أخبار عربية
كأحد خيارين تجنباً للغضب الدولي بقضية اغتيال خاشقجي.. مراقبون ودبلوماسيون:

ابن سلمان أمام خيار المنفى الاختياري

الرياض – وكالات:

تفاعلت قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع الشهر الماضي، مع تأكيدات أمريكية أن واشنطن بدأت بالفعل في محاسبة بعض المسؤولين الضالعين في مقتله، وفي ظل صراع شديد بين استراتيجية الرياض في اللعب على الوقت ، وسياسات أنقرة في التسريبات المرهقة معنوياً للجانب السعودي.

ومع تصاعد الضغوط العالمية على ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يرى مراقبون ودبلوماسيون غربيون أن أمام ولي العهد أحد خيارين: إما المنفى الاختياري، أو البقاء في السلطة مع قبوله دفع الثمن الكبير لبقائه ولياً للعهد. وكشف مصدر غربي عن محاولات للبحث عن دولة تستقبل ولي العهد محمد بن سلمان، وتحميه من أي ملاحقة قانونية مستقبلاً في جريمة اغتيال خاشقجي، وجرائم أخرى، ومنها اعتقال الأمراء ورجال الأعمال وحرب اليمن، وقد تكون هذه الدولة من أوروبا الشرقية أو ربما آسيا. وربط مراقبون ذلك بقناعة أمريكية تولدت لدى الرئيس دونالد ترامب، بعد عودة مديرة المخابرات الأمريكية (سي آيه إيه) جينا هاسبل من تركيا منذ أسبوعين، واطلاعها على التسجيلات الصوتية، وأدلة متعددة حول التورط الرسمي السعودي في مقتل خاشقجي، الأمر الذي يجعل ولي العهد بين أحد هذين الخيارين. وأكدت مصادر لصحيفة القدس العربي استحالة لجوء بن سلمان إلى دولة غربية مثل الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا التي يمتلك فيها قصراً هو الأغلى في العالم، خشية الملاحقة القضائية، وغضب الرأي العام في تلك الدول. وذكر مصدر مطلع أن الأمريكيين يرفضون استمرار محمد بن سلمان ولياً للعهد، لأنه متهور وسيقود إلى مغامرات قد تكلف الولايات المتحدة الكثير، وأن التخلص منه هو الأفضل لحماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. وفي الوقت ذاته تؤكد المصادر أن بقاء بن سلمان في السعودية بعد تخليه عن منصبه سيعرضه للانتقام، بل وهناك تخوف من الآن من حدوث انقلاب سواء من داخل العائلة الملكية، أو من طرف الجيش الذي يعيش قلقاً بسبب العقوبات العسكرية المفترضة التي قد تفرض على البلاد، مما سيضعفه في محيطه الإقليمي.وأكدت مصادر الصحيفة أن إسرائيل تعد الخاسر الأكبر من رحيل بن سلمان، وأنها تعمل على التوسط له لدى الإدارة الأمريكية، وهو ما يعني أن بقاءه في منصبه سيكون بشروط أمريكية إسرائيلية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه أصبح مسيطراً على معظم مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية في المملكة، الأمر الذي يصعب معه تصور تنازله عن ولاية العهد. وتقول المصادر إنه في حال ترجح بقاء بن سلمان في منصبه، فإن الثمن الكبير الذي سيتحتم عليه دفعه هو «دعم صفقة القرن، وإقامة علاقات مع إسرائيل وأضاف مراقبون شواهد كثيرة أخرى لاستعداد ابن سلمان للتنازل، ومنها استقباله وفداً من قادة المسيحيين الإنجيليين في أمريكا، ضم شخصيات مؤيدة لإسرائيل، وذلك في خطوة نادرة ومفاجئة.

ونشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” مقالاً، تناولت في الأزمة التي تمر بها السعودية، بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي وقالت الصحيفة في مقال نشره الباحث في الشرق الأوسط إيال زيسر، إنه على الرغم من الأزمة التي تمر بها السعودية، إلا أنه لا يوجد حليف في منطقة الشرق الأوسط للولايات المتحدة ولإسرائيل، أكثر مصداقية من السعودية.وأشار البروفيسور زيسر، إلى أن المملكة السعودية تحولت بعد حادثة مقتل الصحفي خاشقجي، من حليف يتم التغزل به إلى دولة منبوذة يتنكر منها الجميع. وأضاف، أن في إسرائيل أيضاً هناك من يدعو إلى إبقاء مسافة مع السعودية، بسبب عدم إيفائها بالقيم التي تميز بين الدكتاتورية الظلامية وبين الدول الغربية المتنورة، وتبيّن ضعفها بعد أزمتها في قضية خاشقجي. وكتب زيسر، أن الهجمة التي تتعرض لها السعودية، بها قدر من النفاق والازدواجية، مهاجماً في الوقت ذاته الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X