هروب استثمارات أجنبية بـ1.7 مليار دولار من السعودية
الرياض- وكالات: كرد فعل مباشر على اغتيال الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كشف تقرير نشرته وكالة “بلومبيرع” الاقتصادية عن هروب استثمارات تقدر بنحو 1.7 مليار دولار من السعودية خلال الشهر الماضي. وقال التقرير الذي أعدته المجموعة المالية المتخصصة “هيرميس” ، إن مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، دفع إلى تخارج 1.7 مليار دولار من سوق الأوراق المالية في المملكة. وبحسب التقرير الذي أعده محمد الحج، رئيس الاستراتيجية بالشرق الأوسط، في قطاع البحوث بمجموعة هيرميس، بلغ صافي التدفقات الأجنبية الخارجة من السعودية 1.7 مليار دولار. وأشار “الحج” إلى أن معظم الأسواق الأخرى في المنطقة، جذبت تدفقات من الخارج، موضحا أن مجموع التدفقات الخارجة من المنطقة، بخلاف السعودية، بلغ 1.4 مليار دولار الشهر الماضي.
وقالت “بلومبيرغ”، إن مقتل “خاشقجي”، دفع صافي مبيعات المستثمرين الأجانب إلى أعلى مستوى منذ أن بدأت البورصة السعودية في توفير البيانات عام 2015. ، وقوبلت رواية السعودية بشان اغيتال خاشقجي بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات أخرى غير رسمية، تحدثت إحداها أن “فريقا من 15 سعوديًا تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم” .
يشار إلى أنه بسبب مقتل “خاشقجي” ، قاطع مستثمرون ومسؤولون دوليون بارزون “منتدى مستقبل الاستثمار” ، الذي نظمته السعودية على مدار ثلاثة أيام خلال الشهر الماضي، والذي شهد توقيع اتفاقيات بنحو 56 مليار دولار وأكدت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية في تقرير لها قبل أيام، أن الحكومة السعودية قامت بمراجعة خطة ولي العهد محمد بن سلمان الاقتصادية وإجراء تعديلات عليها، وذلك عقب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.وأوضح التقرير أن السعودية قامت بمراجعة خطتها الهادفة إلى إصلاح حكومتها واقتصادها بحلول عام 2020، ما أدى إلى خفض بعض الأهداف، فيما تصطدم طموحات ولي عهد المملكة محمد بن سلمان بواقع التنفيذ. وقال تقرير لشركة “جدوى للاستثمار” ، صدر نهاية الأسبوع الماضي، إن آخر إصدار للهيئة العامة للإحصاء الحكومي والخاص بسوق العمل، كشف أن البطالة في السعودية ارتفعت إلى 12.9% في الربع الثاني من العام الجاري.
وأكدت بلومبيرغ، إن مخاطر السمعة التي تحيط بالسعودية بعد مقتل خاشقجي، تهدد تحالفاتها مع المؤسسات الأجنبية وربما “رؤية 2030” نفسها. ونقلت “بلومبيرغ” عن روبرت دبليو جوردان، سفير واشنطن لدى السعودية في الفترة من 2001 إلى 2003 قوله: “تضررت بشكل كبير رؤية 2030 انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر بالسعودية العام الماضي، بسبب سلوك محمد بن سلمان، والآن سيجري خفض أكبر مع تراجع المستثمرين من الخارج”.
وتوجد علاقات متنوعة بين عشرات من الشركات والمؤسسات البارزة الأمريكية، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عبر مؤسسته الشخصية “مسك”. وأنشأ بن سلمان “مسك” ، وهي مؤسسة غير ربحية، بهدف رعاية وتشجيع التعلم وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل للسعودية. ووفق الوكالة، يتحرك شركاء مؤسسة الأمير بحذر شديد، لتقييم علاقاتهم مع مملكة ذات احتياطيات تزيد على 500 مليار دولار، و770 مليار برميل من النفط.