ثقافة وأدب
ثمّنوا المشاركة القطرية في منتدى سان بطرسبرج..مشاركون:

الأعـوام الثقافية ركيـزة أساسـية لحـوار الحضـارات

د. جاسم سلطان: الثقافة منتج فكري يعكس النموذج المعرفي للمجتمعات

د.أمل المالكي: المنتدى منصّة مثالية لتعزيز التكامل بين المجتمعات

إبراهيم السادة: التبادل الثقافي يُعزّز مبادئ الاحترام بين الشعوب

محمد العثمان: نسعى لإيصال صوتنا في كافة المحافل الثقافية

سان بطرسبرج – الراية : تكتسب المشاركة القطرية في منتدى سان بطرسبرج الثقافي الدولي أهمية كبرى، حيث إنها جاءت تزامناً مع العام الثقافي من السنة الثقافية بين قطر وروسيا 2018 والتي تشهد تنظيم باقة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية، تقدّمها القطاعات المختلفة في البلدين، وهو ما يحظى بأصداء واسعة في أوساط الجمهور القطري والروسي، وتحل قطر ضيف شرف النسخة السابعة من المنتدى، الذي ينطلق يوم 15 الجاري، ويتواصل حتى 17 من الشهر ذاته، وتنظم خلاله جهات الدولة المختلفة العديد من الفعاليات التي تعكس مكانة قطر الثقافية. وثمّن عدد من المشاركين بالمنتدى الأعوام الثقافية تشكّل إحدى الركائز الأساسية لدبلوماسية الثقافة، التي “تدعو الشعوب لاستكشاف التماثل الثقافي، وكذلك الاختلافات الثقافية”.

الأواني المستطرقة

وفي هذا الإطار، ثمّن مدير مركز الوجدان الحضاري الدكتور جاسم سلطان، أهمية التبادل الثقافي في أنه أشبه بالإنسان الذي ينظر إلى نفسه في مرآة الآخر وكذلك المجتمعات والأمم، ومن تلك المقارنات تتولّد روح التنافس وتتولّد صور التعاون وتتم الاستعارة المتبادلة. وتابع: إنها كفكرة الأواني المستطرقة، فعبر تلك القنوات تتقارب المستويات ويستفيد منها الجميع، والثقافة هي قيم وسلوك ومنتج فكري ومادي يعكس النموذج المعرفي لهذا المجتمع أو ذاك، والإطلالة على ثقافات المجتمعات عبر طرق التجارة والزيارة هو ما صنع الحضارة البشرية، فعبر هذه القنوات نجد التوارث الحضاري الذي سرى من بابل ومصر وعبَرَ لليونان ثم للرومان ثم عاد للمشرق في بغداد التي جذبت لها ثقافات الصين والهند ثم مزجتها لتعاود انتقالها للغرب المُعاصر ثم تتجه الرياح مرة أخرى لشمس الصين والهند مرة أخرى، فالحضارة نسيج واحد ولوحة ساهم في تشكيلها كل البشر.

من جهة أخرى لفت إلى أن للحريات والعدالة والكرامة الإنسانية نماذجها الكونية المعدية وللصناعة والإبداع التقني نماذجه الكونية وللنظام والنظافة معاييرها الكونية المطبقة ولقيم الرحمة والتسامح نماذجها الكونية، وللتجارب العالمية في النهوض دورها في صناعة النماذج المعيارية لطرق التقدم المنتجة. مؤكداً أن التبادل الثقافي يحتاج لأخلاق التواصل الإنساني والانفتاح الفكري والاستعداد للتعلّم، وبدون كل ذلك لا يُنتج التواصل موعوده ولا تتحقق الفائدة، ولا يكون أي مجتمع عملاقاً، إلا إذا وقف على أكتاف العمالقة عبر استيعاب ما وصلوا إليه ثم تجاوز ذلك السقف وتلك طبيعة المجتمعات الواعية.

التواصل الرقمي

أما الدكتورة أمل المالكي، العميد المؤسس لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، فتقول: إن دول العالم عادةً ما تؤكد على أهمية التبادلات والعلاقات الثقافية فيما بينها عبر منظومتي السياسات والعلاقات الخارجية، إلا أن هذا المفهوم تطوّرت آلياته، وبات يتضمّن مظاهر أخرى في ظل عالمنا المُعاصر الذي نعيش فيه حقبة تتسم بالطابع العولمي والتواصل الرقمي. ورصدت نماذج من التبادلات الثقافية منها ما يتجلى في العلاقات التجارية، ومنصّات التواصل الاجتماعي، والمؤسسات التعليمية، ما يؤثر بدوره تأثيراً إيجابياً على حركة تطور المجتمعات وتنميتها. واعتبرت المالكي أن منتدى سان بطرسبرج الثقافي الدولي في نسخته السابعة منصّة مثالية لاجتذاب الخبراء والنشطاء من أجل العمل على تعزيز مزيد من أوجه التبادلات الثقافية الإيجابية بين المجتمعات.

مبادرة الأعوام الثقافية

في السياق ذاته قال إبراهيم هاشم السادة، رئيس ملتقى المؤلفين القطريين للمؤلفين: إنه “لا حدود لتأثير التبادل الثقافي على العلاقات بين الشعوب، فهو يعمل على مد الجسور التي من خلالها تتحقق علاقات سليمة بين المجتمعات الإنسانية مبنية على فهم أعمق للآخر ما يعزّز مبادئ الاحترام والتسامح ويؤسّس لعلاقات قائمة على المصالح المشتركة. ولفت إلى أهمية النهج الذي تتبعه الدولة ممثلة في متاحف قطر بتبنيها مبادرة الأعوام الثقافية. لافتاً إلى أن التبادلات الثقافية وتجربة الثقافات الغريبة توفر لنا فرصة لفهم ثقافاتنا وتقاليدنا بشكل أفضل. ومن ثم، فإن هذه الفرص تعمل كنوافذ للوعي الذاتي، علاوة على جانب “معرفة العالم”، إذ يسمح التبادل الثقافي لنا بتجربة ثقافة أخرى من خلال العيش والتعلم عن اللغات والعادات والتقاليد وأنماط الحياة والطعام والتركيبة الاجتماعية.

وتابع: “إن السنة الثقافية القطرية الروسية منحت المجتمع القطري فرصة عظيمة للتعرف على الثقافة الروسية مثلما سمحت للشعب الروسي بالاطلاع على تنوع الثقافة القطرية المتشبثة بثوابت الانفتاح على الثقافات والمتطلعة إلى التفاعل الحضاري”.

وقال محمد العثمان، مدير العلاقات العامة والدولية في متاحف قطر: إن الأعوام الثقافية تشكّل إحدى الركائز الأساسية لدبلوماسية الثقافة، التي “تدعو الشعوب لاستكشاف التماثل الثقافي، وكذلك الاختلافات الثقافية. كما أنها تسمح بتبادل الأفكار، الفن، المعلومات، والحوار بين الشعوب نحو تعاون أوسع وتفاهم متبادل بين الدول. وقال: إن الأعوام الثقافية عرفت العالم على قطر بشكل واسع، وسمحت للقطريين بالتعرّف على ثقافات أخرى، من خلال تشجيع الحوار عبر التبادل الثقافي العابر للحدود، وفهم المنظومة القيمية في قطر، وإيصال صوت قطر إلى محافل النقاشات الثقافية الحالية.

العلامات
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X