الدوحة -الراية:
قالت مجلة تايم الأمريكية إن السعوديين يستطيعون التأثير على أسعار النفط العالمية بتقليص الإنتاج، بغية مساعدة ولي العهد على إصلاح الضرر الذي لحق بصورته بسبب جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وفي مقالها الذي كتبه محررها إيان بريمر، أكدت المجلة على أن خفض الإنتاج من جانب السعودية هو انعكاس للهواجس التي تنتاب الأمراء السعوديين، أكثر من القلق الذي يراودها بشأن مستقبل أسواق النفط العالمية. وتشير المجلة إلى أن تقليص الإنتاج ينم عن مخاوف تستبد بالمملكة، من أن اغتيال خاشقجي سيؤدي إلى استدامة “تسميم” نظرة المستثمرين الأجانب للمملكة وقيادتها. وتضيف أنه كلما أُميط اللثام عن مزيد من المعلومات بشأن مدى ما يعرفه ابن سلمان عن قتل خاشقجي، ازدادت المخاطر من تمويل رؤية 2030 لإصلاح وتنويع مصادر الاقتصاد السعودي التي تُعد حيوية لتحديث المملكة. ثم إن تراجع الاستثمارات في السعودية سيؤكد حاجتها لمزيد من الإيرادات النفطية.
ويقترح الكاتب إيان بريمر أربع خطوات قال إن على ابن سلمان القيام بها لتقديم نفسه للمجتمع الدولي كطرف يتصرف بمسؤولية أكبر، ومن تلك الخطوات ضرورة أن يوضح بجلاء التزامه بتحديث المجتمع السعودي، والسعي لوقف إطلاق النار في حرب اليمن، وعليه “تخفيف الحصار السياسي والاقتصادي على قطر”، وإصلاح ذات البين مع تركيا. وعلى صعيد متصل، تشير المجلة إلى أن السعوديين ربما يظنون أن بناء علاقات متينة مع الرئيس ترامب بعد سنوات من جمودها في عهد سلفه باراك أوباما، سيتيح لولي العهد الشاب تبني سياسة خارجية هجومية تتسق مع حملته الشرسة لاعتلاء عرش المملكة. وقالت المجلة: إن مقتل خاشقجي داخل القنصلية، ومحاولة التستر “الخرقاء” عليها أحدثت تغييراً طال كل تلك المساعي. وفي معرض تعليقها على إعلان السعودية مؤخراً عزمها تقليص إنتاجها من النفط بنحو نصف مليون برميل في اليوم في ديسمبر، اعتبرت المجلة أن مثل هذه الخطوة تقف شاهداً على إقرار المملكة بـ”هشاشة” وضعها.