصل مع إدارة نادي الريان لتتسلم الاستاد بعد كأس العالم، فحتى المكاتب الموجودة حالياً، والتي تشغلها إدارة المشروع، سيتمّ إعادة تأهيلها وتسليمها لإدارة النادي.
وعلى صعيد آخر، حقّقت قطر نجاحاً كبيراً في تطبيق الخُطط والتدابير البديلة فيما يختصّ بجلب المواد الخام، خاصة بعد الحصار الجائر المفروض عليها، حيث بادرت الإدارة على الفور بعمل اللازم، ونجحت في الالتزام بالمواعيد المحدّدة لإنهاء أية مرحلة في مختلف المشاريع الخاصة بالبطولة. وفي هذا يقول المولوي: “لم تواجهنا مشاكل في توفير المواد الخام، ولكن بعد الحصار كانت هناك ترتيبات مختلفة، وقمنا بتغطية فترة الحصار الأولى بشكل سريع، وسارت الأمور بشكل طيب في كل المشاريع بشكل عام، وبشكل خاص في استاد الريان. فعلى سبيل المثال، تمّ جلب سقف استاد الريان من الصين، وواجهات الاستاد من سلطنة عُمان. ولا بدّ من التأكيد على أن افتتاح ميناء حمد جاء في وقت مُناسب بالنسبة لكل مشاريع الدولة، وليس اللجنة العليا للمشاريع والإرث فقط، حيث ساهم بشكل كبير في توصيل كلّ المواد التي تحتاجها الدولة لمشاريعها، وأزال كثيراً من العوائق.
ويظلّ الهاجس دائماً بالنسبة للجماهير هو كيفية الوصول إلى الاستادات، ويحملها حب الاستطلاع لمعرفة أماكن مواقف السيارات، وهنا يؤكّد المهندس المولوي أن موقع استاد الريان بالقرب منه محطة المترو، لتسهيل توافد المشجّعين، كما سيسهل طريق دخان السريع آلية التنقل من وإلى الاستاد، كما ستكون هناك حافلات لنقل الجماهير من مواقف مجاورة للاستاد. وبشكل عام ستكون كل الطرق الموصلة إلى استاد الريان سهلة، وهناك 3400 موقف للسيارات في الاستاد، فضلاً عن مواقف قريبة منه، مع إمكانية استخدام المواقف الخاصة بقطر مول أيضاً.
وفي جانب آخر، ما يهمّ المشاريع الكبرى، وقطر ليست استثناء، هو الاهتمام بتأهيل الكوادر الوطنية، وهو ما نراه واضحاً في هيكلة اللجنة العليا للمشاريع والإرث، حيث تتشكل الإدارة العليا في اللجنة العليا بمجملها من كوادر قطرية. وعلى مُستوى المشاريع، قال المولوي إنّ الكوادر القطرية موجودة في كل مشاريع كأس العالم، ومُديري المشاريع كلهم من الشباب القطري المؤهل الكفء الذي يدير الأمور باحترافية عالية، ويعاونهم في ذلك خبرات أجنبية مميزة في شؤون إدارية، مثل المهندس ماريو مساعد مدير مشروع استاد الريان.
وفي سياق مُتّصل، عبّر المولوي عن فخره بوصول استاد الريان إلى 20 مليون ساعة عمل بدون حوادث كبيرة، لتصل نسبة الحوادث إلى 0.01%، وهي نسبة تضاهي النسبة العالمية في مثل هذه المشاريع الكبيرة. ويؤكّد ذلك على الاهتمام الكبير الذي توليه اللجنة العليا للمشاريع والإرث لموضوع الأمن والسّلامة في كلّ مشاريع البطولة.
