
بقلم – د. ياسر يحيى عبد الحميد: يُعتبر التعلم مدى الحياة أحد مفاتيح القرن الحادي والعشرين الذي يتجاوز التمييز التقليدي بين التعليم الأولى والتربية المستمرة، ويستجيب للتحدي الذي يطرحه عالم سريع التغيّر. يمكن للشخص اكتشاف ذاته وإثراء علاقاته بالآخرين واكتساب أسس المعرفة والمهارات بدءاً من مرحلة الطفولة المبكرة بأشكال مختلفة تبعاً للحال على أن تشترك فيها دائماً الأسر والمجتمعات المحلية. ولذلك هناك أمران هما أولاً توسيع نطاق التعليم الأساسي عبر العالم ليشمل الأميين من الكبار، والصغار غير الملتحقين بالمدارس، وثانياً أن يغرس التعليم الأساسي مضامين التعليم في النفوس وحبّ التعليم والتعطش إلى المعرفة، وأن تُعزّز رغبة الفرد في التعليم مدى الحياة.
والتعليم مدى الحياة يرتكز على أربع دعائم هي:
– تعلّم لتعرف: وتعني اكتساب المعارف وإتقان أدوات المعرفة، أي يتعلم كيف يفهم العالم المحيط به. وكيف يجمع بين الثقافة العامة بدرجة كافية، وبين إمكانية البحث المعمق في عددٍ محدودٍ من المواد. وهو يعني أيضاً تعلم كيفية الإفادة من الفرص التي تتيحها التربية مدى الحياة.
– تعلم لتعمل: وتعنى الحصول على تأهيل مهني، واكتساب كفاءة تؤهل بشكل أعمّ لمواجهة مواقف عديدة والعمل الجماعي، والتعلم للعمل في إطار التجارب الاجتماعية المختلفة.
– تعلم لتيعش مع الآخرين: وتعني تنمية فهم الآخرين وتحقيق مشروعات مشتركة والاستعداد لتسوية النزاعات في ظلّ احترام التعددية الثقافية والتفاهم والسلام.
– تعلم لتكون: وتعني أن تكون الشخصية بشكل أفضل، أي أن يتصرف بطريقة متجددة، واستقلالية الحكم على الأمور، وتنمية طاقات كل فرد، والذاكرة والحسّ الجمالي، والقدرات البدنية والقدرات على الاتّصال.