
الدوحة- ترجمة الراية :
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يكافح لتبرئة ولي العهد السعودي في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، رغم تأكيد وكالة المخابرات الأمريكية أن محمد بن سلمان يقف وراء الجريمة. وقال ترامب: إنه تحدث مع مديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل، بشأن ما أعلنته الوكالة، وإنه سيكون هناك تقرير كامل للموضوع بحلول الثلاثاء. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس “لايزال يتشكك” بتورط ابن سلمان بجريمة قتل خاشقجي، بحسب ما نقله مساعدوه الذين أكدوا أنه بحث أيضاً عن سبل لتجنب إلقاء اللوم لولي العهد. وأصدرت الخارجية الأمريكية، بياناً قالت فيه، إن التقارير الأخيرة التي تشير إلى أن الحكومة الأمريكية توصلت لنتيجة نهائية “غير دقيقة” بخصوص قضية خاشقجي، مشيرة إلى أن أسئلة عديدة لا تزال من دون إجابات، وأن الوزارة ستستمر بالبحث عن جميع الحقائق ذات الصلة. وكانت وكالة المخابرات الأمريكية قد سربت معلومات للصحافة تشير لتورط مباشر لولي العهد بجريمة خاشقجي، وأطلع كل من هاسبل وجون بولتون، مستشار الأمن القومي، ترامب على النتائج التي توصلت إليها الوكالة. وعرضت هاسبل بعض الأدلة على ترامب، تشير إلى تورط مساعدي ابن سلمان بشكل مباشر في قتل خاشقجي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة: إن ترامب وخلال محادثات مع مستشاريه للاستخبارات والأمن القومي، استغل مسألة إن كانت هناك أدلة تثبت تورط ابن سلمان بمقتل خاشقجي، لكنهم لم يعرضوا له إثباتاً قطعياً، خاصة أنهم أبلغوه بأنه لم يتم العثور على بقايا الجثة. وكان ترامب قد قال أول أمس: إنه “إلى هذه اللحظة قيل لنا إنه لا يلعب دوراً ويجب علينا معرفة ما يقولون”. وتلفت “واشنطن بوست” إلى أن هناك قلة داخل أروقة البيت الأبيض، تشكك في أن ابن سلمان يقف وراء عملية القتل، فبحسب أحد مستشاري الرئيس فإن “الجميع يعرفون ما حدث تقريباً”، حتى ترامب انتقد مراراً تعامل ابن سلمان مع هذه القضية، وكثيراً ما كان يقول: “إنهم يخفون الحقائق”. وتذكر الصحيفة أن السعوديين أدلوا بتفسيرات متناقضة لما حدث لخاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده. وترى الصحيفة الأمريكية أنه بعد تحليل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التسجيلات الصوتية داخل القنصلية، التي قدمتها الحكومة التركية، وكذلك المكالمات الهاتفية التي تم اعتراضها، وجد أن فريق الاغتيال صدرت له أوامر عليا.
وقالت الصحيفة الأمريكية، أن السلطات السعودية تنفي تورط ابن سلمان بالجريمة، وتحاول الرياض إلقاء اللوم على جهات مارقة كانت تسعى وراء إعادة خاشقجي للبلاد. ولأكثر من شهر يكافح ترامب لإبعاد التهمة عن ابن سلمان، في محاولة منه للحفاظ على علاقاته القوية مع الحكومة السعودية. وأبلغ الرئيس الأمريكي مساعديه أنه يريد بقاء ولي العهد في السلطة، وأنه يرى أن السعوديين هم أفضل من يعوض النقص في سوق النفط بسبب غياب النفط الإيراني، كما يرتبط ابن سلمان بعلاقة قوية مع جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره. وأشارت الصحيفة إلى أن متابعين ربطوا بين استقالة المسؤولة بمجلس الأمن القومي، والمسؤولة عن السياسة الأمريكية تجاه السعودية، كيرستن فونتينروز، التي لم يعلن عن سبب استقالتها، وموقف البيت الأبيض من المملكة، خاصة أنها أدت دوراً كبيراً في تحديد من سيتم مساءلته من السعوديين بشأن مقتل خاشقجي.