تستوعب 16.800 راكب في الساعة
محطة الرفاع إحدى المحطات الرئيسية للتنقل في 2022
تعتبر محطة الرفاع إحدى المحطات العلوية بالخط الأخضر، الذي يمتد من منطقة المنصورة شرقاً وحتى منطقة الرفاع غرباً، ضمن المرحلة التشغيلية الأولى لمشروع مترو الدوحة. وتتميز المحطة بموقعها الاستراتيجي، وقربها من استاد الريان ومول قطر، حيث تقع جنوب مول قطر وشرق استاد الريان، على مسافة تقل عن نصف كيلومتر، وهي مصممة لاستيعاب 16.800 راكب في الساعة.
وبفضل موقعها الفريد، تتمكن محطة الرفاع من خدمة طيف واسع من الركاب، سواء كانوا من الزوار أو أصحاب المحلات التجارية المتوجهين إلى مول قطر، أو السائحين، والمتفرجين ومنظمي الفعاليات المتجهين إلى استاد الريان أثناء مباريات كأس العالم لكرة القدم “فيفا 2022”، أو مباريات البطولات المحلية التي سيتم تنظيمها بعد ذلك.
ويعد التصميم الفريد للمحطة متعة للناظرين، فقد تم تصميمها باعتماد مفهوم “الفضاء المقوس” العصري، وهو المفهوم الذي يعكس البعد التراثي الإقليمي، عن طريق إدخال الفضاءات المفتوحة التي تحاكي الخيام البدوية التقليدية. كما يعتمد تصميم المحطة أيضاً على استخدام العناصر التقليدية للفن المعماري الإسلامي والمحلي، مما يجعل المحطة تجسيداً فريداً للتراث القطري بديكورات خارجية مستمدة من المراكب الشراعية، وديكورات داخلية مستوحاة من شكل المحارة.
وتتضمن محطة الرفاع العديد من المرافق العامة، فهي محطة مغلقة ومكيفة، وتحتوي على مركز لخدمة العملاء، وشركة سياحة، ومركز أمني، وأماكن مخصصة للصلاة للرجال والنساء، بالإضافة إلى دورات مياه منفصلة للذكور والإناث ولذوي الإعاقة.
وتتضمن المحطة العديد من الشاشات الإلكترونية واللوحات الإرشادية لعرض معلومات الرحلات وخدمات القطارات، كما تتوفر أيضاً خدمة الإنترنت بالمحطة، وتوجد بالمحطة 8 محلات تجارية، وجهازا صراف آلي، وجهازان لصرف التذاكر، وجهازا بيع آلي لخدمة السائحين والمتفرجين. كما أن المحطة مجهزة بكاميرات المراقبة في الأماكن العامة، وغرفة للإسعافات الأولية حفاظاً على سلامة وأمن الركاب، ويوجد جسران مكيفان للمشاة، أحدهما يصل إلى قطر مول، بينما يصل الآخر إلى استاد الريان.
تعد محطة الرفاع إحدى المحطات الرئيسية التي ستلعب دوراً مهماً في نجاح عمليات التنقل في عام 2022 أثناء استضافة كأس العالم لكرة القدم في دولة قطر. وستمارس المحطة دوراً حيوياً للجماهير الحاملة لتذاكر مباريات مونديال 2022 .
صممتها وتشرف على إنجازها أشغال
كل الطرق تؤدي إلى صرح الريان المونديالي
نظراً لموقعه الحيوي، قامت هيئة الأشغال العامة “أشغال” بتصميم وإنشاء عدد من الطرق السريعة، والتي تخدم استاد الريان -أحد ملاعب كأس العالم 2022- وعلى رأس تلك المشروعات الطريق المداري وطريق دخان.
أنجزت هيئة الأشغال العامة طريق دخان الحيوي في 2017 وفتحته بشكل كامل أمام المرور؛ حيث تضمّن المشروع إنشاء طريق سريع بطول 15 كيلومتراً، يبدأ غرب تقاطع الوجبة الحالي وينتهي على بُعد كيلومتر من شرق مدينة الشحانية، بتكلفة تصل إلى نحو مليارين و240 مليون ريال.
