السعودية أرسلت خبراء طمس أدلة للقنصلية ومنزل العتيبي
خبير في الكيمياء وآخر في علم السموم أشرفا على التنظيف

إسطنبول- وكالات:
أكدت مصادر تركية أن السعوديين عملوا لمدة أسبوع على طمس الأدلة على جريمة تصفية الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية المملكة في إسطنبول، في وقت يسود اعتقاد في تركيا بأن جثة الضحية جرى تذويبها بواسطة الأسيد. فقد نقلت صحيفة صباح التركية أمس عن مصادر في الأمن أن السلطات السعودية بعثت مسؤولين للقنصلية ومنزل القنصل محمد العتيبي الذي يقع بالقرب منها بعد تسعة أيام من مقتل الصحفي. واستناداً لتلك المصادر، فإن هذا الفريق كان يضم متخصصاً في الكيمياء وآخر في علم السموم، وفي علم التحقيق الجنائي يوصف بأنه فريق إخفاء ومحو الأدلة. ووفق نفس المصادر، فإن السلطات السعودية بعثت بالكيميائي أحمد عبد العزيز الجنوبي وخبير علم السموم خالد يحيى الزهراني بهدف طمس وإخفاء الأدلة بالقنصلية ومنزل القنصل. وأكد مسؤول تركي -رفض الإفصاح عن هويته- هذه المعلومات لوكالات أنباء عالمية، موضحاً أن الهدف من ذلك كان طمس الأدلة. وبحسب صور الفيديو وسجلات الأمن التركي فإن الشخصين دخلا إسطنبول عبر مطار صبيحة كوغشان يوم 11 من الشهر الماضي، وكانا جزءاً من الفريق السعودي الذي قيل إنه أرسل للتحري بشأن قضية خاشقجي. وأضافت الصحيفة أنهما كان يذهبان للقنصلية يومياً وبشكل منتظم لمدة أسبوع.
وقبل معاينة قوات الأمن التركية منزل العتيبي دخل إليه الخبيران السعوديان وأجريا ما وصفته مصادر الأمن التركي بعمليات تنظيف. وكانت صحيفة صباح قالت في وقت سابق إن جثة الصحفي جرى تقطيعها داخل القنصلية ونقلها في خمس حقائب إلى منزل القنصل.
وقالت مصادرأمنية إن الوفد الأمني السعودي -الذي جرى إرساله من الرياض إلى إسطنبول بدعوى المشاركة بالتحقيقات التركية لكشف لغز “اختفاء” الصحفي- استخدم كغطاء لعملية طمس الأدلة. المصادر الأمنية التركية تؤكد أن الجنوبي والزهراني دخلا القنصلية ومقر إقامة القنصل بشكل متكرر بذريعة أنهما عضوان بالفريق السعودي، ولفتت الصحيفة أن الخبيرين غادرا تركيا في 20 أكتوبر الماضي. وذكرت أن فرق التحقيقات التركية بدأت إجراءات التفتيش في القنصلية ومنزل القنصل، بعد أن كان فريق إزالة الأدلة السعودي قد تخلص من الأدلة. وفي يوم 15 أكتوبر الماضي، تمكن الفريق التركي من دخول القنصلية، وإجراء تفتيش ومعاينة فيها، إلا أنه لم يحصل على الإذن لتفتيش منزل القنصل إلا بعد يوم 17 من الشهر نفسه. وأقرّت السعودية بعد 18 يوماً من الجريمة بمقتل خاشقجي في القنصلية، وأصدرت بعدها عدة روايات متضاربة، لاقت تشكيكاً دولياً واسعاً، وسط مطالبات بكشف الحقيقة كاملة. والأربعاء الماضي، أعلنت النيابة العامة التركية أن خاشقجي قُتل خنقاً فور دخوله مبنى القنصلية لإجراء معاملة زواج، “وفقاً لخطة كانت معدَّة مسبقاً”.
وقبل يومين، قال أردوغان في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن أوامر تنفيذ العملية صدرت عن “مستويات عليا” في الحكومة السعودية. وتوصلت التحقيقات التركية إلى أن خاشقجي قتل خنقاً مباشرة بعد دخوله القنصلية قبل أن تقطع جثته، وتنقل فيما يبدو إلى منزل العتيبي.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن المسؤول التركي الذي أكد ما ورد بتقرير صحيفة صباح أن قيام الرياض بإرسال خبراء لطمس الأدلة يؤكد أن قتل الصحفي داخل القنصلية في الثاني من الشهر الماضي كان بعلم كبار المسؤولين السعوديين. وكانت السلطات التركية أكدت أن تصفية خاشقجي تمت وفق خطة أعد لها مسبقاً، وأن الأوامر بتنفيذها صدرت من أعلى المستويات في الرياض. وكان مصدر أمني تركي كشف التسجيلات الصوتية التي بحوزة سلطات بلاده تبين أن قتلة الصحفي بدؤوا البحث عن هاتفه بعد قتله مباشرة، وأنهم أصيبوا بذعر وارتباك عندما لم يجدوا هاتفه معه.
وأضاف أن كل المستويات السعودية التي تحدثت مع السلطات التركية طلبت الحصول على هاتف الصحفي، موضحاً أن الأتراك يتوقعون أن هناك معلومات مهمة بالهاتف. وكان خاشقجي قد ترك هاتفه الآيفون مع خطيبته التركية خديجة جنكيز قبيل دخوله مقر القنصلية.