افتتاح مهرجان هوارة الدولي بالمغرب بمسرحية السلطان

كتب – أشرف مصطفى: شهد حفل افتتاح “مهرجان هوارة الدولي للمسرح” الذي انطلق مساء أمس في المغرب تقديم العرض المسرحي القطري “السلطان” من تأليف وإخراج الفنان القطري سالم المنصوري، حيث تحلّ قطر ضيف شرف المهرجان هذا العام، فيما تتواصل العروض التي تقام في هذه النسخة المقامة تحت شعار “المسرح منصة للتعايش والحوار” ، حتى الثالث من الشهر المقبل، بتنظيم من “منتدى أنفاس للثقافة والفن” .

افتتحت العروض بتقديم كل من المسرحية القطرية “السلطان” والمسرحية المغربية “رداد وعويشة” ثم تلاهما حفل توقيع كتاب “أمثال، بوقالات، محاجيات” للباحثة الجزائرية وردة زرقين المتخصّصة في التراث الشعبي، بينما ينتظر أن تشهد الأيام المقبلة تقديم 6 عروض من خارج المغرب سيتم تقديمها ضمن المنافسات، فتشارك إلى جانب المسرحية القطرية كل من مسرحية “من يحبك بعيون حزينة” من أسبانيا، ومسرحية “بانتورا سبيسيال” من الجزائر، ومسرحية “بلا مخرج” من مصر، ومسرحية “أنصار” من فلسطين، ومسرحية “عمر وجولييت” من تونس، بينما تشارك من المغرب بخمس مسرحيات.

بدوره عبر الفنان القطري سالم المنصوري في تصريح لـ الراية  عن سعادته بالمشاركة في هذا المهرجان المهم مضيفاً أن مشاركته في “عشيات طقوس”، وبجاية وقفصة كانت إيجابية حيث قدم عرضاً نال استحسان الجمهور، مؤكداً أن حرصه على المشاركة الدائمة بالمهرجانات الدولية تأتي من كونها فرصة ممتازة لتبادل الأفكار والآراء مع فنانين من مختلف الدول والاطلاع على جديد فنون المسرح، هذا إلى جانب أهمية تواجد الفن القطري في المحافل الدولية والمنافسة على حصد الجوائز، كما عبر عن أمله أن يكون العرض قد حقق في المغرب النجاح ذاته الذي سبق وحققه في كل من الأردن، وتونس والجزائر.

وتتناول مسرحية السلطان مفهوم السلطة حيث تدور حول رجل صياد يسكن في إحدى الجزر التي يحكمها أحد السلاطين، وتنطلق العقدة الدرامية من مشهد يشاع فيه خبر أن السلطان سوف يتنازل عن الحكم، وستجري انتخابات مفتوحة لكل من يرى نفسه قادراً على الحكم، فتقوم زوجة خميس وجميع الصيادين بحثه على أن يرشح نفسه للحكم بما يرون في خميس من حكمة وعقل وتدبر للأمور ولكنه يرفض بكبرياء لعدم رغبته في السياسة وعدم حبه لها، وفي فترة راحته وهو ينتظر زوجته أن تحضر له العشاء نام قليلاً ليحلم بأنه أصبح السلطان ليأخذنا الحلم إلى أروقة السلطة، فيعطي الشعب كل ما بوسعه من كرم ومساواة وعدل ولكن أطماع البعض تزيد فوق استطاعة الجزيرة خصوصا أن الجزيرة تمر بظروف اقتصادية صعبة وأقاموا عليه المظاهرات وعندما حاول أن يحكمهم بالشدة يقدمونه لمحاكمة ثورية تقضي بإعدامه، ليتبين بعد ذلك أن هدف المسرحية ينطلق من مقولة “إرضاء الناس غاية لا تدرك” ، وبعد أن تحضر زوجته العشاء وأيقظته من نومه يحمد خميس ربه أن الذي حدث ليس إلا مجرد حلم.

هذا ومن المنتظر أن تتنافس الفرق المشاركة على ثماني جوائز أهمها الجائزة الكبرى للمهرجان، كما ستشهد الدورة حضور فعاليات إعلامية من الجزائر واليمن وتونس. كما يتضمن البرنامج العام للدورة ورشات فنية وثقافية لأبناء مدينة أولاد تايمة والنواحي وتنظيم ندوات فكرية، إضافة إلى تكريم وجوه مسرحية وفنية، ومن الأعمال المشاركة، مسرحية “عمر وجولييت” لـ الطاهر عيسى بالعربي من تونس، والتي تتناول قصة عمر وفريد اللذين ينضمّان إلى تنظيم متطرّف يطلب منهما تفجير منزل في مدينة قمرت أثناء إقامة حفل تنكّري فيه، وحين يتوجهان إلى هناك، تنقلب الأحداث حين يقع عمر في حب ابنة صاحب البيت.

أمّا مسرحية “أنصار” لـ فاتح عزام من فلسطين، فتروي تفاصيل عاشها زهران موسى، الشاب العشرين الذي اقتُلع من حياته وعائلته ومجتمعه كما تُقتلع النبتة من جذورها، ووُضع في معتقل صحراوي معزول؛ حيث يُمنع من زيارة أهله في نظام يهدف إلى موت بطيء للإنسان.

كما تشارك مسرحية “بانتورا سبيسيال” لـ سفيان عطية من الجزائر، و”بلا مخرج” لـ أحمد فؤاد من مصر، و”من يحبك بعيون حزينة” لـ إسماعيل كارينو من إسبانيا، و”تشابه أسماء” لـ عبد العزيز أوشنوك و”المجدوبية” لـ سامي سعد الله و”امجادف الريح” من تأليف وإخراج محمد حتيجي من المغرب. كما يُقام “ماستر كلاس” يقدّمه الفنان المغربي عبد الحق الزروالي.

يشار إلى أن المسرحية القطرية من تأليف وإخراج سالم المنصوري، وقد سبق لها أن مثلت قطر في العديد من المهرجانات والملتقيات المسرحية حيث شاركت من قبل بمهرجان عشيات طقوس بالأردن واستطاعت أن تحصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما حصلت بطلة العرض على جائزة تشجيعية عن أدائها التمثيلي في المسرحية، وشاركت المسرحية أيضاً في الدورة الثامنة من مهرجان بجاية المسرحي الدولي بالجزائر، وفي مهرجان قفصة المسرحي الدولي بتونس، هذا ومن المقرر أن يقوم بأدوار البطولة في هذا العمل كل من الفنانين سالم المنصوري، محمد حسن، أسرار محمد، سامح الهجاري، محمد الريامي، سمير مصطفى، والعمل من إنتاج مؤسسة أصول للإنتاج الفني.