
بقلم – رائد حمزة مقداد : فيروس اجتماعيّ، وهو من النوع الخامل النشط، ينشط أحياناً، وينام أحياناً أخرى، وهذا الفيروس حذّر منه الجميع وتحدّث عنه الجميع من زوايا مُختلفة، ونحن الآن بصدد عرضه كفيروس اجتماعيّ يطفو على السطح، والجميع يعلم أن «النار تبدأ من مُستصغر الشرر»، والمطر الغزير يبدأ بقطرات قليلة، ولهذا حذّر خبراء علم النفس وعلماء الدين من التهاون مع سكن العزاب مع الأسر في بيت واحد أو حي واحد، ووجود أسر مع العزاب تحت سقف واحد، يجعلهم أرضاً خصبة للمشاكل الاجتماعية التي توفّر الأرضية الخصبة والعوامل المساعدة لحدوث أمراض اجتماعية كثيرة نتيجة الحشد في منزل واحد أو حي واحد بين جنسيات مُختلفة. ومن هنا تأتي أهمية هذا المقال الذي ندقّ من خلاله ناقوس الخطر.
هناك بنايات أو أحياء التي تزداد بها مُشكلة العزاب والعائلات، وهي شكاوى تكثر بشكل لافت وتتزايد بشكل مستمرّ، خاصّة في ضوء تحرك السلطات المعنية، بعد رصد العديد من المخالفات، بوجود عائلة وعزاب داخل السكن أو الحي الواحد، إضافة إلى العديد من السلوكيات التي تفتقر إلى أبسط قواعد الأمن والسلامة، الأمر الذي يتخوّف منه حدوث مُشكلات في حال شبّ حريق في هذه الأماكن المُزدحمة، وهذا يدعو السكان للمُطالبة باتخاذ إجراءات قانونيّة حازمة تقي المُجتمع هذه المشكلة ورغم انخفاض وجود العزاب في المناطق والأحياء المخصصة للعائلات بشكل كبير، إلا أنه لم يختفِ تماماً، ولقد ساهمت ظاهرة الإيجار من الباطن، واستهتار بعض الملاك سعياً وراء المكسب الوفير في استمرار سكن العزاب كمجموعات كبيرة في العديد من البنايات والأحياء العائلية، ما يشكّل إزعاجاً وقلقاً للأسر، وخاصة أولياء الأمور، الذين يشعرون بالخوف على أطفالهم من التواجد بالقرب من أشخاص غير موثوق فيهم بغض النظر عن الجنسية أو الدين واختلاف العادات والتقاليد، التي تنصّ على احترام حرمة البيوت وأصحابها.
ومن المُتعارف عليه وهو خطر، سكنُ العمالة الوافدة وسط العوائل بالأحياء السكنية نتيجة تقسيم الفلل، والمُشكلة لا تتوقف عند هذا الحدّ فقط، بل عندما يأتي التاجر أو المستثمر ويكون سبب انتشار الجريمة بتسكين العمالة التي على كفالة مُؤسّساتهم داخل مساكن العوائل من خلال تقسيم مجموعة من الفلل، الذي بسببه يصرخ السكان من مجاورة سكن العمالة العازبة ما يجعل حياتهم تتحول إلى جحيم لا يطاق في ظلّ تزايد أعداد العمالة من العزاب، وتصرّفات بعضهم التي أقلقت مضاجعهم وجعلتهم يعيشون في حالة من الترقّب المستمرّ، حيث إنّ المنازل التي تسكنها العمالة من جنسيات مُختلفة، لا يُعرف عنهم شيء، هذا مع خطورة وجود عمالة اتخذت من المساكن مكاناً للتخزين والسكن، ونتج عن ذلك غزو لمناطق سكن العائلات.
و السؤال الذي يطرح نفسه على أهل الاختصاص إلى متى سيبقى فيروس العزاب مع العائلات يجمعهم سكن واحد أو حي واحد؟ هل لهذا الفيروس دواء؟ أم أنه نوع صعب ليس له دواء؟