عمان – الراية : قال رئيس الجمعية الثقافية للرعاية اللاحقة يونس العمري، إن العلاج بالألوان، أعطى نتائج جيدة في مراكز التأهيل والإصلاح في الأردن، وإن هذه الطريقة المعمول بها في الغرب وغير المعروفة عربياً لا تتم إلا بعد دراسة حالة المريض واستشارة الأطباء النفسيين ،وعلى يد متخصصين في عالم اللون.وأضاف لـالراية  أن لكل لون مدلولاته وفائدته العظيمة ،موضحاً أن الأبيض يغسل القلوب المتعبة ،والأحمر يجعل من القلوب الذابلة تنبض بالحياة ،كما أن الأزرق لون السماء والبحر يشفي القلوب التي أصابها الشقاء ، والأصفر لون القوة الذي يرى من خلاله الإنسان النور ،والزهري ينظم دقات القلوب.

وإلى نص الحوار:

• متى بدأ العلاج بالألوان ؟

– يستخدم الغرب طريقة العلاج بالألوان منذ القدم ، وهناك مراكز متخصصة تستخدمه كعلاج مكمل للعلاج الطبي، لما له من تأثير على الحالة النفسية والجسدية والعقلية للمريض، لكن العرب لا يعرفونه ولا ذكر أو دور له عندهم.

وقمنا باستخدام هذه الطريقة للمرة الأولى في مراكز الإصلاح والتأهيل، ولاقت استحساناً وقبولاً لفعاليتها.

• كيف اهتديتم إلى طريقة العلاج بالألوان؟

– بحكم الخبرة المتراكمة لدينا مع نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل ، ولكوني فناناً تشكيلياً أصلاً أتعامل مع الألوان بشكل علمي وباستمرار، طبقنا هذا البرنامج مع هؤلاء النزلاء، ومعروف أن لكل لون مدلوله الخاص وفائدته العظيمة لكل شخص.

• ما هي مدلولات وفوائد الألوان ؟

اللون الأبيض يغسل الأرواح المتعبة، والأحمر يجعل من القلوب الذابلة تنبض بالحياة، والزهري ينظم دقات القلوب، والأخضر يجعل الإنسان يسرح ويمرح في الأفكار الإيجابية بعيداً عن التلوث البصري والأمراض النفسية الأخرى.

كما أن الأزرق هو لون البحر والسماء ،ومعروف أن الإنسان عندما يضيق صدره يذهب إلى البحر ينظر إليه تارة وإلى السماء تارة أخرى ،وهو يشفي القلوب التي أصابها الشقاء والإرهاق ، والأصفر هو لون القوة الذي عندما ينظر إليه الإنسان يرى النور، وهو فسحة روحية للمرتحلين، والبني هو لون الانتماء والأرض التي ننتمي إليها ،وتجسيد لطبيعة الإنسان الذي خلق من صلصال بكافة درجاته القاتمة والفاتحة ،وما هذه الأطياف اللونية التي أودعها الله في مخلوقاته ،إلا إشارات أن لكل لون تأثيراً ونفعاً وفائدة كبيرة.

• ما هي أهمية اللون في حياتنا؟

تمثل الألوان – نظراً لأهميتها في حياة الإنسان من خلال أفعالها وأرواحها وظلالها وروائحها -أكبر من مساحة الواقع ومتطلبات الروح وإمكانيات الجسد ، ويستطيع الإنسان أن يتخيل كل التفاؤل والإيجابيات من خلال اللون الذي تعشقه روحه كالمسرات والأفراح والأوقات العصيبة ، إضافة إلى جمالياتها من خلال اقتناء الأشياء ورسمها بالألوان المحببة لذلك الإنسان ،ونستطيع القول إن الألوان هي مراحل للشفاء ومظاهر جمال معاً.

• كيف يتم العلاج بالألوان؟

ندرس حالة الإنسان الجسمية والعقلية والنفسية والعائلية أولاً ، ونقوم أيضاً بدراسة اجتماعية لشخصيته وأفكاره قبل دخوله في مرحلة الاكتئاب والتوتر والقلق، وكذلك أثناء خضوعه للعلاج لمراقبة التحول الإيجابي الذي يبدأ عنده.

يجلس المريض في غرفة تكون خلفية جدرانها مناسبة لطبيعة حالته، ومن ثم نضع لوحات بيضاء على طاولة النقاش “كانفاس أبيض” وهو لون الصفاء والنقاء ، ويبدأ برسم حياته بهدف إظهار مدلولات شخصيته وطريقة تفكيره ومدى مدلولات الأشياء التي تؤثر فيه.

كم تستغرق فترة العلاج ؟

تستغرق عملية العلاج بالألوان ما بين أسبوع وشهر حسب طبيعة الأشخاص، وهناك حالات معقدة بسبب الظروف التي مروا بها، ويتم العلاج بالتشاور مع الأطباء النفسيين لتحليل الحالات المعقدة.