ويتألف الطريق من 4 مسارات في كل اتجاه، بالإضافة إلى طرق الخدمات على جانبي الطريق، ومسار مخصص للدراجات الهوائية لتوفير خيارات تنقّل إضافية وتقليل الاعتماد على المركبات.
واشتمل المشروع إنشاء تقاطعين بأنفاق، هما تقاطع الوجبة وتقاطع الدحيليات، إضافة إلى تقاطع الجهانية الرئيسي متعدد المستويات عند مدخل طريق الاحتفالات والقريب من استاد الريان وقطر مول، مما سيسهل الوصول إلى المنشآت التجارية بالمنطقة واستاد الريان. كما تضمّن المشروع تطوير مرافق البنية التحتية، ولعلّ من أبرزها إنشاء محطات الكهرباء وتمديدات الكهرباء والاتصالات والمياه وشبكات مياه الصرف الصحي المعالجة، وتصريف المياه السطحية، وإقامة محطات ضخّ في كل من تقاطع الوجبة وتقاطع الجهانية وتقاطع الدحيليات، ومرافق لوزن المركبات، ونفقين للجمال لتأمين سلامة مستخدمي الطريق. وتكمن أهمية طريق دخان في أنه جزء مهم من برنامج أشغال للطرق السريعة؛ حيث سيعمل على تعزيز الانسيابية المرورية بين منطقة دخان ووسط مدينة الدوحة وفصل الحركة المرورية على الطريق السريع عن الحركة المرورية في الطرق الداخلية.
الطريق المداري
افتتحت هيئة الأشغال العامة أجزاء ضخمة من أعمال الطريق المداري والذي يتوقع الانتهاء منه في 2019. ويصل طول أعمال الطريق إلى نحو 195 كيلومتراً، تمتد من مسيعيد في الجنوب حتى مدينة الخور ومدينة لوسيل في الشمال؛ حيث يتقاطع الطريق أفقياً مع جميع الشرايين الرئيسية في البلاد في 21 تقاطعاً تربط جنوب البلاد بغرب ووسط وشمال البلاد مع بعضها البعض.
تكمن أهمية الطريق المداري أنه يسهّل الوصول إلى جميع ملاعب كأس العالم؛ حيث يتقاطع مع طريق مسيعيد وطريق الوكير المتصل باستاد الوكرة والطريق الدائري السابع الذي يخدم استاد الثمامة واستاد راس بوعبود، ليلتقي بعد ذلك بطريق سلوى ثم طريق السيلية وشارع الوعب حيث يقع استاد خليفة، ثم يواصل السير ليتقاطع مع طريق دخان في نقطتين قريبتين من استاد الريان ويسهلان الوصول إلى استاد مؤسسة قطر، ثم ينقسم الطريق إلى شقين؛ أحدهما يصل إلى طريق الخور السريع وصولاً لاستاد لوسيل والآخر يصل إلى مدينة الخور حيث استاد البيت.
يتصل الطريق المداري بطريق دخان عند تقاطع أم الجواشن وتقاطع أم الأفاعي، الأمر الذي يسهّل وصول الجماهير إلى استاد الريان في وقت قياسي.
منشآت مستدامة وتطوير شامل للبنية التحتية
يعتبر كأس العالم 2022 مشروع دولة كاملاً، وليس اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أو اللجنة المنظمة المحلية فقط، ولذلك تعمل كل مؤسسات الدولة لإنجاز ما يليها، لإكمال مشاريعه، والتي تعتبر جزءاً من الرؤية الوطنية لقطر 2030، بركائزها الـ4 التي تقوم على التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والتنمية البيئية. ولذلك يجب عدم النظر إلى البطولة باعتبارها ملاعب فقط، فهي منشآت مستدامة وإصلاحات واسعة وتطوير كبير للبنية التحتية في الدولة تستصحب معها نظرة مستقبلية للبلد ولأبنائها.